ميدل إيست مونيتور: هذا ما يحصل للمهاجرين غير الشرعيين في ليبيا

ليبيا – سلط تقرير ميداني نشرته مجلة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية الضوء على معاناة المهاجرين غير الشرعيين السوريين في ليبيا.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد نقل عن مهاجر غير شرعي من سوريا يدعى محمد قوله:”لقد صرخ الناس على متن القارب الممتلئ بينما صدمهم خفر السواحل الليبيون حتى خافوا من غرقه ومن ثم صعدوا على متن القارب”.

وتابع محمد قائلا:”أخرجوا هراواتهم وبنادقهم على الرجال والنساء والأطفال على حد سواء وأدركت أنني قد تعرضت للخداع وأن المهرب الذي رتب للخروج من ليبيا إلى أوروبا كذب علينا ولن يساعد خفر السواحل حيث جروا السفينة إلى ليبيا”.

وقال محمد:”لقد صرخوا منتصرين:”إيطاليا لا لا ليبيا 100%” ولم أكن أعلم إن الأسوأ لا يزال قادما بعد أن هربت من سوريا بحثًا عن حياة أفضل فنحن مرعوبون من احتمال التجنيد في جيش الأسد وغادرت على الفور عندما سمعت أن الطريق إلى أوروبا عبر ليبيا مفتوح”.

وتابع محمد قائلا: “هربت أولا إلى لبنان عبر حمص ومن ثم إلى ليبيا وفيها تم استغلال وضعي اليائس على الفور وكان من الواضح أن المسؤولين عنا هم عصابات أي خدمة للمال وسماسرة في كل مكان يستخدمون وضعنا لكسب المزيد من المال لكل شيء”.

ووفقا لمحمد فقد دفع مبالغ كبيرة من أجل إصدار جواز سفر ومن ثم تم نقله من لبنان إلى مطار بنينا الدولي لتتعامل معه المجموعة المهربة بقسوة مثل الحيوانات بعد أن تم رشه ومن معه من مهاجرين غير شرعيين بسائل مضاد للبكتيريا.

وقال محمد:”أجبرونا على الجلوس على الأرض لمدة 3 ساعات حتى أولئك الذين أرادوا الذهاب إلى دورات المياه وحملونا على الذهاب إلى الجدران بالعصي التي في أيديهم وقالوا اقضوا حاجتكم ها هنا على الجدران”.

وبين محمد إن دفع 500 دولار أخرى قادت لنقله إلى العاصمة طرابلس ليتعرف ولدى وصوله على مهرب اسمه وليد ويمكث في مساكن تشبه السجون ليقرر الأخير بعد 20 يوما أن الوقت قد حان لبدء الرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط ​​إلى أوروبا.

وأوضح محمد قائلا:”دفع كل منا 1500 دولار له وخدعنا وقال إنه نظم كل شيء مع خفر السواحل وإنه إذا حدث لنا أي خطر أثناء وجودنا على متن القارب فسوف يعيدنا إلى القارب وانتظرنا على الشاطئ نرتجف في الساعة الواحدة صباحا منتظرين المغادرة”.

وأضاف محمد بالقول:”سرعان ما أسقط وليد أي أفكار ثانية وأجبرونا على ركوب القارب أثناء ضربنا ووعدنا بأن يصل قاربنا إلى المياه الإقليمية ويدخل المياه الإيطالية ولم نكن نعرف التفاصيل أو إلى أين نتجه”.

وتابع محمد:”كنا متفائلين بأننا سنصل إلى وجهتنا ولكن سرعان ما أدركنا أن نواياهم كانت مضللة بشكل رهيب وكنا نرتعش من الخوف وشعرنا بالخوف الشديد عندما اعتقلونا في البحر وكان أسوأ شعور شعرت به في حياتي”.

وبين محمد:”كانوا يخيفوننا عن قصد كما أوقفوا حوالي 4 أو 5 قوارب أخرى واعتقلوا من فيها أيضا وكان أحد القوارب لأفارقة وقفز أحدهم إلى البحر ليقتل نفسه وحاولنا مساعدتهم والبحث عنهم لكننا لم نتمكن من العثور عليهم أو مساعدتهم”.

وقال محمد:”بدأ القارب الرحلة ثم قطع خفر السواحل طريقنا واعتقدنا أنهم سيساعدوننا كما وعدنا وليد لكنهم بدأوا في تهديدنا ودفعوا قاربنا لدرجة أنه على وشك الغرق وبينما كانوا يسحبون القارب إلى مدينة الزاوية لم يكن لدي أدنى فكرة عن أن الأسوأ لم يأت بعد”.

