ليبيا – قال مفتي المؤتمر العام المعزول من قبل مجلس النواب الصادق الغرياني إن الأحداث والفتن التي تحدث في كل أسبوع متسارعة ومتتابعة ومتلاحقة ويأخذ بعضها بأعناق بعض، والباحث على جامع يجمعها ورابط يربطها يجد أن سببها الولاء للظالمين والخذلان للمسلمين.
الغرياني أضاف خلال استضافته عبر برنامج “الإسلام والحياة” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة له أمس الأربعاء وتابعتها صحيفة المرصد: “لنبدأ ببعض هذه الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع، فقد صدر من الحكومة التونسية في عهدها الجديد اتهام لليبيا أنه يوجد بها في منطقة الوطية دواعش وإرهابيون، وقدمت بذلك شكوى للإنتربول استعداء للدول الكبرى المهيمنة والراعية للمشروع الصهيوني لهذه الدول علينا، وهذا غير موفق من حكومة تونس التي كنا نعدها شقيقة ومناصرة للقضية الليبية، وهذا الاتهام من حيث موالاته للظالمين ظاهر وواضح”.
وتابع مزاعمه بالقول : “لأنه الاتهام عينه الذي كان يتخذه حفتر شعارًا على مدى سنوات بقتل الليبيين ، ومعروف أن الحكومة التونسية في عهدها الجديد هي رهن إشارة الفرنسيين ، ولعل الاتهام من هذه الدول، هذا من حيث الولاء للظالمين في هذا الاتهام، ومن حيث الواقع أقول كما يقول المثل العربي: “رمتني بدائها وانسلت”. آخر من يتكلم عن الإرهاب والدواعش هي الحكومة التونسية، كان ينبغي عليها ألا تتجرأ وتفتح علينا هذا الباب لأننا عانينا كثيرًا ويعلم العالم كله ما تحملته ليبيا وثورة فبراير في مقاتلة الدواعش في صبراتة وسرت وغيرهما، وأقول كان على تونس أن تكون آخر من يتكلم عن هذا الموضوع؛ لأننا أكثر من قاتلناهم من الدواعش هم توانسة للأسف بحسب الإحصائيات الرسمية”.
كما أردف: “وليست دعوة كدعوة حكومة تونس في عهدها الآن إنها تطلق شعارات وتتهم ليبيا أنها ترعى الإرهاب ومن سجلات السجون مئات التوانسة كانوا موجودين وقاتلناهم بشراسة وقضينا عليهم وأودعوا السجون، وكانت الحكومة التونسية تتنصل منهم، وحاولنا كثيرًا والحكومات السابقة وجهاز القضاء في ليبيا تواصل كثيرًا مع المسؤولين التونسيين، ولكن كانوا يتنصلون من رعاياهم ولم يقبلوا ترحيلهم، هذا ينبغي ألا تنساه الحكومة التونسية وهي تتكلم الآن عن الإرهاب وأن في الوطية إرهابيين؛ لذلك هي بنت على هذا الاتهام الباطل الساذج وعليه اتخذت قرارًا بين تونس وليبيا زعمًا منها أن تحمي نفسها من الإرهاب، وأقول هي التي ينبغي أن نحتمي منها لأن التاريخ يشهد أن الإرهابيين في تونس وليسوا في ليبيا، نحن أبعد ما نكون عن هذه التهمة وما كنا نتمنى من تونس غلق الحدود لكن وبعد أن وقع الأمر فالمتضرر الحقيقي هو الشعب التونسي وليس الليبي”.
وأشار إلى أنه “إذا أخذنا المسألة بالأرقام نجد المستفيد الأكبر من النمو الاقتصادي بين الحركة بين البلدين تونس ونحن لا نحسدهم على ذلك، لأنهم أخواننا وأشقائنا ونتمنى رفعتهم واستقراراهم، ولكن في عهدهم الجديد انضموا للفريق المعادي ودخلوا معنا في هذه التهمة بالحرب، والذي أطلبه من المسؤولين في حكوماتنا إذا كانوا يريدون من الدول أن تحترمهم ويحافظوا على سيادة ليبيا، المعاملة بالمثل في علاقاتهم مع الدول أي يتخذون أسلوب المعاملة في من كان ظالمًا على مدى سنين كبعض الدول، يقاتلونا على مدى سنين وتفعل كل ما تستطيع لتدمير بلادنا لا ينفع مع هؤلاء الصفح والعفو لأنه هو زاد تألبهم علينا”.
