الغرياني: كل ما تقوم به الأمم المتحدة هو الكيد والمكر والخداع.. وعلى الدبيبة الانسحاب بسرعة من إتفاقية “سيداو” التي تبيح المحرمات

ليبيا – قال مفتي المؤتمر العام المعزول من قبل مجلس النواب الصادق الغرياني إن ليبيا لم ترى إلا السوء من الأمم المتحدة، التي بعد أن انتهت من المسألة السياسية وأغرقت الجميع في الحروب والمقابر والانقسامات والسجون والظلم والقهر والتخلف وضرب البنية التحتية، تتجه الآن لهدم الحياة الاجتماعية والدينية.

الغرياني اعتبر في مداخلة له عبر برنامج “الإسلام والحياة” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة للمفتي المعزول الغرياني أمس الأربعاء أن المشكلة في المذكرة المسربة أو الاتفاق الذي وقعت عليه وزارة الدولة لشؤون المرأة خاصة في ظل التكتم عليها.

وتابع: “التكتم عندما يكون من جميع الأطراف ويكونون قد تواصوا به يدلون على أنه وراء الأكمة ما وراءها، ويدل على أن هناك شيئًا معيب وسوءة يراد سترها، ولكن عندما يكون الأمر صريحًا وصحيحًا وواضحًا لا إشكال فيه، يعلنونه ويفرحون به، الكتمان في حد ذاته عيب ودليل تهمة، ولكن معرفة والعلم به ليس صعب عندي بالرغم من أنهم لم يظهروه، ولمن يتابع الأمم المتحدة وأعمالها ومكائدها، كل ما تعمله هو الكيد والمكر والخداع، والوزيرة عندما قالت إنها لم توقع على سيداو بل وقعت على قرار مجلس الأمن المتعلق بالمرأة والأمن والسلام هي صادقة، لكن قرار مجلس الامن لا يتعرض للتفصيلات بل قرار مختصر بتعليمات قليلة”.

وأضاف: “القرار 13-25 المتعلق بالمرأة والسلام والأمن لكن أهميته وقيمته أنه صادر من مجلس الأمن وصادر تحت الفصل السابع وهو فصل العقوبات، وهذا القرار عندما يحول للأمم المتحدة تبقى حواشي والملاحق والذيول التي لا نهاية لها، كل ما يخطر ببالهم من السوء المتعلق بدين المسلمين والضرب بحياتهم الاجتماعية وأعرافهم وما يتعلق بالمرأة يدرجونه تحت جملة قرار مجلس الأمن، كل ما هو سوء متعلق بالمرأة يصلح أن يدرج بالملاحق التي تحت هذا القرار، ومعنى إدراجه أنه عندما عدم التنفيذ وتشكيل اللجان يحال لمجلس الأمن لتنفيذ العقوبات، المذكرة التي تم التكتم عليها وتوقيعها من قبل الوزيرة بتفويض من رئيس الحكومة وتكتمت البعثة ووزارة الداخلية أقول وأنا جازم أن فحوى المذكرة هي تتعلق بالمرأة وتعلقها بالمرأة في شيئين، أنها ضد التمييز في كافة الأمور المتعلقة بالزواج وغيره، وتحقيق المساواة الكاملة بينها وبين الرجل، والأمر الآخر هو ضد العنف والمرأة القائم على الجنس والنوع كونها أنثى وهذان المبدآن حقيقة قائمة في كل ما صدر عن الأمم المتحدة في شأن المرأة وحولهما يدور كل الكلام”.

وأردف: “التوقيع الذي تم توقيعه هذا فحواه وعادة الأمم المتحدة عندما تريد أن تحقق شيئًا لا تأتي إليه رأسًا ولا تقول أنا ألغي من القرآن بعض الآيات كتعدد الزوجات، بل تدور وتلف وصفحات طويلة نتيجتها أنها تأتي لهذا والتي لا تستطيع أن تصرح به ولا تقول ألغت أي تعدد الزوجات أو العدة بعد الوفاة والطلاق، ولا تستطيع أن تقول الزنا حلال، ولكن نتيجة الأهداف التي تريد أن تصل لها وتعمل عليها النتيجة التي قلتها أنا، مثال حي، ربما بعض الناس يقول إنني أتكلم عن الأمم المتحدة بطريقة غير منصفة، ليس من عادتي أن أظلم أحدًا لأن وراءه حساب. الأمم المتحدة في مشروع الصخيرات هدفها كان معلومًا ويعرفه المبعوث الأممي اللعين الذي كان يقود الحوار والتشاور، وجمع فيه عددًا من السفراء المشهورين فرنسا بريطانيا إيطاليا ألمانيا وأمريكا وجعلهم يختلطون بمن اختارهم للحوار”.

