ليبيا – قال مدير عام الشركة الوطنية للمطاحن والأعلاف المساهمة جمال الجويلي إن سبب أزمة الدقيق هو الارتفاع غير المسبوق لمادة القمح في السوق العالمية؛ بسبب فرض ضرائب من بعض الدول حيث وصلت 25 دولارًا للطن الواحد، إضافة إلى ارتفاع قيمة الشحن من حوض البحر الأسود إلى ليبيا من 18 دولارًا للطن المتري إلى 40 دولارًا.
الجويلي وفي تصريحات خاصة لشبكة “الرائد” الإخبارية المقربة من حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الأربعاء، أضاف أن بعض شركات المطاحن المحلية لديها كميات من القمح، لكنها بالتأكيد لا ترتقي لأن تكون مخزونًا استراتيجيًا للأمن الغذائي.
وأشار إلى أن مخزون الشركة الوطنية للمطاحن والأعلاف المساهمة يتراوح بين 25-27 ألف طن، وهو غير مطمئن كمخزون استراتيجي للدولة الليبية؛ لأنه لا يكفي لأكثر من 35 يوم تشغيل.
وتابع الجويلي حديثه: “عند حدوث الأزمات المتمثلة في نقص الدقيق يتم الالتفات للشركة من قبل الوزارات المعنية والجهات الرقابية؛ كونها شركة مملوكة للدولة، مع أنها تأسست لهدف الربح من خلال بيع منتجاتها”.
وأردف: “بمجرد ظهور بوادر لأي أزمة فيما يخص نقص الدقيق فإن إدارة الشركة تقوم بحزمة من الإجراءات العاجلة؛ للتخفيف من الأزمة، ومنها إيقاف بيع أي كميات للتجار والوكلاء، والاكتفاء بالبيع للمخابز بموجب التراخيص الصادرة والسارية الصلاحية بكمية 15 طن للمخبز، وبالتعاون مع المجالس البلدية ولجان الأزمة، إضافة إلى تثبيت سعر طن الدقيق رغم كثرة الطلب وفرصة الربح (178 د.ل للقنطار حاليًا)”.
وواصل: “وجهة نظرنا واضحة، وهي أن رغيف الخبز غذاء أساسي للمواطن، ولا بد أن يكون تحت سيطرة الدولة وفق آليات توريد وتوزيع واضحة وثابتة بعيدا عن أيدي الشركات المنتجة أو التجار؛ لأن الأمر يتعلق بالغذاء الأساسي والأمن الغذائي للمواطن”.
واستبعد الجويلي وصول سعر الرغيف الواحد 500 درهم، وإذ وصلنا إلى ذلك فهي كارثة ، على حد وصفه.
وأكمل: “الآن وبعد أن دخلنا في أزمة نقص اادقيق على ما يبدو فإن المسؤولية تقع على وزارة الاقتصاد في الوصول للكميات الحقيقة المتوفرة بالشركات المنتجة للدقيق من القطاعين العام والخاص، وبالتالي تحديد مدى درجة الخطورة”.
وأكد حرص الشركة على عدم توريد الدقيق الجاهز لدولة تصل طاقاتها الإنتاجية إلى 300 % من الاحتياجات الفعلية للسوق المحلي.
الجويلي إختتم بالقول: “تحرص الشركة حاليًا على تشغيل مطاحنها الأربعة بكامل طاقاتها (600 طن يوميًا تقريبًا من الدقيق للمخابز) وهي: مطحنان بمدينة طرابلس، ومطحن بمدينة صرمان، ومطحن بمدينة زليتن مع توقف مطحني سبها وسرت للأسف؛ نتيجة ما لحق بهما من أضرار؛ جراء الحروب”.