ليبيا – تطرق تقرير ميداني نشرته وكالة الأنباء الفرنسية إلى معاناة سكان العاصمة طرابلس وضواحيها من تلوث الشاطئ المطل على البحر الأبيض المتوسط.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد، أشار إلى أن هذا التلوث يحرم السكان من الاستمتاع بموسم الصيف والتخفيف من وطأة تردي الخدمات، ولا سيما المعاناة المتكررة من انقطاع الكهرباء، ناقلًا عن مسؤول مسح الشواطئ في وزارة البيئة بحكومة الوحدة الوطنية عبد الباسط الميري قوله: إن هذا الأمر كارثي.
وتابع الميري بالقول: “للأسف وضع شواطئ طرابلس كارثي وبحاجة لحلول سريعة تعالج هذا الملف الذي يضر الإنسان والبيئة على حد سواء”، فيما قالت مسؤولة البيئة عضو المجلس البلدي طرابلس سارة النعمي: “مشكلة تلوث شاطئ طرابلس هو توقف محطة معالجة مياه الصرف الصحي”.
وأضافت النعمي قائلة: “وبالتالي التصريف يكون باتجاه الشاطئ للتخلص من كميات ضخمة يوميًا، وقمنا بإجراء تحاليل لعينات من 5 مواقع تبين أن الشاطئ ملوث بالكامل؛ لاحتوائه على نسب عالية من البكتيريا تتجاوز الـ500% وتحدثنا مع الحكومة السابقة والجديدة عن الحاجة لمشروع لمعالجة مياه الصرف الصحي”.
وأوضحت النعمي بالقول: “يجب اعتماد حلول موقتة للتخفيف من حجم تلوث المياه والشواطئ وهي ممكنة من خلال مرور المياه السوداء في أحواض خاصة لترسيب المخلفات لتصفيتها قبل نقلها إلى البحر” فيما أشار التقرير إلى وجود بقع شديدة التلوث تمتد لمسافات كبيرة على سطح المياه.
وأكد التقرير تراكم مخلفات صلبة بمختلف أشكالها فضلا عن عبوات بلاستيكية ومعدنية وغيرها على الشاطئ الأمر الذي دفع السلطات إلى وضع لافتات تحذيرية من السباحة في مساحات شاطئية ذات معدلات التلوث الأعلى، في وقت ينزل فيه البعض إلى البحر الأبيض المتوسط رغم المخاطر.
ونقل التقرير عن وليد المولدي ذي الـ39 عاما قوله وهو جالس على كرسي بلاستيكي على الشاطئ: “صارت المياه ملوثة بشكل كبير بمخلفات المجاري وهذا الصيف لم أدخل البحر للسباحة مطلقًا، فقط أجلس أمام الشاطئ ولفترة قصيرة، وأسارع في المغادرة، نظرًا للرائحة النتنة التي تشتد بارتفاع درجات الحرارة”.
وأضاف المولدي: “يدفعني تلوث الشاطئ إلى قطع نحو 100 كيلومتر شرق طرابلس والهروب إلى ساحل أنظف” فيما قال محمد الكبير صديق وليد: إن تلوث مياه الشاطئ جعل الليبيين يعيشون مثل السجن الصيفي بحرمانهم من الاستمتاع بالبحر الأبيض المتوسط الذي تشتهر بلادهم بجماله.
ترجمة المرصد – خاص