ورأى أن المعاملة بالمثل هو مبدأ تقره الدول والقرآن الكريم مع العدو المستمر عداونه، بالتالي على الحكومة والرئاسي الرد بقسوة على الدول المعادية لليبيا، وكذلك تقف مع تونس موقف المعاملة بالمثل وتفرض احترامها على الدول.
الغرياني علق على مطالب عدد من النواب بمساءلة حكومة الوحدة الوطنية واستدعائها قائلًا: “صرحت مجموعات من برلمان طبرق مهمتها الابتزاز والكلام الذي لا يليق ولا يصلح أن يتكلم به في مجلس من المجالس، أي كان مستوى هذا المجلس بأسره، هذه المجموعات صرحت أنها تريد مساءلة حكومة الوحدة الوطنية وتريد أن تستدعيها للبرلمان، وبعضهم يدعو لسحب الثقة منها وهذه كلها إملاءات العدو، هو برلمان يعرف نفسه وأنه منتهي الصلاحية وأنه بمقتضى حكم المحكمة العليا غير صالح ومدته عام ونصف، وهو يمدد لنفسه على خلاف القانون أكثر من 6 سنوات، ولا يملك للآن حتى نصابًا يعقد فيه جلسة قانونية، ومع ذلك يجرؤه الأعداء والدول الكبرى والأمم المتحدة وحفتر وغيرهم يجرؤونه على أن يستمروا في تقويض استقرار ليبيا ولا يريدون أن تبقى لها حكومة تريد أن تفعل شيء على الإطلاق والانسان يستغرب أشد الاستغراب”.
وقال: “هذه الحكومة كانت على قائمة منافسة لقائمة على رأسها عقيلة صالح، والذي الآن يسمي نفسه رئيس البرلمان، هما متنافسان، سقطت قائمة عقيلة والتي معها رئيس حزب العدالة والبناء السابق ووزير الداخلية السابق وكانوا متحالفين حلفًا واحدًا، وهذا ما دام أنه حلف عقيلة صالح وتحت إمرة حفتر معناه يوالي من؟ يوالي المسلمين؟ يوالي الوطن؟ لا يوالي إلا الأمم المتحدة وفرنسا؛ لأنهم الداعمون لاستمرار حفتر وعقيلة، وينفخون فيه الروح وهو جسد ميت من سنين طويلة ومع ذلك يتمسكون به”.
وفي دعوة لإنقلاب حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي على البرلمان قال : “قائمتان متنافستان نجحت واحدة والذي سقطت يجعل لها أعداء البلد الحق أن تساءل القائمة التي انتصرت وكانت منافسة وجعلت لها الحق أن تسلب منه الثقة، لماذا إذًا؟ المنافسة ليست مطلوبة ما دام الذي لم ينجح هو الذي سيتحكم في الحكومة ويسائلها، كيف يكون الإنسان حكمًا وخصمًا في ذات الوقت؟ هذا من الظلم البين الذي لا ينبغي ولا يجوز لمسلم من أهل ليبيا أن يرضى به، ويجب أن يقوموا عليه ولا يسكتوا عليه؛ لأنه ظلم صارخ وواضح ومن ثم بعد ذلك هذه المطالبات بإسقاط الحكومة ولا تملك شيئًا ولا صلاحية وتلوح بذلك، أقول المعاملة بالمثل واجبة وهكذا يجب أن يكون الرئاسي والحكومة أن تعامل بالمثل؛ لأنه من أراد الناس أن يحترموه لا بد أن يعاملهم بالمثل والرئاسي يملك أن يتخذ قرارًا بحل هذا البرلمان المفتعل الذي لا يملك نصابًا قانونيًا للآن”.
