ميدل إيست آي: مشاكل لا حصر لها بقطاع النفط والغاز في ليبيا

ليبيا – سلط تقرير ميداني نشره موقع “ميدل إيست آي” الإخباري البريطاني الضوء على تهالك البنية التحتية لقطاع النفط والغاز في ليبيا بسبب الإهمال والإغلاق.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد استشهد بحادثة مقتل 4 فنيين تونسيين مؤخرا خلال قيامهم بفصل خزان عائم لا حاجة له في سلوق ما قاد لغرقهم مع أطنان من الفولاذ المتهالك الذي يمثل البنية التحتية للخزان التي كانت ترتبط ببعضها البعض عبر كابل معدني قد انقطع.

وأفاد مصدر ملاحي ليبي من دون الكشف عن هويته إن سبب الحادث هو إن الخزان العائم تم ربطه بالبنية التحتية المتهالكة في العام 1988 ما يعني إن هذه البنية قد تآكلت بفعل الصدأ الصلب ولم يتم مراعاة مسألة وضع خطة تنفيذ محكمة تراعي مسائل الزمن والتقادم وغيرها من عوامل الأمان.

وتطرق التقرير لحادثة أخرى تمثلت بانسكاب نفطي كبير بعد خرق للسلامة عبر تسرب في خرطوم التحميل المطاطي لناقلة المبروك النفطية الليبية مبينا إن أي عملية فحص للخرطوم لم تتم فيما فتحت مؤسسة النفط في طرابلس تحقيقا في الحادثة من دون التوصل لشيء.

وتابع التقرير نقلا عن مهندس نفطي ليبي لم يكشف عن هويته لكونه غير مصرح له بالحديث إن المؤسسة أعلنت أن بقعة النفط قد تم السيطرة عليها بسرعة ولم تصل إلى شواطئ ليبيا في حين تلوث الخط الساحلي مبينا إن صور الأقمار الصناعية أشارت إلى أن الانسكاب لم يتم احتواؤه بشكل فعال.

وبحسب التقرير تمتد المخاوف من مدى أمان وفعالية المرافق النفطية في ليبيا إلى الساحلي والصحراوي منها إذ يزعم العاملون فيها أن أجزاء منها نادرا ما تصلح لهذا الغرض بسبب الخمول ونقص الصيانة الكافية على المدى الطويل ناقلا عن مهندس رفض الكشف عن اسمه معلومات بهذا الخصوص.

وقال المهندس:”هناك مخاوف حقيقية تتعلق بالسلامة بالمنشأة التي أعمل فيها ويرجع ذلك لتآكل الهياكل الفولاذية والحكومة العائدات والحفاظ على تدفق النفط وإعادة تشغيل جميع المرافق المتاحة ولكن لا يمكنك فعل ذلك مع مرافق لم تعمل منذ عقد ولم تتم صيانتها بشكل صحيح.

وبين المهندس إن عدم فهم تعقيدات العمليات النفطية تغلغل في المستويات السياسية في ليبيا لأنها تظن إن منشآت النفط كانت في حالة راحة خلال فترات الإغلاق ويمكن إعادة تشغيلها بسرعة وهو أمر غير صحيح إذ تم استخدام خطوط الأنابيب للتخزين لأن الخزانات كانت ممتلئة.

وتابع المهندس بالقول:”خطوط الأنابيب أرق من الخزانات وليست مصممة للتخزين وبمجرد أن شرعت بالعمل بكامل طاقتها بدأت التسريبات وفي كل مرة يحدث فيها تسرب يكون هناك انسكاب نفطي ويجب إغلاق القسم والقيام بعمليات لحام التسرب وهذا الأمر يتكرر كثيرا فالإغلاق والإصلاحات مستمرة”.

وأضاف المهندس قائلا:”أصبحت التقنيات القديمة مشكلة متزايدة بما في ذلك منشأة راس لانوف الواقعة في وسط الساحل الليبي الواسع حيث تبذل الجهود لإعادة تشغيل مصانع البتروكيماويات بحلول مارس من العام 2022 فيما يعود تاريخ إنشاء خزان البولي إيثيلين إلى التسعينيات ولديه بعض التآكل”.

وواصل المهندس قائلا:”خزان الإيثيلين أقدم منذ الثمانينيات ويحتاج إلى العديد من الأجزاء الجديدة ولكن قطع الغيار هذه أصبحت الآن قديمة ومن المحتمل أن تكون مصنوعة خصيصا والتي ستكون غير موجودة فلقد تقدمت التقنيات بسرعة في الـ20 عاما الماضية.

ومضى المهندس بالقول:”انتقلت التقنيات من الأنظمة الهوائية إلى الأنظمة الإلكترونية بالكامل وجميع أجهزتنا أصبحت الآن قديمة تماما وهنالك دول أخرى لا تزال تستخدم بنية تحتية قديمة تمكنت من ترقية أنظمتها العاملة تدريجيا لقد تقدمت صناعة النفط وتركتنا ورائها”.

واختتم المهندس قائلا:”المشاكل التي يواجهها قطاع النفط حاليا أصبحت معقدة للغاية فلدينا مشاكل في الصيانة ومشاكل مالية والآن لدينا مشاكل سياسية”.

ترجمة المرصد – خاص

Shares