وأوضح محمد:”في ميناء الزاوية قال ضباط الميناء أعطونا المال الذي لديكم ولن نأخذكم إلى السجن ووعدوا بأن من يدفعون سيذهبون إلى الحمام

وسط المدينة لكن حراس الموانئ لم يكونوا صادقين في كلمتهم ودفعونا مع المجموعة المفلسة إلى السجن”.

وأكد محمد قائلا:”في السجن استخدموا سياسة التخويف وجردونا من ملابسنا وضربونا وكنا خائفين للغاية وتركونا مع 300 سجين إفريقي ولم نأكل أياما وحرمونا من الطعام كعقاب وبقينا جائعين ووضعونا على الجدران في طوابير”.

وبين محمد:”اعتقدنا أنهم سيعدموننا وكانت الظروف مزرية فمراحيض السجن لا تحتوي على ماء وكانت تفيض بالنفايات البشرية والرائحة لا تطاق وكانت زنازين السجن عارية ومن دون أسرة أو وسائل الراحة الأساسية”.

وأضاف محمد:”بعد حوالي 4 أيام من عدم وجود طعام مناسب قام الحراس أخيرا بإطعام السجناء المنهكين في حوالي الساعة الـ3 صباحا وسكبوا الماء على أولئك الذين بالكاد يستطيعون إبقاء أعينهم مفتوحة لإيقاظهم فقد جاء الطعام بسعر آخر”.

وواصل محمد بالقول:”وبينما كنا نأكل ضربنا الحراس وإذا كان هنالك رد فعل منا من الألم يضربوننا مرة أخرى وكانوا يسلمون الطعام ويركلونه بأرجلهم وضربوني بأنبوب معدني على ظهري وكنت صامتا حتى لا أتعرض للضرب مرة أخرى”.

وأضاف محمد قائلا:”كان العقاب الجماعي شائعا وإذا اعتبر الحراس أن أحد المهاجرين أساء التصرف فسيتم معاقبة الجميع وفي بعض الأحيان إذا تسبب أحدهم في مشكلة فسيتم منعنا جميعا من تناول الطعام ليوم واحد وهو وجبة واحدة في اليوم”.

وتابع محمد:”كانوا يعاقبون الجميع من أجل شخص واحد ونحن السوريين لم نسبب أي مشاكل ولم نحاول الهروب أبدا وحاول الجزائريون والأفارقة الهروب وعاقبونا جميعا وحبسونا في غرفة وحبس 400 شخص على أقدامهم وكنا على وشك الاختناق من قلة الهواء”.

وأوضح محمد:”كل ما فكرنا به أثناء حبسنا في السجن هو أن نكون أحرارا في شرب الماء الجيد لإنقاذ أنفسنا لقد ضللنا جميعا وكان حلمنا الأكبر في السجن هو رغيف الخبز وأخبرنا الحراس إن أحدا لن يهتم إذا ماتوا هنا أو في سوريا وقالوا لهم إنه لا يجب أن يشعروا بأهميتهم”.

وتابع محمد بالقول:”كان اللاجئون الذين حاولوا الفرار يتعرضون لإطلاق النار وسحب جثثهم النازفة إلى مركز الاحتجاز ليتم وضعها كدرس لأي شخص يجرؤ على محاولة الهروب من أجله وتم أيضا تجاهل المرضى لعدم وجود مستشفيات أو أطباء”.

وأكد محمد:”بعد مفاوضات طويلة تمكنت أخيرا من تأمين حريتي بتكلفة ألف دولار وكانت الصفقة في الأساس فدية فقد اتصلوا بعائلاتنا وقالوا لها أبنائكم في هذا الوضع المريع إذا كنتم تريدون إنقاذهم أرسلوا هذه الأموال والعائلات قلقة على أحبائها لذا قامت بتحويل الأموال”.

وقال محمد:”كنت قلقا من أنهم سيستمرون في استغلال عائلتي وطلب المال منهم لأكثر من مرة فأخبرتهم على الهاتف بحذف رقمهم وعدم الرد على مكالمتهم أبدا بعد إرسال المبلغ وأنا عالق الآن في ليبيا ولا أعرف إلى أين أذهب أو ماذا أفعل”.

واختتم محمد قائلا:”لم نعامل أبدا كبشر منذ أن بدأنا رحلتنا ونحن في مرحلة لا يمكننا فيها العودة ولا يمكننا المضي قدما وماذا علينا ان نفعل ليس لدي فكرة وبالنسبة لي أفضل العودة إلى سوريا على البقاء هنا فحتى سجون نظام الأسد أقل وحشية مما رأيناه هنا”.

ترجمة المرصد – خاص

Shares