جماعة الاخوان: الساعدي جزء من منظومة قتلت ونهبت دولة وشعبًا ولا يستحق التسامح

ليبيا – قال القيادي في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين عماد الدين المنتصر إن إطلاق سراح الساعدي القذافي هو انعكاس لحالة التسيب الحقوقي في ليبيا، والعدالة أصبحت غير موجودة في ظل وجود أشخاص متهمين دون أدلة ومحاكمات يقبعون بالسجون دون زيارات ودون حقوق لأجل غير مسمى، في حين أن كبار المجرمين سواء من القتلى أو مجرمي الحرب تسمح لهم الفرصة إخلاء بعفو أو إطلاق سراحهم، ما يعد جريمة بحق الشعب الليبي.

المنتصر أشار خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “ليبيا بانوراما” الأحد وتابعتها صحيفة المرصد إلى أن الملاحقة والقصاص غير موجودين، وهذا سيجعل الآخرين يقترفون الجرائم؛ لأنه سيكون عندهم أمل إما في عدم دخول العدالة أو الحصول على العفو.

وأضاف: “الساعدي جزء من منظومة قتلت ونهبت دولة وشعبًا ولا يستحق أن يعامل بهذا النوع من التسامح، عشر سنوات في السجن ليست عقوبة عادلة لمن شارك في القمع والقتل، وأعتقد الآن سيكون عنصر آخر يلتحق بعناصر أخرى صاحبة نفوذ وأموال وحقد على الدولة الليبية والثورة، وسينضم لهؤلاء بأمواله ومعارفه وعلاقاته، وسينضم للثورة المضادة التي تنهش جسد الدولة والشعب”.

ورأى أنه بدون شك القضاء الليبي لم يصبح قادرًا على تحقيق العدالة لأسباب كثيرة، وهناك قضايا تتعلق بالفساد والقتل الجماعي ومحاولات دول وشركات أجنبية الاستحواذ على أرصدة الشعب الليبي وقضايا عناصر النظام السابق، والقضاء الليبي لم يعد قادرًا على تحقيق العدالة وموقف وزارة العدل الحالية والسابقة التي كانت تدعي أنها قادرة على تحقيق العدالة وتطالب المحكمة الجنائية الدولية بعدم ملاحقة المجرمين هو جزء من مخطط مدروس، وهذه ليست خطوات عشوائية، بل تفاهمات سياسية على أعلى مستوى بين الحكومة الحالية والماضية وكل مراكز القوى لتسوية معينة يستفيد منها الجميع.

كما أردف: “ولا ننسى أن دوردة عندما أفرج عنه بدعوى المرض حتى الأمم المتحدة أعربت عن أسفها وتعجبها وقلقها وغضبها من إطلاق سراحه؛ لأن حكومة السراج تكفلت بمصاريف سفره ونقله وإقامته في مصر، وكذلك وافقت وتكفلت بعلاجه في أي مكان في العالم يختاره هو، وهذا المجرم الذي كان جزءًا من المنظومة الاستخباراتية في ذلك الوقت خرج من السجن وهو يعيش ويعالج على نفقة الشعب الليبي وهذه هي المأساة”.

ونوّه إلى أن القضاء الليبي لم يعد قادرًا على تحقيق رسالته، لذلك يجب النهضة على مستوى الشارع والمؤسسات والإعلام، والمناداة والمطالبة بإصلاح المؤسسة؛ لأنه بدون قضاء وقصاص وعدالة لن تقوم لليبيا قائمة أبدًا. بحسب قوله.

واعتبر في ختام حديثه أن الأزمة الحقيقية هي الإفلات من العقاب، والآن مجرمو الحرب يتصدرون المشهد ويشاركون في صنع القرار وهذه الأزمة، وليس هناك أزمة من أجل إنزال العقوبة بمن أجرم في حق الشعب الليبي، على العكس الذي يحدث هو إطلاق سراح هؤلاء، وربما الساعدي القذافي سيقوم بدور سياسي مستقبلًا، وهذا متوقع ومن الاحتمالات الواردة رجوع سيف الإسلام ومشاركته في الحياة السياسية والساعدي بالمليارات التي يتحكمون بها في الخارج، وشبكات العلاقات والمؤيدين لهم في داخل البلاد، على حد تعبيره.

المنتصر زعم أن البلاد تعيش أزمة، وليست الأزمة وجود هؤلاء بالسجن، بل في إطلاق سراحهم وإعطائهم وغيرهم من المجرمين الدور الكبير والمهم في تحديد المستقبل السياسي للشعب الليبي.

 

 

Shares