الغرياني استطرد بالقول: “هذه الجماعة اختلطت بالشكل الكامل وليس أمرًا عفويًا أن يرفع السفراء الكلفة بينهم وبين هؤلاء الناس حتى سال لعاب الوفود التي اختيرت للحوار وظنوا أنهم أصبحوا أصدقاء مع السفراء، واندمجوا معهم وتلفونات وغيره وظنوا أنه كل ما يريدونه يحققونه من الدول الكبرى، وعندما انتهى الحوار لم يرد أحد على هاتفه. الغرض بقي المندوب الأممي أسابيع وهو يسهر معهم ويجري بهم ذات اليمين وذات الشمال وهم يقدحون أفكارهم ويظنون أنهم يبدعون ويقترحون ويطرح عليهم قضايا ويهلكون أنفسهم ويظنون أنهم على شيء، وبعد أسابيع محدودة من هذا الخط كله خرج اللعين ليون في مؤتمر صحفي وأخرج لهم ورقة يقول فيها إن السراج رئيس الحكومة بحسب تخطيطهم وسيحكم البلاد سنين عديدة، ومن كانوا في الحوار صارون ينظرون لبعضهم البعض؛ لأن هذا الاسم لم يرد إطلاقًا في مدة الحوار كله، طريقة الأمم المتحدة خداع وتحايل واستهزاء”.

وكشف أن التوقيع على المذكرة تزامن مع ورشة عمل كانت تقودها الأمم المتحدة وطلبت حضور بعض الجمعيات النسائية التي هي على مقاسها ولترحب بكل ما تقوله الأمم المتحدة، مضيفًا: “ربما بعض النساء الملتزمات والمحافظات على دينهن قد يحضرن ليعلمن ماذا يدور في هذا النقاش، ولكن لا حول لهن ولا قوة. وتجعل الأمم المتحدة هذه المجموعة المتبرجة تمثل نساء ليبيا وينبغي أن توصي أن توضع برنامج لتحقيق الأهداف، أن يخلصوا المرأة من التميز الواقع عليها فيما يتعلق بالزواج ومن العنف الواقع عليها والقائم بسبب الجنس والأنوثة، وهذه المسائل تستطيع أن تدرج تحتها ما شئت من القضاء على التميز ضد المرأة، معناها يجب أن نلغي من القرآن (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربع أشهر وعشرًا) هذا تمييز وتخالف مع مطلب الأمم المتحدة وأهدافها بالتسوية الكاملة بين المرأة و الرجل، وينبغي أن نلغي من القرأن (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء)، وكما أن الرجل لا يتربص تموت زوجته ويتزوج و يطلق ويتزوج هذا مخالف للمساواة و المرأة كذلك يجب لو طلقت تتزوج!”.

وأكد على أن الدين الإسلامي جاء بمقاصد وجعلها أسس تنطلق وتنبثق منها جميع الأحكام التي تدار بها الأسرة للحفاظ على الدين والنسب، بحسب قوله.

كما أردف: “الوزيرة صدقت أنها لم توقع على سيداو ولكن موقعة على كلام هذا فحواه. هم لا ينفذون هذا اليوم أو الغد بل يقولون إن عندنا المروع والهدف الذي نريد نأ نصل له من خلال النظر في الخطاب الديني والمناهج الدراسية وكل ما يتعلق بهذا الأمر لنصل لهذا الهدف، والمصيبة هو أنه سواء عندما وقعنا قمنا بالتحفظ ووقعنا على كل شيء إلا ما يخالف الشريعة الإسلامية هذا لا يفيد بنص المواد الشرعية الموجودة في ملحقات الأمم المتحدة المتعلقة بهذا الشأن؛ لأنه لأي تحفظ يلغي الهدف الأصلي الذي هو مقصود من التوقيع لا قيمة له. المصيبة الأخرى أنك إذا سكت حتى تم التوقيع على المشروع وأهدافه ووقعت على ذلك فالانسحاب منه لا يفيد”.

وقدم نصيحة لرئيس الحكومة والمسؤول الأول عن هذه المسألة قائلًا: “يجب ألا يترك من بعده هذا البلاء الذي يدمر الأمة ودينها وأخلاقها، وإذا تم التوقيع عليهم أن ينسحبوا منه قبل أن يبدؤوا هم المشاريع والأهداف التي يريدونها؛ لأنهم إذا بدؤوا في ذلك لن يفيد الانسحاب، مصائب الأمم المتحدة من الوباء المبين والضرر والعدوان يجب أن تقاوم بكل قوة، والبعثات الدولية لو كان هناك شعوب حرة ومؤمنة لا تتركها لحظة واحدة في بلادهم بل يطردونهم. حقيقة المبعوثين لا قيمة لهم تأخذهم الأمم المتحدة من الشارع أحيانًا مجرد شخص لا قيمة لهم، ولكن يعملون لهم الدورات كيف يصنعون الحيل والمكائد ويعلمونهم بعض العبارات التي يكررونها ويضعونهم في طوابير تنتظر كل ما يريدون الإطاحة ببلد ويضعون الأزمات عليها ويرسلون لها واحدًا ويتخلصون من تكاليفه ومرتباته ويقوم بالواجب الذي تقوم به الأمم المتحدة”.

وطالب الغرياني خلال حديثه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بضرورة الانسحاب بسرعة من هذه المذكرة، وعدم التوقيع عليها؛ لأن غرامتها ثقيلة وتتمثل بفقد الدين على الأجيال واباحة المحرمات كلها، بحسب زعمه.

واختم حديثه: “لو أنهم حريصون على المرأة ورفع العنف والمساواة زودونا بقوائم المسجونات في سجون حفتر أو سجون أي شخص من الظلمة في الشرق والغرب، علينا ان ننتبه لأنفسنا قبل فوات الأوان”.

تفريغ نص الحوار – المرصد خاص

 

 

Shares