تجارب قاسية لمهاجرين غير شرعيين تم إعادتهم طوعا من ليبيا إلى الصومال

ليبيا – كشف تقرير إخباري نشرته منظمة الهجرة الدولية عن تسهيل فرقها العاملة في ليبيا إعادة 32 مهاجر غير شرعي صومالي إلى ديارهم من أصل 6 آلاف.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد نقل عن رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا “فيديريكو سودا” قوله:”سهلنا إعادة هؤلاء لديارهم من خلال برنامج العودة الإنسانية الطوعية خلال نوفمبر الجاري فيما يوجد قرابة الـ6 آلاف من الصوماليين العالقين في البلاد”.

وتابع “سودا” قائلا:”البرنامج بمثابة شريان الحياة لهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين ممن يختارون العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم” فيما أشار التقرير إلى وصول 10 من العائدين العاصمة الصومالية مقديشو و22 آخرين إلى مدينة هرجيسا يومي الـ18 والـ23 من نوفمبر الجاري على التوالي.

وأضاف التقرير إن موظفي المنظمة الدولية للهجرة استقبلوا هؤلاء عند وصولهم إلى الصومال وتم تزويدهم بالمساعدة بما في ذلك الدعم الطبي الأساسي والنفسي والاجتماعي والاستشارات بالإضافة إلى النقل إلى مجتمعاتهم الأصلية مبينا أنهم مؤهلون للحصول على دعم إعادة الإدماج العيني.

وأوضح التقرير إن هذا الدعم يمكن أن يكون في شكل مساعدة اجتماعية ونفسية واقتصادية في وقت يعد فيه الأطفال العائدين مؤهلين للحصول على مساعدة تمكنهم من العودة إلى المدرسة فضلا عن تقديم دعم سبل العيش لأسر القصر ناقلا عن الحكومة الصومالية موقفها الرسمي بشأن العائدين.

ورحبت مريم ياسين المبعوثة الخاصة لحقوق المهاجرين والأطفال بمكتب رئيس الوزراء الفيدرالي للصومال بعودة هؤلاء عبر قولها:”لقد كانت تجربة صعبة لنا جميعا وفرحون بأن نراكم في الوطن ومع ذلك هناك الكثير من الشبان والشابات الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا”.

واختتمت ياسين بالقول:”ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به فيما يتعلق بالوقاية فلكل مهاجر الحق في العودة إلى دياره بطريقة آمنة وكريمة” فيما تحدث أحد العائدين ويدعى محمد عبدي حسين البالغ من العمر 22 عاما عن تجربته بالقول أنه غادر مقديشو بنية الوصول إلى أوروبا.

وأضاف حسين إن الرحلة أخذته إلى إثيوبيا ثم السودان وبعدها الصحراء الليبية حيث طلب المهربون من والديه تحويل المزيد من الأموال أو قتله ليتم إخباره بعد فترة وجيزة بأخذهم على متن قارب للوصول إلى أوروبا وهو ما لم يحصل إذ تم الإبقاء عليهم لمدة أشهر في الصحراء.

وتابع حسين إن المهربين قاموا بنقلهم بعد ذلك إلى منزل في العاصمة طرابلس ومن ثم تركوهم لمصيرهم مؤكدا إنه قرر مواصلة رحلته بنفسه من خلال محاولة الانضمام إلى مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين من الصومال ممن يبحرون على متن قارب إلى إيطاليا.

وبين حسين إن المهربين أخذوا منه ألف دولار ليتم إيقاف القارب من قبل خفر السواحل الليبيين واقتياد الجميع إلى السجن فيما تحدثت في مطار هرجسيا الدولي حمدة محمد البالغة من العمر 21 عاما التي عادت مع طفليها الصغيرين عن تجربتها وهي تكافح لكبح جماح دموعها.

وقالت محمد:”ما أبكي من أجله ليس سوى فرحة العودة إلى بلدي ولا أستطيع التعبير عن مشاعري بالكلمات إذ يدفع الكثير أموالا طائلة للمهربين لكنهم يموتون في الصحراء أو في البحر من دون أن يصلوا إلى هدفهم. لذا فنصيحتي للشباب ألا تحاول أبدا الشروع في مثل هذه الرحلة البائسة”.

ترجمة المرصد – خاص

Shares