وأفاد: “تونس لها برلمان منتخب وصالح وساري المفعول وجلساته كاملة النصاب، ومع ذلك أعطى الرئيس نفسه الحق وحل البرلمان وفرض سلطته، نحن لا ندعو للظلم والاعتداء، ولكن نريد من الرئاسي أن يحمي الشعب من هذا التسلط، البرلمان أصبح متسلطًا، كيف برلمان لحد شهر 8 ما بقي من العام إلا 4 أشهر ولا زال يمنع الحكومة من الميزانية؟ هل هناك بعد هذا العدوان؟ عدوان على الشعب الليبي، وعلى الرئاسي أن يمنع ويحمي الشعب من العبث والسوء والفساد المتربص بنا في طبرق ويدعمه حفتر وغيره من الدول والمجتمع الدولي”.
وأضاف: “مسألة أخرى كان عندنا في غريان سجناء سجنوهم عندما اعتدى حفتر على غريان هؤلاء السجناء منهم من هو رأس في الإجرام المعتدين وقادة حفتر وارتكبوا من الجرائم ما ارتكبوا وهم مسجونون في غريان، وفجأة نراهم يهربون من سجن غريان، 25 سجينًا هؤلاء من هربهم هو موالي الظالمين والكافرين والمفسدين، الظالمون في القرآن هو الظلم والظلمة والظالمون يشيع إطلاقه على الكافرين، هؤلاء الذين هربوا الأعداد لا شك أنهم موالين للظالمين، سواء مسلمين أو كافرين، وسينالون عقابهم من الله وعاقبتهم الخسران، ولكن اللوم على أهل غريان أنهم إذا كانوا غير قادرين على حماية وحراسة ومنع هؤلاء من الفرار والهرب والمجرمين كان عليهم أن يسلمونهم لمكان آخر آمن، ولا يتركوهم هكذا يتشفون فينا وبدلًا من أن كانوا يريدون أن يبادلوهم بأسرى منهم عند حفتر هربوا وانتهت المسألة”.
وأضاف: “وجدنا قائد الكتيبة التي كلفتها الحكومة بحماية النهر الصناعي في الشويرف وهو ممن كان يقاتلون حفتر يخرج في صور مع قادة المجرمين التابعين لأولاد حفتر. هذا تعدٍ وعدوان ولا يمكن أن يقبل في أي صورة. هذه مسائل يتخذ فيها القرار هو المسؤولون ووزير الدفاع والحكومة، ولكن صاحب كتيبة يؤمر بالعمل ونجده يجلس مع أكابر المجرمين، هؤلاء ظلمة ممعنون في الظلم على مدى نصف قرن، وحفتر على مدى نصف قرن وهو يقتل ويدمر ويسفك الدماء وتربى بأحضان المخابرات الأجنبية وأرسلوه إلينا ليأتي على كل ما بقي من بلادنا هذا الجلوس معه، لا ينبغي لقائد كتيبة يشوه سمعته ويجلس كتيبة طارق بن زياد، انظر ماذا فعلت بأهل بنغازي وأهل قنفوذة ودرنة، المجتمع الغربي يتباكى على النساء في حقوق النساء في أفغانستان وغيره ولا تمضي ساعة من الزمان إلا يخرج وزير خارجية أو رئيس وينادون بحقوق المرأة في أفغانستان. أكثر من 70 امرأة وطفل حاصرهم حفتر واستغرق ذلك شهورًا وعندما حاول الثوار أن يهربوهم تلقوهم وتصدوا لهم في الميادين وقاتلوهم”.
وتساءل: “هل تكلم المجتمع الدولي الذي يتباكى الآن على حقوق المرأة في أفغانستان؟ الظلم على المسلمين ظاهر قهر وغلبة وعلى المسلمين أن ينتفضوا ويجمعوا كلمتهم ويعلموا أن الحرب حرب عدوان على المسلمين والمظلومين في أنحاء بلاد العالم، هذا نوع من أنواع الموالاة وبعض الأحداث التي ترجع لمن فعلها يصنف أنه داخل في الركون للظالمين ويدخل في الموالاة للأعداء، وهو من نواقض الإيمان ولا بد للمسلم أن ينتصر للمسلمين ويغضب لله ورسوله”.
