زيدان: لم أعلن ترشحي لرئاسة الدولة مطلقًا ولكن الأمر وارد إذا اقتضت الأمور ذلك

ليبيا – أكد رئيس الوزراء السابق وأحد مؤسسي حزب نداء القرضابية علي زيدان على أنه لا يوجد في ليبيا إلا مشروع سياسي، واحد وهو استعادة الوطن وعودة الليبيين له، معتبرًا أنه بدون الدولة لن يتم الانطلاق في أي اتجاه؛ لأن الدولة هي الآلة التي يمكن من خلالها تكوين الوطن والآلية التي تمكن من جمع ليبيا وتوحيدها وبناء الاقتصاد والنظام المالي.

زيدان قال في لقاء خاص عبر برنامج “الليلة” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتمولها قطر السبت وتابعته صحيفة المرصد: إن التحديات كثيرة لكن ينبغي على الليبيين أن يتجاوزوها بأي كيفية ليصلوا للخروج من المأزق.

واعتبر أن مجلسي النواب والدولة كارثة وكل المؤسسات الموجودة كارثية، بالتالي يجب أن تنتهي وتأتي حكومة جديدة.

وحول وجود المرتزقة والأجانب في ظل الاستعداد لإجراء الانتخابات رأى أن وجود كل القوات والمرتزقة والأجانب والقوات غير القانونية وكل الأجسام الموجودة التي تحمل السلاح يعتبر عائق في سبيل اجراء الانتخابات.

كما زعم أنه في حال لم تتم الانتخابات يوم 24 من ديسمبر ستكون كارثة لليبيا، داعيًا الليبيين لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية ويكونوا صادقين مع أنفسهم ووطنهم ويختاروا أشخاص لهم من النزاهة والحيادية والكفاءة ما يكفي.

وتابع: “وما أؤكده أنني لم أعلن ترشحي لرئاسة الدولة مطلقًا كما نقل عني، ولكن الأمر وارد إذا اقتضت الأمور ذلك”، بحسب قوله.

وفيما يلي النص الكامل للقاء:

 

 

س/ دعنا نتحدث بداية من الحزب الذي تأسس وأعلن عنه في العاصمة طرابلس حزب أعلن عن أسمه “نداء القرضابية” من أين جاءت الفكرة للتأسيس؟ وما هو المشروع السياسي الذي سيقدمه لليبيين؟

حزب نداء القرضابية أسس منذ فترة واعتمد من حوالي 4 أسابيع، وسمي بنداء القرضابية نسبة لمعركة القرضابية التي لها دلالات كثيرة في ليبيا، وهي أول عمل عسكري جهادي سياسي بين الليبيين الذين ينتمون لقطعة الأرض التي تمثلها ليبيا اليوم بحدودها وأقاليمها، ونعتبره انطلاقًا نحو تكوين ليبيا واتحادها فيما بعد، قبل هذا التاريخ لم يحدث وتضامن الليبيون في أمر مثل هذا، ثلاثة أقاليم، بالتالي أريد من هذا الاسم تيمنًا وإلهامًا لما التقى عليه الأجداد في القرضابية في ظل الظروف الصعبة جدًا وغير مواتية وواجهوا الإيطاليين وكان نصرًا مفاجئًا لهم، وعليه ارتكزت منذ ذلك الحين قاعدة الجهاد.

ليس لنا الآن في ليبيا إلا مشروع سياسي واحد وهو استعادة الوطن وعودة الليبيين له، نعاني من حالة شتات وتبدد وضياع ومن حالة عدم ثقة وصراع بأنواع شتى بين الليبيين ودعوة وتوجه نحو وحدة ليبيا بتكوين الدولة بمؤسساتها وبدون الدولة لن ننطلق في أي اتجاه، الدولة هي الآلة التي نستطيع تكوين الوطن والآلية التي تمكنا من جمع ليبيا وتوحيدها ولتمكنا من بناء الاقتصاد وبناء النظام المالي وكل الأشياء التي نحن نفتقدها والتي تأثرت بشكل سلبي خلال العشر سنوات الماضية كان بسبب غياب الدولة وعدم استطاعة الليبيين ليجتمعوا ويكونوا دولة تجمع بينهم وتحقق لهم ما يريدون.

أما المشروع السياسي لن يكون حتى ولو أراد أي شخص أن يقدم مشروعًا سياسيًا سيكتب كلامًا على ورق، دون أن يجد له أي سبيل للتنفيذ، ولن تكون له إمكانية أن يصل لا للمعلومات ولا الحقائق ولا الأرقام التي يؤسس عليه.

