رئيس موقع تحرير إسرائيلي يكشف علاقة نتنياهو وقضاياه باستقالته

إسرائيل – شهد أفيرام إلعاد، رئيس التحرير السابق لموقع “واللا” العبري، أن التدخل “المزعج” بتغطية رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، كجزء من صفقة مقايضة مزعومة، دفعه للاستقالة من منصبه.

وبدأ أفيرام إلعاد الإدلاء بشهادته يوم الاثنين بعد أن أنهى الشاهد الأول، الرئيس التنفيذي السابق لموقع “واللا”، إيلان يشوعا (من بين أكثر من 300 شخص) شهادته في ما يسمى بالقضية 4000، بعد حوالي ستة أشهر من بدء مرحلة الإثباتات في المحاكمة.

ونتناهو متهم في هذه القضية بـ”إساءة استخدام صلاحياته عندما شغل منصب رئيس الوزراء ووزير الاتصالات من 2014 إلى 2017″، وذلك عبر “الدفع بالمصالح التجارية للمساهم المسيطر في شركة بيزك للاتصالات، شاؤول إلوفيتش، بشكل غير قانوني ومربح مقابل تغطية إيجابية في موقع “واللا” الإخباري المملوك لهذه الشركة”.

هذا وتم توجيه اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة لرئيس الوزراء السابق، بينما تم إتهام إيلوفيتش وزوجته بالرشوة، في حين ينفي المتهمون الثلاثة ارتكابهم أي مخالفات.

وقال إلعاد، الرئيس التنفيذي الحالي للقناة 13، في شهادته في المحكمة المركزية بالقدس: “التدخل في موضوع عائلة نتنياهو أزعجني كثيرا، لقد أضر بتمكني من القيام بعملي، وأدى في النهاية أيضا إلى استقالتي من واللا”، مشيرا إلى أن “العاملين في الموقع فهموا أنه يجب تقديم تغطية إيجابية لنتنياهو حتى لا تتضرر بيزك”، فيما شغل إلعاد منصب رئيس قسم الأخبار في”واللا”، حتى استقالته في عام 2014 بسبب محاولة قلب التغطية لصالح نتنياهو، موضحا أنه في عام 2016، طلب منه يشوعا العودة، هذه المرة كرئيس تحرير، لمحاولة تصحيح الوضع.

وأضاف: “لقد أعربت عن دهشتي، لأنه قال إنه يعرف سبب مغادرتي في عام 2014، وقال إن ذلك كان يدمر موقع واللا ولهذا إتصل بي..لقد أوضحت أنني لن أعود إلا إذا توقفت التدخلات..كان هذا هو الشرط الرئيسي”.

وبحسب للشهادة، فإن يشوعا كان قد بلغ عائلة نتنياهو أن إلعاد سيوافق بسهولة على تعديل تغطية “واللا”، حيث أوضح إلعاد قائلا: “يشوعا قال لي ذلك مع نوع من الابتسامة على وجهه، كما لو أنه خدعهم”.

وتابع: “في اليوم الأول أو الثاني، بدأ الاتصال المكثف بشأن القصص المتعلقة بنتنياهو..أعتقد أنه كان هناك تقرير لمراقب الدولة ينتقد نتنياهو وقد طلب منا فرض الرقابة عليه”، لافتا إلى أن “التدخل وصل إلى مستويات جديدة”، عندما ظهرت الأنباء بشأن ما  تسمى بقضية الغواصات، وهي أكبر قضية فساد في تاريخ إسرائيل، والتي تضمنت مخطط رشوة مزعوم للتأثير على شراء غواصات وسفن أخرى من شركة بناء السفن الألمانية “تيسن كروب”، إذ تورط في القضية العديد من شركاء نتنياهو والمقربين منه، ولكن ليس نتنياهو نفسه.

وأكمل العاد: “بالنسبة لي كانت هذه حالة مأساوية للغاية، وأمرت المكتب بإعداد مقالة..اتصل بي إيلان يشوعا وقلت إنها قصة يمكن أن تطيح بحكومة، وقال لي: “حسنا..تفضل”..بعد بضع دقائق طلب مني أن أتوقف وانتظر..أدهشني الأمر..واصلنا مناقشة المسألة بأصوات مرتفعة حتى الليل، وأخبرته أن هذا يتناقض تماما مع كل ما اتفقنا عليه”، مضيفا أنه “اتهم يشوعا بتنفيذ رقابة صارمة، وأنه في صباح اليوم التالي، قرر أن ينشر مقالة بهذا الشأن بالرغم من كل شيء، ونشر مقالا لمتابعة القضية ركز على دعوة المحامي غونين بن يتسحاق لفتح تحقيق”.

لفت إلعاد إلى أن “يشوعا قال له إنه تسبب في “فوضى خطيرة” بنشره المقالة وأنه أثار تساؤلات حول علاقته الشخصية ببن يتسحاق، وأضاف: “أخبرني إيلان: “بالنسبة لنتنياهو، لقد انتهى أمرك”، وقال إنه وصفني بطريقة معينة، والآن فهمموا أنني لست كما وصفني، وأن عائلة نتنياهو كانت تطالب بطردي”، ومع ذلك، لم يتم فصله. في عام 2018 قدم استقالته.

وكشف إلعاد أن يشوعا أخبره أن “هناك مليارات على المحك”، وصرح صراحة في عدة مناسبات أن موقع “واللا” يجب أن يمدح نتنياهو لأن بيزك وإلوفيتش اعتمدوا عليه في اتخاذ قرارات تنظيمية”.

هذا وقام ممثلو الادعاء بتقديم أدلة تظهر أن “يشوعا بدأت مجموعة وتسآب في نوفمبر 2016 مع إلعاد ورئيسة قسم الأخبار آنذاك ميخال كلاين، وأمرهما بإرسال المقالات المتعلقة بنتنياهو للموافقة عليها في وقت مبكر وأعاد المقالات مع التعديلات لصالح نتنياهو”.

وقال إلعاد: “في بعض الأحيان أبطأ هذا عملنا لساعات.في الإنترنت، هذه جريمة، لأن عملك يعتمد على التوقيت”.

تجدر الإشارة إلى أن المحاكمة بدأت رسميا في مايو 2020، لكنها ابتليت بسلسلة من التأخيرات وشهور من فترات الراحة، وبدأت مرحلة الإثباتات في المحاكمة في أبريل من هذا العام، فيما نتنياهو نفسه غاب إلى حد كبير عن جلسات المحكمة.

المصدر: “تايمز أوف إسرائيل”

Shares