ورأى أن: “هناك ولاء آخر يتعلق بنصرة المؤمنين للحجة الرهان والخروج في الإعلام والصفحات والتواصل الاجتماعي ونصرة قضايا المسلمين والدفاع عنها وهتك ستر المنافقين والكذابين والدجالين وكشفهم للناس وعدم الرضا بالباطل وتزوير الحقائق، الدفاع عن الحق ودحض الباطل وما يتعلق به من الفساد والزور والعدوان على أهل الحق والدين هذا يدخل في باب الولاء والبراء، وسماه القرآن جهادًا، وكل من يخرج على الإعلام من إعلاميين وغيرهم وينصرون الحق ويدافع عنه ويكشف سر الظالمين كل هذا من الولاء للمسلمين والبراء من الظالمين، من أخطر الأمور دعم العدو بالمال وعدم مقاطعته والتعاون معه ودفع الناس إليه بالمال الذي عصب الحياة، الأمم الكبرى التي تسيطر على العالم بماذا تسيطر؟ بمالها لأنها في بلدها مستقرة ولا توجد بطالة ولا مشاكل داخلية لذلك متفرغة لعداء المسلمين لماذا لا نقلب عليهم المسألة ونشغلهم في أنفسهم؟”.
وصرح: “عندما دعونا لمقاطعة فرنسا ليست من فراغ؛ لأنهم يقاتلوننا في الميدان ودمروا بلادنا على مدى سنين وفرنسا معلوم عداؤها للدين هي تستهزئ بدين المسلمين ونبيهم ولا تترك مناسبة إلا وتسخر من الإسلام، هاتان الدولتان معاديتان للمسلمين وتفعلان كل ما تستطيعان للنيل من الإسلام وقتل أهله، وكذلك المسؤولين في حكوماتنا ابتداء من وزير الاقتصاد والغرفة التجارية وكل من له علاقة بالاستيراد والجمارك وغيرها، حرام عليهم أن يفتحوا أبواب للسلع الفرنسية ويجب عليهم أن يمنعوها طاعة لله ودفعًا عن المسلمين؛ لأنكم إذا قاطعتموهم وأغلقت مصانعهم وحصلت عندهم البطالة سينشغلون برعاياهم التي ستؤرق مضاجعهم”.
كما قال: “فيما يتعلق بالحاكم المتغلب هو حفتر غير متغلب ولو كان حاكم متغلب لكان الحاكم الذي يقيم الدين وليس الحاكم الظالم الذي يعادي الإسلام ويسفك الدماء ويوالي الأعداء، موالاة لأعداء الله جعلها من نواقض الإيمان، لا يجوز الركون والسكون إليه ويجب على الناس أن يخرجوه ويخرجوا عليه بقوة السلاح لأنه ظالم سفاك للدماء يوالي أعداء الله”.
وتابع: “أما فيما يتعلق بمسألة من يتباكون على المجرمين الذين ارتكبوا جرائم ويستدعون عواطف الناس عليهم ويقولون أنهم مرضى وكبار سن، ويجب إطلاق سراحهم، أريد أن أذكرهم أين الإنسانية عندما كانت المرأة العجوز تأتي من بنغازي ودرنة وتريد فقط أن ترى ابنها وتجلس أمام سجن أبو سليم أسبوعًا والحراس يضربونها بالسياط ولا تستطيع أن توصل حتى وجبه أو ملابس لابنها وتبقى أسبوعًا وهي مهانة ومحتقرة وابنها وفلذة كبدها بالسجن مظلوم ولا تستطيع أن تراه، وتعود بعد العذاب الطويل لطبرق ودرنة وبنغازي، أين الإنسانية التي تتكلمون عنها عندما كان أمراء السجون يعذبون الناس بهذه الصورة؟ هذا كلام باطل وفاسد ويجب على الناس أن يذكرونهم بماضيهم ويستحقون العقوبة التي هم فيها؛ لأنهم مسجونون بأحكام قضائية وليس ظلمًا، ولا ينبغي أن يسمع لكلام عائلاتهم ولمن يهددون بقفل الماء والحرابة وغير ذلك، يجب أن يتصدوا ويوقف بوجههم”.