تقرير بريطاني: الصورة غير واضحة في ليبيا بسبب قصور عمل الإعلام

ليبيا – تطرق تقرير تحليلي نشرته مؤسسة “أوبن ديموكراسي” الإعلامية البريطانية لفشل وسائل الإعلام العالمية في سرد قصص أكثر شمولية عن الوضع في ليبيا.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد إن هنالك العديد من الأسباب لهذا الفشل الذي يتواصل بالتزامن مع مرور أكثر من عقد من الزمن على إسقاط نظام العقيد الراحل القذافي وانزلاق البلاد إلى الحروب والدمار ومن بين أبرزها صعوبة الوصول إلى البلاد.

وتابع التقرير إن الوضع في ليبيا سريع الحركة ومعقد وفقد تعرضت وسائل الإعلام المحلية لخطر شديد بعد أن تم خنق الأصوات المستقلة وعدم استعداد وسائل الإعلام لتخصيص الموارد اللازمة للتعمق أكثر ما يعني فهما خاطئا للساعين إلى معرفة دوافع النزاع الليبي وآثاره.

وأضاف التقرير إن التركيز على انتهاكات حقوق الإنسان التي يواجهها الأشخاص العاديون فيه نقص وسرد القصص البشرية عبر روايات مبسطة ليس بالأمر السهل فقد غادر معظم المراسلين الدوليين ليبيا منذ فترة طويلة وأصبح الوصول إلى ليبيا من بين الأمور الأكثر تقييدا.

وواصل التقرير إن الحصول على التأشيرات أمر صعب والسفر المحلي يخضع لأهواء المسؤولين في بيروقراطية مربكة ومجزأة فضلا عن محدودية البنية التحتية للنقل ما جعل الزيارات قصيرة المدى أقل قابلية للتطبيق فضلا عن صعوبة بناء علاقات مع المصادر المحلية.

وبين التقرير إن من بين أحد التأثيرات الاستقطاب المفرط لبيئة الإعلام المحلية ما صعب على المراقبين الدوليين فصل الحقيقة عن الخيال مع غياب التقارير المحلية الموثوقة فالمسؤولين وقادة الميليشيات يضغطون على المراسلين للانحياز لهم وتستخدم الأطراف كافة معلومات مضللة وخطاب اراهية لخوض الحرب.

ووفقا للتقرير أشارت بعض التقديرات إلى إن أكثر من ثلث الليبيين لا يثقون بأي مصادر إعلامية على الإطلاق وباتوا أقل انفتاحا على التحدث إلى المراسلين فضلا عن نقص الإرادة التحريرية الدولية للتعامل مع ليبيا بعمق أكبر إذ نادرا ما تتجاوز المقالات ملخصا لأحدث أعمال العنف أو المناورات الجيوسياسية.

ونقل التقرير عن الصحفي والمؤلف أولف ليسينج الذي غطى أحداث ليبيا عام 2011 قوله:”في العامين 2013 و2014 كان الناس لا يزالون فضوليين وأكثر انفتاحا على التحدث إلينا ولم يتم تسوية الصراع كثيرا ولا تزال هناك بعض الأصوات المستقلة ولكن لم يعد هناك من يريد التحدث”.

بدورها قالت الناشطة والباحثة أسماء خليفة:”إعداد التقارير على مستوى كبير للغاية فهو لا يخاطب الليبيين ولا يوجد شيء يتعلق بالصمود الليبي وهناك مشكلة في كيفية تصوير هذا الصراع ونحن غير مرئيين إلى حد كبير في حال لم نفعل شيئا سيئا حقا “.

وقال المحلل السياسي طارق المجريسي:”عندما تتم مناقشة قضية ليبيا يكون الأمر دائما أمنيا إما أنه شيء للخبراء العسكريين الذين يمكنهم تحليل أحدث سلاح يتم استخدامه أو للمحللين السياسيين الذين يعتقدون أن العالم كله عبارة عن رقعة شطرنج والجانب الإنساني لا يخرج أبدا كأن ليبيا صراع عربي أكثر من اللازم”.

وبحسب التقرير فإن المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية مطالبان بإعادة تأهيل وتنظيم قطاع الإعلام بما يحفظ النسيج الاجتماعي ويحد من التصعيد مع وجوب قيام المؤسسات الإعلامية الدولية والجهات المانحة بدعم جهود بناء قطاع مستقل أكثر قوة والدعوة للتحقيق في هجمات ضد العاملين في المجال ومحاسبة الجناة.

وأضاف التقرير إن هنالك قصص أخرى يجب روايتها فهي لا تتصدر عناوين الأخبار فيما لم تحل الطبيعة السامة للنقاش العام دون ازدهار مجتمع مدني نابض بالحياة وهو ما يحتم المساعدة في بناء قطاع ثقافي متنام في ليبيا مبني على أساس تصالحها مع ماضيها المضطرب.

وأشار التقرير إلى أن النشطاء يعملون على بناء مستقبل شامل وعادل ومستدام وتضخيم أصوات الفئات المهمشة بما في ذلك النساء والشباب والأقليات العرقية ففي وسط الدمار الذي أحدثه القتال بدأت المجتمعات في العودة إلى منازلها وإعادة بنائها مرة أخرى.

ترجمة المرصد – خاص 

Shares