بطل في رياضة قتالية تنقل بين “داعش” و”القاعدة” و”الجيش الحر” في قصة تحاكي “وادي الذئاب”

الجزائر – وجدت صحيفة “الشروق” الجزائرية شبها كبيرا بين سيرة بطل في الرياضة لقتالية “الكيك بوكسينغ”، تحول إلى إرهابي في صفوف “داعش” ثم “القاعدة” وسيناريو المسلسل التركي “وادي الذئاب”.

وذكرت الصحيفة في تقرير بالخصوص أن الإرهابي ويحمل كنية “أبو قيس الجزائري” روى فور القبض عليه من قبل سلطات الأمن الجزائرية “كيفية انخراطه في جماعة إرهابية تنشط بالخارج (داعش) بسوريا وانضمامه إلى “الجيش الحر السوري” المقاتل لتدريبهم الفنون القتالية، ليتحول إلى قائد خلية تسفير المهاجرين غير الشرعيين بين الحدود التركية واليونانية مقابل أموال باهظة، ليتم تحويله عبر طائرة خاصة إلى القاعدة بليبيا”.

وقائع هذه القضية في ضوء ما دار بجلسة المحكمة، تشبه حسب توصيف صحيفة الشروق “إلى حد كبير المسلسل التركي (وادي الذئاب)”.

تعود هذه القصية المثيرة إلى “أواخر عام 2019، أين تم إلقاء القبض على المتهم (ب.ع.ر) من طرف مصالح الأمن الداخلي الناحية العسكرية الأولى بالبليدة، الذي دخل عبر الحدود الجزائرية (دبداب) قادما من ليبيا بعدما فرَّ من قبضة فصائل حكومة الوفاق الليبية التي تقاتل ضد الجيش الليبي”.

وبعد اعتقاله أدلى هذا المتهم “باعترافات خطيرة بدءا من مغادرته أرض (الجزائر) باتجاه تركيا منذ أكثر من 05 سنوات أين عمل بأماكن مختلفة، وكونه كان بطل في رياضة (الكيك بوكسينغ) التحق بقاعة الرياضة لتدريب الشرطة التركية، الشيء الذي سمح له ببعض الامتيازات وحصوله على إقامة خاصة في فندق بتركيا مقابل مبلغ شهري محترم، إلا أنه في تلك الفترة كان يخطط للالتحاق بمعاقل الإرهاب وبعد مدة زمنية قام بسرقة مبلغ يفوق 50 ألف دولار أمريكي من  صاحب الفندق، وقام بشراء سلاح ناري متمثل في كلاشينكوف ومسدس صغير، ليلتحق رسميا بقاعدة التنظيم الإرهابي داعش بسوريا، وكان كثير التردد على سوريا عبر حدودها مع تركيا، ويتردد على بؤر التوتر في مناطق الحسكة ودير الزور”.

وأفيد في هذا السياق بأن الرجل سافر بعد ذلك “الى العراق ليلتحق بصفوف الأكراد والتحالف الدولي، أين أشرف على تدريب الإرهابيين في رياضة الكيك بوكسينغ القتالية، وظل يتنقل بين البلدين ليغير نشاطه إلى قائد خلية تسفير وتسهيل عبور الشباب العراق بين الحدود التركية واليونانية مقابل مبالغ مالية باهظة، إلا أن الشرطة التركية ألقت عليه القبض في قضية تهريب مخدرات ودعارة ليتم الزج به في السجن لمدة عامين”.

وبعد انقضاء مدة تلك العقوبة “التحق بالجيش السوري الحر بنفس المهام وهي تدريب المقاتلين، أين تقرر تحويله على طائرة خاصة للالتحاق بمعاقل الإرهاب في ليبيا لمساعدة المقاتلين هناك، لكن فور وصوله تفاجأ باحتجازه من قبل فصائل حكومة الوفاق الليبية التي قايضته بمبلغ يفوق 50 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه، ولكون المتهم يعرف جيدا كيفية التعامل معهم طلب منهم إطلاق سراحه ليجلب لهم المبلغ من الجيش الليبي، وهنا انتهز الفرصة ليفر من قبضتهم ويقرر الدخول إلى الجزائر عن طريق منطقة (دبداب) الحدودية”، إلا أن الأمن الداخلي الجزائري ألقى القبض عليه

بنهاية المطاف، أدين “أبو قيس الجزائري” بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية تعمل بالخارج، وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، في ضوء اعترافاته الخطيرة والوقائع المثيرة التي ساقها عما “يجري بمعتقلات الإرهاب بكل من سوريا والعراق وحتى في ليبيا”.

المصدر: الشروق

Shares