 

س/ ما المشروع الذي تعتقد أنه سينفذ على أرض الواقع ولن يكون حبرًا على الورق؟

المشروع الذي سينفذ هو الدخول للانتخابات بوطنية وانتخاب نواب قادرين ومؤهلين أن يقوموا بواجبهم تجاه هذا الوطن، وأن يتمخض عن حراكهم السياسي حكومة قادرة ورصينة وتستطيع أن تواجه الإشكاليات التي تواجه ليبيا، والتي عجز عنها الناس دون وجود حكومة منتخبة، مشكلتنا ليست في الدستور ولا إشكالية من يطبق وينفذ هذا الدستور، من يطبق القوانين والخطط.

 

س/ ولكن هناك إشكالية في نصوص الدستور وخلاف ما بين المكونات السياسية والاجتماعية، ألا تعتبر هذا تجاهلًا؟

لا ليس تجاهلًا، أعرف هذا جيدًا ولكن لو قامت الدولة سيتم تجاوز هذا الأمر، أما إذا تقول إن هناك اختلافًا، هؤلاء يختلفون ليوم القيامة، الأجداد القدامى كان بينهم نفس الخلاف واستطاعوا أن يكتبوا دستورًا وينفذوه؛ لأنهم استعملوا آلية عقلانية أن أتوا بأناس أوكلوا لهم أمر الدستور، أعطوهم الخامة وفصلوا لهم الدستور، وكانت الدولة وليبيا أما الآن كل إنسان يريد أن يفصل دستورًا على هواه دون تنازل والتقاء بمنتصف الطريق ودون اعتبار للرأي الآخر. نحن دولة تكونت من 3 أقاليم وفيدرالية اتحدت في الـ 63، وجاء الانقلاب وترك آثار كبيرة في الدولة الليبية لكن الليبيين ليسوا مدركين هذا الأمر.

 

س/ الحل يحتاج لتجربة تتراكم مع الأيام، بالتالي حتى لو فشل في مرة سينجح في مرة أخرى وهذا الهدف من استدراكي، لأنك كنت على رأس حزب الوطن للتنمية والرفاه وترشحت من خلاله لعضوية المؤتمر؟

لم أترشح من خلال الحزب، ولكن ترشحت كفرد، وعندما شكلت الحكومة وددنا أن تكون حكومة وحدة وطنية بعيدة عن الأحزاب وغادرت الحزب لأتولى وزارة الحكومة، تنازلت لأني أريد أن تكون حكومة وحدة وطنية لا أريدها أن تكون حكومة حزب، وأما التراكم لا يأتي إلا بإرادة سياسية عاقلة تستطيع أن تخوض غمار السياسية باعتبار كل الأطراف وبعيد عن الخيالات التي لن تجد لها أرضية.

 

س/ هل كان تأسيس الحزب آنذاك لحظيًا بمعنى أنه ربما للمشاركة في الانتخابات ودعمك حتى من خلال تحالفك مع الاحزاب الاخرى تحت قبة المؤتمر آنذاك حتى تصبح رئيسًا للحكومة؟

لا لم يكن كذلك، الحزب أسس في وقت قبل أن تشكل الحكومة وكنت لا أنوي الدخول للحكومة، ولكن جدت ظروف فارضطرت للدخول للحكومة وعندما دخلتها قررت ذلك.

 

س/ هل تأسيس الحزب الجديد اضطراري؟

ليس اضطراريًا، حتى الحزب الأول ليس اضطراريًا، نحن نجتهد من أجل صلاح الوطن ونحن وطنيين ليس لدينا مرتكز إلا الوطن أرضًا وسكانًا.

 

س/ تطمحون في التجربة الجديدة أن يكون لكم دور في الانتخابات؟

هذا وطن ضاع بأيادي أناس معروفين، ونحن نريد استرداده، أما قضية الطموح بالكيفية التي تتكلم عنها ليست واردة ولن تكون.

 

س/ كيف ستنقذون الوطن؟ ألن تكون في حاجة أن تكونوا على رأس سلطة ما؟

أورد بعض الناس أنني أعلنت أني سأتقدم لانتخابات الرئاسة وأنا لم أصرح بذلك ولم أقله، رغم أن الأمر قد يكون واردًا وقد لا يكون، لكن ما أؤكده أني لم أصرح بهذا، قضية ماذا نريد أن نعمل نحن في سياق الإعداد للانتخابات البرلمانية، وأن نؤهل نوابًا يدخلون البرلمان ويكون لهم دور في إدارة الدولة وإفراز حكومة أفضل وعمل برلماني أفضل مما يسير الآن في مجلس النواب.

