ليبيا- سلط تقرير ميداني نشرته وكالة الأنباء الفرنسية الضوء على الانقطاعات المستمرة بشكل عشوائي للتيار الكهربائي في ليبيا من دون التوصل إلى حلول.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد أن الظلام الشديد يلف أحياء كاملة، فيما تتنافس واجهات المتاجر في عروض جذب الزبائن، لا سيما في شارع غرغامش التجاري في العاصمة طرابلس؛ حيث تتنوع السلع بين تحف صغيرة وملابس ومطاعم وجبات سريعة.
وأضاف التقرير: إن هذه المتاجر تفصل بينها مولدات كهربائية يكاد عددها يساوي عدد المتاجر، فيما يتصاعد ضجيج لا ينقطع من المولدات مع انقطاع التيار الكهربائي مرّات عدة في اليوم بمعدل إجمالي يناهز 12 ساعة خلال فصل الصيف؛ إذ اعتاد السكان هذا الضجيج.
وبين التقرير أن الدخان الرمادي ذو الرائحة الحادة يغزو الشوارع ليلًا، ناقلًا عن الصيدلاني سفيان رجب الزرقاني ذي الـ23 عامًا أسفه حول حالة الظلام التام في بعض الأحيان، مشددًا بانفعال على أن التيار الكهربائي من متطلبات الحياة وواجب على الدولة أن توفره للمواطن.
وقال الطالب الجامعي نادر النعاس ذو الـ25 عاما وسط ضجيج صادر عن مولد: “لا شيء تغير، وعود الحكومات المتعاقبة لم تحترم”، في وقت يصبح فيه الوضع أكثر مأساوية عندما تتجاوز درجات الحرارة الـ40، لا سيما بالنسبة لمن لا يستطيعون شراء مولد مثل أحمد الذي ينام في سطح الدار وينيرها بمصباح يدوي.
وعبر البقال أسامة الدلح عن استيائه بالقول: “هذه الانقطاعات ترهقنا وتؤثر علينا نفسيًا وتتسبب لنا بخسائر ونحن في حاجة إلى حل جذري”. فيما قال الميكانيكي علي العوامي: إن أعماله تعطلت بسبب انقطاع الكهرباء، فهو يعمل في سيارة منذ أسبوع والحال أصبح مثل العيش في سجن كبير أو الهجرة وترك البلاد.
وأرجع مسؤول في الشركة العامة للكهرباء استمرار الأزمة لمعاناة الشركة من ضعف وتهالك البنى التحتية منذ 10 أعوام، والحاجة في معظم المحطات إلى عمليات صيانة واسعة النطاق. مبينًا أن ما يتم إنتاجه من طاقة كهربائية بتراوح بين 5 آلاف إلى 5 آلاف و500 ميغاواظ لا يلبي الحاجة التي تصل إلى 8 آلاف.
ووفقًا للمسؤول يعمل ائتلاف ألماني تركي”انكا تكنيك وسيمنس” على تشييد محطة في مصراتة وأخرى في العاصمة طرابلس بطاقة إجمالية تبلغ 1300 ميغاواط، على أن تباشرا الإنتاج خلال الفصل الأول من عام 2022، فيما ستبني شركة “ميتكا” اليونانية محطة ثالثة في طبرق.
واختتم التقرير بالقول: إنه وحتى ميعاد دخول هذه المحطات إلى الخدمة تبقى تجارة المولدات التي تتراوح أسعارها بين بضع مئات إلى آلاف الدولارات مربحة.
ترجمة المرصد – خاص