الرئاسي يكلف “محمد موسى” آمرًا للمنطقة العسكرية الوسطى.. فمن هو موسى ؟

ليبيا – قرر المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، تعيين اللواء محمد موسى، آمرا للمنطقة العسكرية الوسطى، خلفا لآمرها السابق محمد الحداد، دون حيثيات للقرار وأسبابه، خصوصًا في هذا التوقيت الذي تتجه فيه جهود اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 إلى إنجاز بنود في اتفاق وقف اطلاق النار، من بينها حل المليشيات المسلحة، وفي مخالفة صريحة للقانون العسكري كونه ضابط في الدفاع الجوي وتم تعيينه آمرًا لمنطقة عسكرية قواتها برية، فمن هو محمد موسى ؟.

محمد إبراهيم سالم موسى، من مواليد مدينة مصراته، وهو ضابط برتبة عقيد في سلاح الدفاع الجوي، قبل أن يبرز، عام 2011، في المشهد الليبي الملبد بفوضى السلاح، وأنشأ رفقة عدد من المسلحين والمدنيين في مصراته مجموعات مسلّحة، وتربطه علاقة وطيدة بإبراهيم بن غشير عضو مجلس الشورى والذي تربطه علاقات مع العديد من التشكيلات المسلحة المؤدلجة، كما تربط موسى علاقات مع مجموعة من المؤدلجين من أعضاء المؤتمر الوطني السابق.

وعند إصدار اللواء يوسف المنقوش، رئيس الأركان العامة، عام 2012م، قرارًا بإنشاء “الدروع” كقوة احتياطية، عمل موسى رفقة عدد من مسلحي مليشيات مصراته إلى إزاحة اللواء سالم حجا من إمرة لواء درع الوسطى، وسيطر عليه قبل أن يتم تكليفه بإمرته رسميًا في ذات العام.

كما كلّف بمكتب الاستخبارات في مصراته لمدة عام، ولم يتمكّن من الاستلام بسهولة، لمعارضة المتخصصين له لأنه لم يكن من تخصص الاستخبارات.

ولم يعرف لموسى ظهورًا إعلاميًا بشكل كثيف، لكن حضوره في مشهد الفوضى المسلحة في ليبيا كان كثيفا منذ العام 2012م، حيث شارك في اقتحام عدة مناطق ليبية بقوة السلاح، منها اقتحام منطقة المشاشية فض اشتباك مسلح بين المنطقة والزنتان، بالإضافة لمحاولته الهجوم على مدينة ترهونة التي يعرف في أوساطها أن موسى متورط في حادثة اختطاف العقيد ابوعجيلة الحبشي آمر كتيبة الأوفياء عام 2012م.

كما قاد موسى عملية اقتحام مدينة بني وليد، عام 2013م، تنفيذًا للقرار رقم 7 الصادر من المؤتمر الوطني، وعلى الرغم من ان القرار ينص على حصار المدينة، إلا أن موسى قاد عملية قصف المدينة بالمدفعية قبل اقتحامها، وما حصل فيها من انتهاكات لحقوق الإنسان.

وعرف عن موسى أيضا علاقته المباشرة بحادثة اختطاف رئيس الوزراء علي زيدان، التي تمت أثناء وجود موسى كأحد أبرز قادة قوة تأمين العاصمة، حيث كان يتمركز بقوة تابعة له في معسكر صلاح الدين.

كما أنه المسؤول الأول عن مجزرة غرغور التي ارتكبتها المليشيات التابعة للدرع، وما حصل من قتل واعتداء على المدنيين.

وتدور عديد الشبه حول موسى، منها علاقته بتسرب عناصر تنظيم داعش في مدينة سرت، حيث عرف عنه اقتحامه لمعسكر الساعدي التي كانت قوات العقيد صلاح الدين بوحليقة آمر كتيبة شهداء الزاوية (الصاعقة) تتمركز فيها، وتعد أكبر قوة نظامية تؤمّن المنطقة، حيث استولى موسى على المعدات والذخائر وقتل مجموعة من العسكريين، وأفسح موسى المجال لعناصر السلفية المتشددة ومنحهم السلاح والمال لتكوين ما عرف وقتها بــ”اللجنة الأمنية العليا”، التي مهدت الطريق لوصول عناصر داعش، بل انضم أغلب عناصر اللجنة للتنظيم.

وهو أيضا من أبزر قادة عملية فجر ليبيا، رفقة العقيد صلاح بادي – الذي شاركه في حروب مختلفة-، حيث كانت عملية اجتياج المطار وتدميره من خلال قوة درع الوسطى وبقيادة موسى، وكان قائد التفاوض بين الزنتان والردع، واشترط الزنتان لخروجهم من المطار خروج الردع أيضًا، وصرّح موسى بأن الاتفاق قد تمّ مع الردع لتسليم قاعدة معيتيقة لأركان الدفاع الجوي، وهذا ما لم يحدث!.

كما أنّه كان من الرافضين لاتفاق الصلح في ورشفانة ووقف إطلاق النار في العزيزية والزهراء، مطابًا باجتياح ورشفانة.

وبسبب علاقته الوطيدة من الجماعات التيارات الإسلامية المتشددة، سيما ميله المعروف للمفتي المعزول الصادق الغرياني، شارك في أكبر حدث عرفته البلاد عام 2012م، والمتمثل في حصار مدينة زليتن وتمكين الجماعات المتشددة من اقتحام زاوية الشيخ عبد السلام الأسمر، والتي استمرت ليومين، وقتل خلالها 11 من موظفي وعلماء وطلبة زاوية الشيخ، كما أحرقت المكتبة ونهبت وحرقت مئات المخطوطات من داخلها، وعرف موسى وقتها بأنه الراعي للعملية التي طاولت زوايا للقرآن والتصوف في مختلف مناطق ليبيا من يومها.

وإثر قرار المجلس الرئاسي، في عهد فايز السراج، حل الدروع بقي يقود مجموعة من المليشيات دون أرقام عسكرية تحت ذات المسمى، موزعة بين بوابات تفتيش في دوفان، ونقاطا على طريق النهر القريب من مصراته، وبوابة الستين الإدارية بين بني وليد ومصراته.

وأثارت قضية مصدر تمويل مسلحيه شبهات عديدة، حتى اشتهر بين الأسماء المتورطة في عمليات التهريب للحصول على التمويل اللازم لمسلحيه، فيما يتهمه الرأي العام بالحصول على الأموال من مصادر مجهولة من خارج البلاد، خصوصًا وأنه كان يمد المليشيات المؤدلجة بالمال والسلاح والمقاتلين الأفارقة.

لم يشارك موسى في الحرب على الدواعش في 2016، وله شركة أدوية وتعهدّات وتبييض أموال.

ويبقى السؤال عن الأسباب التي تقف وراء تعيين “موسى” ، خصوصًا مع استعداد البلاد لخوض أول عملية انتخابية بعد سنوات من الانقسام والفوضى واقتراب اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 من التنفيذ الكامل لاتفاق وقف اطلاق النار الذي يقتضي حل المليشيات المسلحة، وسط أنباء عن سعي أطراف معرقلة لجهود السلام في ليبيا للتموضع في مفاصل الدولة استباقًا لنتائج المرحلة المقبلة.

Shares