الكشف تفاصيل جديدة بشأن تفجير “مانشستر أرينا” الإرهابي

ليبيا – تابع تقريران إخباريان نشرتهما صحيفة “مانشستر إيفننغ نيوز” البريطانية وموقع “ذا ناشيونال” الإخباري الدولي تطورات تفجير “مانشستر أرينا” الإرهابي.

التقريران اللذان تابعتهما وترجمتهما صحيفة المرصد أشارا لإجراء منفذ التفجير الإرهابي سلمان العبيدي مكالمة هاتفية من ليبيا لتوديع صديق مقرب قبل أيام من تنفيذه التفجير وفقًا لوقائع التحقيق العام المستمر في ظل مواصلة القائمين على التحقيقات البحث عن سبب لتطرف الأخوين سلمان وهاشم.

وتطرق رئيس المباحث “دي سي إس باراكلاو” إلى التأثيرات المشتركة والمنفصلة إذ عمل الأخوان على جعل بعضهما البعض متطرفين فالتطرف الذاتي يأتي من خلال القراءة والسماع مضيفًا بالقول أمام لجنة التحقيق:”بالدليل مع نشأة هؤلاء الأولاد كانت هناك رحلة نحو التطرف”.

دي سي إس باراكلاو

وتابع “باراكلاو” قائلا:”ولكن مع الاقتراب من الفظائع الفعلية والتخطيط والتدابير التي تم اتخاذها لتنفيذ التفجير وأظن أنه كانت هناك عملية تطرف مشتركة إذ ربما تلاحقت أفكارهما ومفاهيمهما ومن المحتمل أن يكون هناك العديد من الأشياء المختلفة التي كان من الممكن أن تكون قد ساهمت في ذلك”.

وأضاف”باراكلاو” بالقول:”إن الفترة التي تركتهما والدتهما سامية طبال لوحدهما في المنزل لزيارتها ليبيا في أكتوبر من العام 2016 ساهمت في تثقيفهما لبعضهما البعض بثقافة التطرف وإذا كان الهدف من التفجير هو دعم تنظيم “داعش” الإرهابي فهو أمر مثير بشكل كبير للقلق”.

وبين التقريران إن التحقيقات أظهرت صورا متطرفة حقيرة وجدت على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بآل العبيدي مشيرًا إلى أن أحد حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المنسوبة إلى هاشم العبيدي الذي يقضي الآن ما لا يقل عن 55 عامًا خلف القضبان أشاد بأسامة بن لادن باعتباره بطلًا.

وأظهرت صورة أخرى إرهابيي تنظيم “داعش” الإرهابي وهم يمسكون برجل على طاولة ويهددون بقطع يده بسيف فيما قال “باراكلاو” إن هاشم العبيدي أدلى بتعليق لدعم العنف الذي صورته الصورة فيما أدلى مستشار التحقيق”بول غريني كيو سي”بشهادته هو الآخر.

وقال “كيو سي”:”إن هاشم أحب أيضا صورة على “فيس بوك لطائرة ركاب” متجهة إلى مبنى من المفترض أن يكون أحد البرجين التوأمين وتحمل عبارة “الله” فيما نشر إسماعيل العبيدي الأخ الأكبر الذي كان من المفترض أن يدلي بشهادته ولكنه سافر الآن إلى الخارج صورا لرجال يرتدون ملابس مموهة وشعارات “داعش” الإرهابي.

ونشر إسماعيل صورة سيئة السمعة لطيار أردني قبل إضرام النار به مع تعليق “لنبحث عن تحضير الحطب” فضلا عن صور لجثة مقطوعة الرأس ورجل محترق فيما تساءل رئيس التحقيق السير “جون سوندرز” عما إذا كان بإمكانه تقديم أي توصيات لشركات التواصل الاجتماعي بعد التحقيق.

وبين “باراكلاو” بالقول:”سيكون رائعا للغاية إذا تمكنت الشركات بعد أي هجوم إرهابي من حذف الحسابات” في وقت يتابع فيه التحقيق الذي تم استئنافه في الـ22 من نوفمبر الجاري بعد 3 أسابيع من جلسات الاستماع المغلقة أدلة تتعلق بخلفية وتطرف هاشم وسلمان العبيدي.

محمد الزبير

وبحسب التقريران اتصل سلمان العبيدي بمحمد الزبير في مانشستر من ليبيا في الـ15 مايو عام 2017 قبل 8 أيام من وقوع التفجير الإرهابي فيما قال الزبير عند تقديم الأدلة إنه تعرف على العبيدي لأن آباءهم كانوا أصدقاء من الجالية الليبية فيما قال أيضا:”في البداية كنا نلعب كرة القدم ربما مرتين 3 مرات في الأسبوع”.

