فيلم وثائقي للغارديان يكشف جانبًا من معاناة المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا

ليبيا – سلط فيلم وثائقي أعدته صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على مواجهة مباشرة بين سفينة إنقاذ تابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود” وخفر السواحل الليبيين.

الفيلم الذي تابعته وترجمت أبرز ما ورد فيه صحيفة المرصد، نقل ما حصل لقارب مكتظ بالمهاجرين غير الشرعيين غادر ليبيا باتجاه أوروبا، في وقت اندلعت فيه مواجهة مباشرة شديدة الخطورة بين المنظمة وخفر السواحل الليبيين ممن يقاتلون لإعادة القارب إلى ليبيا، فيما تحاول “أطباء بلا حدود” إيصال هؤلاء إلى بر الأمان.

ونقل الفيلم عن “جوزي بينافينتي” وهو طيار بحث متطوع قوله أنه تلقى نداء من سفينة إنقاذ تابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود” بهدف المباشرة باستطلاع مكان وجود القارب وإرسال المعلومات للسفينة بشأنه، مبينًا أن ما يجري البحث عنه هو هدف صغير للغاية في ظل أجواء غير مستقرة نوعًا ما.

وبحسب الفيلم كان يوجد على سطح القارب الخشبي الصغير نحو 20 مهاجرًا غير شرعي فيما تم رصد تحليق طائرة من دون طيار فوق المنطقة، مبينًا إنه ومع بداية وصول قوارب الإنقاذ لإجلاء المهاجرين غير الشرعيين نحو سفينة “أطباء بلا حدود” وصلت رسائل لا سلكية من قبل خفر السواحل الليبيين.

وبين الفيلم خفر السواحل الليبيين وهو يقولون بالعربية: “معكم خفر السواحل الليبيين ابتعد عن الهدف ابتعد عن قارب الهجرة أنت لا تلك الإذن من السلطات الليبية وحسب الاتفاقات الدولية أنت داخل مياه البحث والإنقاذ الليبية”، فيما كان عدد من المهاجرين غير الشرعيين يبكون من الفرح ويتلقون تطمينات.

وفي ردها على الرسائل أكدت سفينة الإنقاذ إنها على بعد 46 ميلًا من السواحل الليبية ومسموح لها وفقًا للقواعد الدولية التواجد بالمنطقة، وأنها أعلمت السلطات في ليبيا لمرتين لدى رؤيتها القارب لأول ومن ثم تم التحرك لإغاثة ركابه، وأن خفر السواحل الليبيين لم يتواجدوا قبل السفينة وإن تم ذلك كانت الأخيرة ستبتعد.

ورد خفر السواحل الليبيين بالقول: إن وجود سفينة الإنقاذ في المياه الإقليمية الليبية يزيد من أمواج الهجرة غير الشرعية وأنهم ينبهون للمرة الثانية أن الدخول لهذه المياه يعني التعامل معها بالوسائل الأخرى، فيما تم في ذات الوقت رصد قارب آخر فارغ من خلال الطيران بعد أن نقل خفر السواحل الليبيين ركابه.

وأظهر الفيلم لقطات تصور انخراط الميليشيات الموجودة في العاصمة طرابلس في جهاز خفر السواحل الليبيين ممن يتلقون دعمًا مباشرًا من الأوروبيين للقيام باعتراض المهاجرين غير الشرعيين، ممن لم يحالفهم الحظ في الوصول لأوروبا، ليتم تعذيبهم وابتزازهم وفي بعض الأحيان حتى قتلهم.

وتحدث أحد المهاجرين غير الشرعيين من سوريا ويدعى قصي من على متن سفينة إنقاذ “أطباء بلا حدود” عن تعطل محرك القارب الذي كانوا على متنه، واستسلام البعض من ركابه لليأس، وحديثهم عن ضرورة تسليم أنفسهم لخفر السواحل الليبيين، في وقت رفض فيه غالبية الركاب ذلك وانتظروا سفينة الإنقاذ.

بدوره قال مهند وهو مهاجر غير شرعي من السودان: إن محاولته الأولى فشلت بعد أن قضى 3 أيام في البحر واستطاع ومن معه أن يميزوا الساحل المالطي، إلا أن خفر السواحل الليبيين باغتوهم وقاموا بضربهم بالعصي والأسلحة النارية، ما قاد لمقتل واحد منهم وسقوطه في المياه.

وأضاف مهند: إن خفر السواحل الليبيين أصابوا العديد منهم بإطلاقاتهم النارية، حيث تدفق الدم على ملابس البقية، فضلًا عن تهديدهم المستمر بالقول أنهم سيقتلونهم جميعًا ويرمون بجثثهم إلى البحر ولن يجدوا من يبحث عنهم مستقبلًا؛ إذ كان هذا هو الواقع على مايبدو.

من جانبهم تطرق مهاجرون غير شرعيون من الآسيويين لتعرضهم للضرب والتعذيب من قبل خفر السواحل الليبيين؛ إذ بدت آثار ذلك على أجسادهم، فيما لم يتم توفير المياه والطعام لهم، مؤكدين أن نظام تهريب البشر في ليبيا يعتمد على بيعهم مثل العبيد من جهة إلى أخرى.

ترجمة المرصد – خاص

Shares