الغرياني: اجتماع الكتائب الثورية في جبل نفوسة أمر مبشر وربما يعيد الأمر لنصابه

ليبيا – قال مفتي المؤتمر العام المعزول من قبل مجلس النواب الصادق الغرياني إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة محكمة، ومرتبطة بالقرآن والدعوة لعدم التفرق وجمع الكلمة، وهما أمران عظيمان لا بد للأمة منهما، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما من النصح للمسلمين الذي لا يجوز لأحد يقدر عليه أن يتركه ويبرر لنفسه تركه بأي صورة من الصور.

الغرياني أضاف خلال استضافته عبر برنامج “الإسلام والحياة” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة له الأربعاء وتابعته صحيفة المرصد: “وما يخص الشأن العام خاصة في هذا الوقت ادخلوا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن أي شيء آخر من الأمور الخاصة، الأمور العامة التي يقول عنها بعض الناس ما شأن الشيوخ والعلماء بها كمسائل تتعلق بالسياسة ويريدون أن يتركوا مهمة الأمر بالمعروف والنصح للمسلمين قاصرة على بعض أحكام الدين والأمور العبادية المتعلقة بالشخص نفسه، لكن الأمور العامة أصبحت في وقتنا هي الخطر الأعظم على الإسلام وتهدده”.

وتابع: “لا ينبغي أن يلتفت الناس لكلام المخذلين والمثبطين والمنافقين والذين لا يريدون لكلمة الحق أن تقوم في هذا البلد ويقولون ما لهم تدخلوا في السياسية وهذا ليس تدخلًا بل هذه من أوجب الواجبات التي فرضها الله تعالى والتخلص من الأوضاع البائسة السيئة التي تعيشها بلادنا الآن، تمديد ومن ثم تمديد لفترات انتقالية وهذا لا يصلح بها شيء من أمر الناس ونرى الضنك والشدة في حياة الشعب، فهم غير قادرين على أن يقوموا بحاجاتهم ويعانون أينما توجهت في كل المجالات”.

كما أردف: “الإجراءات التي نراها تدمي قلب المسلم ولا تستطيع الدولة أن تقيم العدل والقسط، التمديد في المناصب لا يجوز شرعًا. المجالس الآن موجودة وعمرها 7-8 سنوات وهي تمدد لنفسها على خلاف القانون الذي أتى بها والذي حدد مدتها بعام ونصف وعندما فشلت الانتخابات الماضية بدأوا يشغلون الناس بأمور ظاهرها تستهوي العامة كمراجعة الدستور وتشكيل لجنة مراجعة ومقترحات، إذا كنتم تقولون سنرجع للدستور ونريد لجنة لتنظر فيه، الدستور قدم لكم من 2018 وامتنعتم من التصويت عليه، أدعوهم نصحًا لله وما أوصي به النبي ونهى عنه من تولي الإمارة أن عليهم أن يبادروا في أقرب وقت ممكن أن يسلموا الأمانة للناس، هذا عبء كبير عليكم وعواقبه عليكم قبل غيركم وخيمة، وعليكم أن تعجلوا في إجراء الانتخابات وقبلها لا بد أن تعملوا وتقوموا بكل ما يوصلنا لانتخابات نزيهة”.

واستطرد: “لا تتركوا الأمر لمن يستنزفون ميزانية الدولة فهم يعلمون قبل غيرهم أن السجل المدني مزور والانتخابي والبطاقات تباع والأمور في غير نصابها أكثر من مليون رقم وطني مزور ويستنزفون ميزانية الدولة، وهناك مليون رقم إما تشادي أو مصري ونيجيري مرتزقة فرضهم الظلمة علينا وأعطوهم أرقامًا وطنية، وهم الآن يريدون أن يزوروا الانتخابات بهم وإذا أصبح معترفًا فيه حتى في مجالسكم، على المجالس أن تشكل لجنة محايدة للتحقيق في هذا الأمر، ولا بد أن ينظف الرقم الوطني والسجل المدني من التزوير قبل الانتخابات وهذه أشياء فرض علينا أن نقوم بها وأن يقوم الناس بتحشيد الطاقات لذلك، ويعملون عليها بحيث نجتاز المرحلة”.

وأضاف الغرياني خلال حديثه: “ما رأيناه الأسبوع الماضي من محاولة اجتماع الكتائب الثورية في جبل نفوسة الناس استبشرت به وربما يعود الأمر لنصابه ويفرضون القانون ويضعون الأمور في نصابها ويكفينا من هذه الأمور العشوائية وكل واحد يفرض نفسه بالقوة ويبتز الدولة ويأخذ الأموال العامة، وليس هناك طريق واضح ولا في آخر النفق ضوء الإنسان يستبشر فيه، استبشرنا في هذا وقلنا ربما هؤلاء الذين يستطيعون أن يقوموا بهذا الأمر على وجهه وتناديهم من النصح للأمة ويدخل في باب الأمر بالمعروف، لكن رأيناهم تخاذلوا ولم يحضر منهم إلا القليل، والباقون كان الغششة غير الناصحين والمخذلون والمثبطون صوتهم أقوى من الناصحين، لذلك عندما جاء الوقت وحصل الاجتماع نسبة كبيرة منهم ثبطهم المتخاذلون ولم ينتج عن هذا الاجتماع ما كان مرجوًا منه”.

وفي الختام قال: “أوجه حديثي لهذه الفئة وأقول لهم لا تيأسوا وعليكم أن تستمروا في المحاولات وحتى تجمعوا العدد الممكن الذي له تأثير ويستطيع أن يفرض القانون والوضع الصحيح؛ لأن مبادئ الثورة كلها سرقت واستولى عليها الناس الذين ليس لديهم مصلحة أن تقوم دولة بل يعيشون على الأمور العشوائية وبالعمالة للأجنبي وينفذون أوامره، على أهل الحق والكتائب والناصحين والعلماء وعامة الناس أن يأخذوا بزمام الأمور”.

Shares