وتابع الزبير قائلا:”كنا نشاهد كرة القدم في منزله وكان يطبخ وكنا نأكل عنده هذا كل شيء كوننا ليبيين وخلفيتنا واحدة إذا حدث شيء سنتحدث عنه وسلمان لم يقل لي أي شيء ما جعلني يعتقد أنه يتبنى آراء متطرفة لكني لاحظت تغييرا فيه ولم أتوقع المكالمة منه وفيها أجريت محادثة عامة”.

وبين الزبير أنه لم يتم ذكر أي شيء لتنبيهه إلى خطة سلمان العبيدي ومع الإدراك المتأخر يعتقد الآن أن العبيدي كان يقول وداعا ولم يكن هناك أي مؤشر على الإطلاق ولكن بعد فوات الأوان أفكر في أن هذا الرجل يعرف ما سيفعله ليرد على سؤال من “كيو سي” عن أسر الضحايا إن العبيدي لم يقل أنه سيفعل أي شيء.

وأضاف الزبير إن ما حصل كان تحولا عاما من خلال عبارات مرحبا وكيف حالك والسؤال عن كيف كانت ليبيا وما يحدث في مانشستر مبينا إنه كان صديقا جيدا لسلمان العبيدي وإنه وأصدقائه كانوا في حالة من الصدمة عند سماعهم نبأ التفجير الذي نفذه سلمان فالبعض كان يتصور أنه ما زال في ليبيا.

وأكد الزبير إن النشاط الإرهابي والتفجير لم يكن أيديولوجيته وليس له علاقة على الإطلاق بكل ذلك فيما لعب رمضان العبيدي والد هاشم وسلمان دورا مهما في تطرف أبنائه فيما زاد تطرفهما بالتزامن مع تزايد انخراط الإرهابي في تنظيم “داعش” عبد الرؤوف عبد الله في حياتهما.

ورفض رمضان العبيدي الذي يعتقد أنه موجود في ليبيا التعاون مع لجنة التحقيق فهو مطلوب للاستجواب من قبل السلطات البريطانية بعد أن تم العثور على بصمات أصابعه في سيارة تم شراؤها حديثا تستخدم لتخزين المتفجرات بينما كان ابنه في ليبيا في الأسابيع التي سبقت التفجير.

هاشم العبيدي يحمل قاذف صاروخي في ليبيا عام 2011

وتم عرض صور لأسرة العبيدي خلال سير عمليات التحقيق وهي تتظاهر بأسلحة عسكرية من قاذفات صواريخ إلى بنادق فيما ظهر إسماعيل مع والده وهو يحمل السلاح ويشير إلى كتب تنظيم “داعش” الإرهابي فضلا عن صور أخرى لسلمان وهاشم يحملان قذائف صاروخية.

ووفقا لذوي الضحايا تبين هذه الصور حجم تطرف هذه الأسرة فيما تم فحص جهاز هاتف إسماعيل العبيدي الذي يحتوي على معلومات تنظيم “داعش” الإرهابي وتفاصيل التجنيد بعد إيقافه لدى عودته من قضاء شهر العسل في “بالي” في العام 2015 ليدعي أنه جهاز زوجته ولم يتمكن من الوصول إليه.

وكشف البحث عن استخدام بريده الإلكتروني محادثات مواعدة عبر الإنترنت مع فتيات كانت مرتبطة أيضا بهاتفه ما يعني إن عدم استخدامه للجهاز كذبة مفضوحة في وقت يتم فيه مراجعة كل هذه الأدلة منذ يناير الماضي وما زالت العملية مستمرة حتى الآن.

وبحسب التقريران كان إسماعيل العبيدي يعلم الأطفال الصغار اللغة العربية في مركز “مانشستر” الإسلامي وهو مسجد ترتاده أسرة العبيدي وسلمان من العام 2014 وحتى العام 2017 وكان قد حضر للمسجد ليلة التفجير فيما أدلى فوزي حفار رئيس أمناء المركز المعروف أيضا باسم مسجد “ديدسبري” بشهادته.

وبحسب حفار فقد تم التأكد من خلفية إسماعيل العبيدي من قبل مدير المدرسة في المسجد وهو ليبي وحرص على أنه مناسب وسيجري فحصا لخلفيته لأنه كان سيعرف والده ويعتقد أنه لائق فيما يبدو وفقا للسير “جون سوندرز” إن إسماعيل شخص لديه حالة نفسية شديدة التطرف.

وأضاف “سوندرز” بالقول:”كانت لديه أشياء مثل قطع الرؤوس على هاتفه ولو كنت تعلم على ما أظن ما كنت ستجعله يعلم الأطفال الضعفاء” وهو ما أيده حفار فيما بين التقرير إن التحقيق استمع لشهادة العاملين بالمسجد للتأكد من كونه مكانا للتطرف من عدمه.

ترجمة المرصد – خاص

Shares