معلقًا على أحداث تونس.. عبدالعزيز: لن نفرط في سلاحنا.. وإنقلاب قيس سعيد هو نفسه إنقلاب حفتر في الـ2014

ليبيا – قال عضو المؤتمر العام السابق عن حزب العدالة والبناء عضو جماعة الإخوان المسلمين محمود عبد العزيز إن المعركة الحقيقية هي معركة الوعي، مشيرًا إلى أن الصراع هو صراع مشاريع بين دولة الديمقراطية والدستور والدولة المدنية وبين دولة الاستبداد والديكتاتورية، وهو مخطط قديم حديث؛ لأن البعض يرى بأن دولة جنوب البحر المتوسط لا يليق بها أن تكون ديمقراطية.

عبد العزيز أشار خلال مداخلة عبر برنامج “بين السطور” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة للمفتي المعزول الغرياني أمس الإثنين وتابعتها صحيفة المرصد إلى أن ما حدث في تونس ليس بأمر جديد، فقد حدث يوم 14-2-2014 وبتاريخ 4-4-2019، وجميع ذلك يأتي في إطار المخطط العام للقضاء على الربيع العربي والحرية.

وأضاف: “السيناريوهات في تونس وليبيا متشابهة، لكننا في غفلة عنها، وهذه أكبر نكبة يعولون عليها هي غفلتنا نحن. أكبر نقطة ضعف يعولون عليها ويكيدون لنا ويخططون أن نعود للحظيرة، ويعدونا تحت مستوى البشر هي عدم الوعي، ولذلك برنامجنا هي معركة وعي”.

وتابع مزاعمه بالقول : “سأذكر لكم ما حدث بعد الربيع العربي والمخطط العام الذي تقوم به غرفة العمليات ودوائر الانتخابات الدولية، 7-7-2012 خرج الشعب الليبي لأول مرة وهم ينتخبون المؤتمر الوطني، وكانت انتخابات غير مسبوقة بنزاهتها وإقبال الشعب عليها، حتى أن الكثير من الصحفيين كتبوا أنه إذا خلوا بين الشعب وصناديق الاقتراع فالشعوب جاهزة أن تعطي صوتها حسب قناعاتها. ولكن ماذا حدث بعد انتخاب المؤتمر الوطني؟ من الأسبوع الأول بدأت الاقتحامات وشيطنة المؤتمر الوطني، سخروا ماكينة إعلامية رهيبة ليشككوا الشعب في اختياراتهم”.

كما أردف: “المؤتمر الوطني هذا خيار الشعب قولًا واحدًا وهو تشريعي، ولكن لأنه كان هناك نقل مباشر للجلسات والصناديق داخل المؤتمر أصبحت هناك حالة من الوعي الديمقراطي والحرية غير العادية، وحتى بعد ما أخرجوني من المؤتمر الوطني بقيت أدافع عنه لأنه يمثل رمزية للديمقراطية والدولة المدنية، رغم ما فيه من مفاسد ولكنه يظل رمزًا، لذلك بدأوا يضربون فيه بغرض تدمير الرمزية حتى عندما يتم الانقلاب لا يؤيدونه ولا يحمونه ولا يقفون معه وهذا ما حدث، الاعتداءات تكررت وبعضهم أغبياء وبعضهم ثوار لكن اشتغلوا عليهم وخدموا عليهم، بحيث ضربوا هذه الرمزية من اقتحام المؤتمر وحرق السيارات لأعضاء المؤتمر الوطني”.

واستطرد: “بعدها ضربوا كل رموز فبراير، ووصلت بهم الجرأة للخروج بمظاهرات يقولون يا غرياني يا غرياني خمس سنين الشعب يعاني! الشيخ الغرياني أمده الله بالصحة والعافية وأخذ من أعمارنا وأعطاه، وصلت بهم الجرأة لهذا الحد. للأسف الإعلام والمدينة الإعلامية تضرب الرموز لتشكيك الشعب في رموزه وشخصياته العظيمة، لينفذوا مخططاتهم وتقليل المخاطر التي ممكن أن تواجه انقلاباتهم”.

وإدعى : “في تاريخ 14-2 -2014 يوم انقلاب حفتر خرج هذا المتمرد وبانقلاب متلفز بتجميد الإعلان الدستوري ورفع الحصانة عن أعضاء المؤتمر والقبض عليهم، وقبلها شيطنة المؤتمر الوطني وضرب رمزيته ووضع كل العيوب في المؤتمر الوطني، نفس الذي حصل في تونس؛ لأن انقلاب الأمس لقيس سعيد لم يأتِ هكذا، أنا أقرب الصورة، إنها كلها خارجة من غرفة عمليات واحدة، في تونس نفس الشيء، سيناريوهات تختلف في بعض التفاصيل، لكن في مجملها واحدة”.