 

س/ تعتقدون أنه بإمكانكم تحقيق التأثير والفاعلية في المشهد عن طريق النواب إن استطعتم الوصول للمجلس القادم بالنظر للتجربة السنوات الماضية وربما النظرة التي عند الناس لدى علي زيدان اليوم؟

نظرة الناس هذه عندهم لأي سياسي، وليس أول مخلوق هذه نظرة عن فئة وتيار معين، وليست عند باقي الليبيين، وهذا التيار أصبح الآن مقصى وبعيد عن الساحة.

 

س/ من هو هذا التيار؟ ومن كان يحاول إقصاءه ولديه مشكلة مع علي زيدان؟

بإمكانك أن تختار هذا وتبحث عنه. هم يعرفون أنفسهم وأنا أعرفهم.

 

س/ ذات التجربة التي حدثتك عنها قبل قليل وربما حتى من معارضيك الذين لم تسمهم تتهم اليوم بالفشل من خلال إدارتك للحكومة قبل سنوات، هناك من خصومك من يقول إنه توفرت لك الإمكانيات عندما كنت رئيسًا للوزراء وبميزانيات كبيرة، لكن في النهاية ماذا انتهت البلد بحكومتك؟ انقسام واحتراب سياسي؟

هذا كلام مردود على أصحابه، حكومتي حكومة انتقالية، الاحتراب السياسي بقي بعدي والقائمون عليه لليوم مستمرون فيه، حكومتي حكومة مؤقتة مهمتها إجراء الانتخابات وقامت الانتخابات مجلس النواب وهيئة الدستور.

 

س/ خرجت الحكومة وما الذي ترك وراءها؟ ألم تكن بداية حرب ونزاع مسلح؟

تركت ميزانية نصفها موجود وسلمت للحكومات التي تلتها ميزانية صرفت بها حتى جاءت حكومة السراج.

 

س/ ما الذي تركته الحكومة؟ 70 مليارًا دائمًا تلاحقك؟

ليست 70 مليارًا، معلوماتك خاطئة، الميزانية 65 مليارًا، وبقيت منها 31 مليارًا و500 مليون، هذه الاتهامات غير دقيقة وموضوعية.

 

س/ مسألة الحياة السياسية في ليبيا اليوم تعتقد أنه بإمكانك إضافة لها الجديد؟

أنا جئت للمهمة وأعرف ما أريد وباستطاعتي.

 

س/ من أين ستنطلق؟

مما أراه وما أقدره. في البداية حتى تتم الانتخابات ستراها من خلال الانتخابات والمبادرات التي ستأتي، ما زلنا في بداية تأسيس الحزب.

 

س/ هل ترى أن هناك تحديات ماثلة اليوم أمام الانتخابات وإمكانية إجرائها في 24 من ديسمبر؟

إذا لم تتم الانتخابات يوم 24 من ديسمبر ستكون كارثة لليبيا.

 

س/ أي تحديات اليوم تقف أمام أن يدلي الليبيون بأصواتهم اليوم سواء برلمانية أو رئاسية؟

التحديات كثيرة، ولكن ينبغي على الليبيين أن يتجاوزوها بأي كيفية ليصلوا للخروج من المأزق، مجلسا النواب والدولة كارثة وكل المؤسسات الموجودة كارثية يجب أن تنتهي وتأتي حكومة جديدة.

 

س/ كيف يمكن خروج الأجسام التي تصفها اليوم بالكارثية واليوم هناك خلاف دستوري على أساس الانتخابات؟

لا بد أن تتوفر إرادة لمجلس النواب والدولة ويصدروا قانونًا، والآن الناس يتهمون مجلس النواب والدولة أنهم باقون في هذه الكراسي ولا يريدون مغادرتها، وهذا الكلام قد يكون غير صحيح، ولكن تصرفات النواب ومجلس الدولة تعطي الانطباع للناس أنهم كذلك.

 

س/ وماذا انطباع علي زيدان من هذا السلوك الذي يسلكه الجسمان؟

علي زيدان يعرف هذان الجسمان بشكل جيد ولا يوجد أي مبرر لتأخير الانتخابات ولا لتأخير القاعدة الدستورية؛ لأننا في كارثة والبلد وصلت للحد من التهري ولا يوجد مبرر للتأخير.

