فرانس 24: هذه تفاصيل الفض القسري لاعتصام المهاجرين غير الشرعيين أمام مقر أممي بطرابلس

ليبيا – كشف تقرير إخباري نشرته شبكة “فرانس 24” الإخبارية عن تفاصيل عملية فض اعتصام قام به مهاجرين غير شرعيين أمام مقر أممي في العاصمة طرابلس.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد وصف هذه العملية التي نفذتها قوات أمنية في ساعات الصباح الأولى للـ10 من يناير الجاري بـ”الوحشية” التي جاءت بعد وقت من إغلاق هذا المقر الذي مثل ملاذا شاملا للمهاجرين غير الشرعيين ممن تركوا بعده من دون سبل للإنصاف.

وأضاف التقرير إن قرار إغلاق المقر جاء بسبب تزايد المعتصمين أمام مداخل مبناه ما زاد من صعوبة العمل وتقديم الخدمات فيه فيما انتقد المهاجرون غير الشرعيون هذه الخطوة لأنها تركت عددا لا يحصى منهم عالقين من دون أدنى نوع من المساعدات على حد تعبيرهم.

ونقل التقرير عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا تأكيدها عدم توقف توزيع المساعدات النقدية والغذائية ومستلزمات النظافة والاستشارات رغم إغلاق المقر مبينة إن تنفيذ عمليات التوزيع تم في نقاط مختلفة في العاصمة طرابلس لتشمل الضعفاء من المعتصمين.

ووفقا لما أفاد به المعتصمون فإن 10 دقائق فقط كانت أمامهم للمغادرة قبل أخذهم لمركز الاحتجاز فيما نشر “يامبيو ديفيد أوليفر” البالغ من العمر 25 عاما من جنوب السودان ويعيش في ليبيا منذ 3 أعوام مقاطع فيديو وتحديثات منتظمة حول عملية فض الاعتصام عبر حساب بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.

وبحسب ما ورد من نصوص مرافقة للمقاطع المنشور في الحساب الذي يحمل اسم “اللاجئون في ليبيا” فقد بدأ الإخلاء قرابة منتصف الليل بعد أن وصلت الشرطة وسيارات في مجموعات مختلفة وقاموا ببعض التحركات المشبوهة حول الحي الذي يقع فيه مكان الاعتصام.

وأضافت النصوص إن هذه التحركات تسببت في توترات لأن المعتصمين كانوا خائفين بعد أن تم إغلاق المخارج المؤدية إلى الشارع العام الرابط للمقر الأممي ومنع تحرك الليبيين أنفسهم إذ لم يتم السماح بمرور السيارات باستثناء المركبات العسكرية ليشرع المعتصمون بالاحتجاج.

ووفقا للنصوص اقتربت قوات الشرطة من المحتجين وتبادلت مع قادتهم بضع كلمات مفادها أن لديهم 10 دقائق فقط للرحيل أو أخذهم لمركز الاحتجاز في عين زارة فيما حاول المعتصمون كسب الوقت ومعرفة الجهة الراغبة في فض اعتصامهم وإن كانت المفوضية الأممية أم غيرها.

وتابعت النصوص إن المعتصمين كانوا مستعدين للمغادرة في حال كانت بتوصية من المفوضية الأممية التي كان من المفترض أن توفر لهم سكنا مؤقتا فيما لن يغادروا مكان اعتصامهم في حال كان الأمر بخلاف ذلك أو في حال عدم وجود موظفين أممين لتطمينهم بشأن المغادرة.

وبحسب ما جاء في النصوص كان الأمر مرعبا لاعتقال عدد هائل من المهاجرين غير الشرعيين في إطار حملة قمع شنتها قوات أمنية إذ قامت الأخيرة بإطلاق النار في الهواء وعلى المعتصمين وتمزيق الخيام وهو أمر مشابه لما حصل سابقا في منطقة قرقارش.

وبينت النصوص إن من قاموا بفض الاعتصام القسري هم ذاتهم من اعتقلوا المهاجرين غير الشرعيين في منطقة قرقارش وهو ما جعل المعتصمين يتفاوضون بعد أن احتجوا لوقت طويل أمام المقر الأممي على استخدام العنف مع المطالبة بإجلائهم بشكل آمن.

وأضافت النصوص إن التوترات تصاعدت وبدأ إطلاق النار وركل المعتصمين وضربهم بالبنادق فيما تمكنت الفرق الطبية من معالجة معتصم أصيب بطلق ناري بعد أن سقط عدد من القتلى مبينة إن عدد قليل هؤلاء تمكنوا من الفرار ليصار إلى استخدام السلاح ضدهم.

وأشارت النصوص إلى القبض على عديد المعتصمين وضربهم وركلهم ومن ثم وضعهم بالقوة في حافلات ليتم نقلهم إلى مواقع احتجاز مختلفة بعضها في عين زارة مؤكدة إن العديد من هؤلاء لم يكن لديهم وسط هذا الرعب مكان يذهبون إليه ما جعلهم يحاولون الذهاب والقفز إلى المنازل المحيطة بهم.

وأوضحت النصوص إن الخوف الشديد كان قائما من تعرضهم لإطلاق النار من هذه المنازل لأن سكانها يملكون السلاح ناقلة عن “أوليفر” تأكيده اعاقال أكثر من ألف من المعتصمين ممن أفلت بعضهم من ذلك من خلال الاختباء في منزل قريب حتى الفجر ليتم بعد الانتهاء من كل شيء إحراق وتدمير الخيام.

وأكدت النصوص نقل ما لا يقل عن 600 من المعتقلين إلى مركز احتجاز عين زارة فيما شددت منظمة أطباء بلا حدود على إصابة بعضهم بطعنات وظهور علامات ضرب عليهم وفصلهم عن الأطفال في وقت أظهرت فيه مقاطع الفيديو اكتظاظا في وسط الاحتجاج.

ونقل التقرير عن “أوليفر” قوله إن المهاجرين غير الشرعيين المحتجزين يواجهون ظروفا صعبة بما في ذلك نقص الطعام والمياه النظيفة والمراحيض والبطانيات.

ترجمة المرصد – خاص

Shares