عبد العزيز قال: “هؤلاء الآن كلهم أولاد الثورات وليسوا رجالًا، ولو كانوا كذلك لكانوا أوفياء للثورات التي جعلتهم يتكلمون، هذا المتمرد القذر هارب من معمر لـ 20 سنة وليس معارضًا للنظام، من جعلته يتكلم هي ثورة 17 فبراير، وهناك قول إن مجموعة الـ 93 هو الذي بلغ عنهم، ولكن يجب أن نفهم أن 25 سنة وهو في أحضان المخابرات الأمريكية ولم نرَ منه أي شيء، وبعد عامين من فبراير خرج وانقلب عليها”.

ولفت إلى أن ما جرى في تونس هو ذات الأمر، فقد ضربوا رمزية الديمقراطية، فالأحزاب التونسية انحنت للعواصف أكثر من مرة، مع العلم أن تونس لا يوجد بها سلاح، بالتالي ثورتهم ليست مسلحة وتسمى “ثورة الياسمين” وكانت الثورة الأكثر عقلًا والأقل دموية، مضيفًا: “ضربوا رمزية البرلمان وأطلقوا عليهم من داخلهم كعبير موسى، 24 ساعة لا توجد جلسة تمر إلا بإهانة الجميع وإهانة المؤسسة هي وجماعتها”.

ورأى أنه لا يمكن مقارنة الطبقة المثقفة في تونس بالطبقة المثقفة في ليبيا؛ لأنها سلبية لأبعد الحدود وعلى حسب الطلب وأغلبها تسابقت في لا للتمديد وأيام المؤتمر الوطني على المحطات والفضائيات، لكنها تختفي في “ميدان الشهداء”، بحسب قوله.

وتابع: “وصلوا لتجميد البرلمان وأعضائه. البرلمان ما دخله وهو جسم تشريعي يا سيد قيس سعيد؟ أنت السلطة التشريعية وأنتم الحكومة، ما يتعلق بالأسعار وحياة المواطن وكورونا كلها تتعلق بأداء الإدارة التنفيذية والدولة وأداء الحكومة، وليس لها علاقة بالجسم التشريعي، لماذا جمدت البرلمان؟ لأن هناك اختيارات للشعب ومن يحمي الثورة ومن هم فيهم حس الثورة”.

كما علق على كلمة قيس سعيد قائلًا: “هؤلاء سياستهم واحدة، والانقلابيون ومن يخططون للانقلابات في عدة دول أدواتهم واحدة، لكن الاختلاف في بعض التفاصيل وللأسف ذاكرتنا قصيرة والإعلام يعمل باستمرار لتغيبنا عن الوعي حتى لا نكون واعين بالمخططات. قيس سعيد قبل أن يفوز بالرئاسة قال: أخاف على الدستور أن يأتي حمار من سلالة تلك الحمير ويأكله. خرج هو الحمار الذي أكل الدستور بعد انقلابه عليه، سعيد انقلب على الدستور والمادة 80 ورأينا آراء السياسيين والمعارضين، نحن يجب أن نكون واعين بكل التفاصيل التي في الطريق التي هي لإلهاء الشعوب، أما المخرج النهائي فهو الانقلاب على الثورة، فهم حاولوا في ليبيا لكن لم ينجحوا والآن هناك محاولة أخرى عن طريق الانتخابات”.

وأفاد: “من لطف الله أن ثورتنا أتت مسلحة وهذا ليس عيبًا، ثورة أمريكا لم يحمها إلا السلاح الذي كان مع الأمريكيين، ونحن لن نفرط في سلاحنا والمؤامرة واضحة على ثورات الربيع العربي. فقد فشلوا في الانقلاب في المنطقة الغربية وأتوا بالصخيرات وحاولوا قدر الإمكان تقاسم الكعكة مع المتمرد، والآن يحاولون بالانتخابات وتزويرها، العشرات حاولوا التسجيل في منظومة الانتخابات ووجدوا أسماءهم وأرقامهم الوطنية مستعملة ومسجلة في مدن أخرى غير الموجودين فيها، سيعملون على تزوير الانتخابات، إن لم نضمن انتخابات نزيهة وتستبعد المجرمين والمطلوبين للعدالة لن تكون هناك انتخابات ولن يضحكوا علينا”، بحسب قوله.

واعتبر في ختام حديثه أنه لا يمكن مقاومة هؤلاء ومخططاتهم إلا بمجتمع وشعب واعٍ، وبحسب الإمكانيات المتاحة وبمساعدة النخب والمثقفين.

تفريغ نص الحوار – المرصد خاص

Shares