 

س/ التحدي الأمني ربما يكون عائقًا آخر، كوجود المرتزقة ومتعددي الجنسيات؟

وجود كل القوات والمرتزقة والأجانب والقوات غير القانونية وكل الأجسام موجودة التي تحمل السلاح تعتبر عائق في سبيل الانتخابات.

 

س/ مسألة المصالحة والحراك الدائر الآن بشأن المصالحة الوطنية، كيف ترونها الآن؟ وما الذي يحتاجه الملف لينجح؟

تحتاج لدولة مقتدرة ترعى المصالحة، بدون دولة بمؤسساتها وحكومة قادرة وترعى المصالحة ودون برلمان قادر على التشريع الذي يحقق المصالحة لن تتحقق المصالحة.

 

س/السلطة الجديدة التي جاءت نتيجة اتفاق جنيف والمتمثلة في الرئاسي والحكومة لن تستطيع أن تقود المصالحة في نظرك؟

لم ولن تستطيع؛ لأنها لا تتوفر لها المؤهلات لا القدرة ولا الكفاءة ولا المعرفة والخبرة وحسن التخطيط، وكل هذه الأشياء تحتاجها وغير موجودة والممارسات تثبت ذلك.

 

س/ عملتم على مشروع المصالحة أثناء توليكم للحكم في الحكومة الانتقالية؟

نعم ونحن أسسنا هيئة للإعداد للحوار، وبدأت عملها وهي تشتغل عندما تركت الحكومة، إذا كان من بعدي اجهضوها هذا مسؤولون عنه، ومن ضمن الهيئة سلوى بوقعيقيص التي قتلت كانت عضوًا في هيئة الإعداد للمصالحة وربما من أسباب قتلها هذا الموضوع.

 

س/ إطلاق سراح الساعدي القذافي وآخرين من رموز النظام السابق ما تعليقكم على ذلك؟ وماذا تعتبرونه؟

كل السجناء الموجودين في السجن من 10 سنوات ولم يتم تبيان ظروفهم وظروف اعتقالهم وكيفية سجنهم وعدالة السجن وأنه مطابق للمعايير الدولية للمسجونين، وجهة نظري ينبغي من أهم شروط المصالحة أن يوضع حل للعملية ويطلق سراح السجناء؛ لأن الأعمال التي اعتقلوا من أجلها وحوكموا عليها مورست فيما بعدها أعمال انكأ وأسوأ وأكثر فظاعة مما حدث.

 

س/ هل يحق الإفراج عنهم؟

عشر سنوات لسجين لا يحاكم بشكل عادل ولا معرفة عن ظروف سجنه ولا لأي مدى السجون مطابقة للمعايير، هل تعذب الناس بمجرد أن هواك قال لك إنهم مجرمين؟ المسألة مسألة منطق وضوابط وحقوق إنسان وكلها يجب أن تراعى في مسألة السجناء. السجناء المفروض إذا كانوا يريدون مصالحة ينبغي أن نطبق ما طبقه الأجداد “حتحات على ما فات” وتتصالح الناس ومن له مظلمة عندما يكون القضاء موجود يرفع قضيته ولكن بهذه الطريقة لن تكون المصالحة.

 

س/ ولكن هذا قد يؤسس الانتقام آخر إن نظر المظلوم أن الدولة والقضاء لم يأخذ حقه، بالتالي قد ندخل في دوامة عنف أخرى طالما أنه لم يحاسب من أجرم؟

هل عندك آليه لمحاسبتهم؟ أم تتركهم في السجون حتى يموتون؟ ما داموا لم يحكم عليهم مجرمين أو غير مجرمين ولم يصدر عليهم حكم. ومن صدر عليه الحكم ونفذه وأطلقه. والآن عشر سنوات في السجن دون تحديد مجرم أو غير مجرم، هذا ظلم.

 

س/ هل تعتقد أن الظرف واحد للمقولة “حتحات على ما فات” التي قيلت آنذاك في الزمان هو واحد من حيث المعطيات؟

الظروف التي تحكم المعايير واحدة وهي معايير العدالة، معايير العدالة متجاوزة للظروف وهي واحدة.

أدعو الليبيين لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية وأن يكونوا صادقين مع أنفسهم ووطنهم ويختاروا ناس أكفياء وقادرين ولهم من النزاهة والحيادية والكفاءة ما يكفي، وما أؤكده اني لم اعلن ترشحي لرئاسة الدولة مطلقًا كما نقل عني، ولكن الأمر وارد إذا اقتضت الأمور ذلك، ولا أنكر أنني لا أنوي ولكن لم أعلن ذلك.

 

 

Shares