تقرير تحليلي: “ليبيا والاضطراب العالمي الدائم” يبين فشل المجتمع الدولي بالتعامل مع الحالة الليبية

ليبيا- سلط تقرير تحليلي نشره موقع “ذا أراب ديلي نيوز” الإخباري الأميركي الضوء على كتاب صدر مؤخرًا حمل عنوان “ليبيا والاضطراب العالمي الدائم”.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد، أشار إلى أن هذا الكتاب من تأليف الكاتب الأميركي “جايسون باك” وفيه تم الربط بين حالة اللا استقرار العالمية الدائمة والصراعات المستمرة في ليبيا تلك النقطة الساخنة التي أمضى فيها المؤلف نحو 20 عامًا للقيام بأعمال تجارية.

ووفقًا للتقرير فإن العالم ما بعد الحرب الباردة فشل في التوصل إلى إجماع بشأن تعزيز فراغ السلطة في ليبيا، ومن ثم الاستفادة منه في وقت يمثل فيه الصراع الليبي المستمر جانبًا فريدًا يختلف عن أكثر النزاعات في أي مكان آخر في العالم، ويشكل نموذجًا مصغرًا مثاليا لتحديد السمات البارزة للعصر الحالي.

وأضاف التقرير: إن العصر الحالي يمر بسلسلة من التحديات الجيوسياسية الرئيسية فيما تمر ليبيا بوقائع عديدة على الأرض نشأت بسبب الفراغ في القيادة والإجماع العالمي، ما يعني أن هنالك عواقب وخيمة على مستوى العالم، مؤكدًا أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له علاقة بالأزمة الليبية.

وبين التقرير أن جانبًا مهمًا في هذا الخروج يتعلق برد فعل عنيف على تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية القادمة من شواطئ ليبيا، في وقت سهل فيه مقتل السفير الأميركي “كريستوفر ستيفنز” في مدينة بنغازي وصول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى السلطة على خلفية حالة من الغضب العارم.

وتابع التقرير: إن المؤلف يقدم من خلال كتابه حجة مقنعة بشأن تجاهل الانهيار الليبي الداخلي الذي يمثل نذيرًا لأنواع النتائج الجيوسياسية التي من المرجح أن تظهر في هذا العصر التاريخي الجديد في وقت يمثل فيه تفاعل النظام الدولي مع القضية الليبية ساحة مثالية لوصف السمات الرئيسية للعصر.

وأوضح التقرير أن أحداث العام 2011 أظهرت بشكل جلي خللًا في منظومة العمل الجماعي الدولي والقيادة الأميركية لذلك، ناقلًا عن المؤلف تأكيده متابعته لسياسة الولايات المتحدة تجاه ليبيا وهي تنحرف على هذا النحو لتشكل سمة بارزة من الفوضى والتناقض الذي خلص لحالة الاضطراب العالمي الدائم.

وتوقع التقرير عدم حدوث حالة من تصحيح المسار لهذا الاضطراب الدائم بعد رحيل ترامب ووصول الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن إلى البيت الأبيض، لأن دراسة نقص التنسيق داخل النظام الدولي بشأن ملف ليبيا إبان فترة حكم السلف تمثل مؤشرًا على إخفاقات تنسيقية محتملة ستسود خلال إدارة الخلف.

وأضاف التقرير: إن السياق الليبي يوفر مؤشرًا لزيادة سوء عدم اتساق السياسة الغربية مع تلاشي هيمنة واشنطن وتراجع التعاون عبر الأطلسي، فعالم ليبيا المصغر يكشف بوضوح شديد ضعف المؤسسات الدولية وعدم قدرة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي “ناتو” على خلق نقطة التقاء للمصالح المختلفة.

وبحسب التقرير اتهم المؤلف الفاعلين الدوليين بالإسهام جنبًا إلى جنب مع حلفائهم الليبيين في انزلاق ليبيا إلى الفوضى والاستفادة من الأخيرة في بعض الحالات، في وقت يمثل فيه الكتاب تذكيرًا بشأن الوقت المناسب لكيفية تفاقم جوانب الفوضى العالمية الحالية.

وأضاف التقرير: إن هذه الجوانب تتمثل في الخلل الحكومي وتشجيع الفساد المستشري وتوفير الإفلات من العقاب لمنتهكي حقوق الإنسان وهو ما جعل الكاتب يوفر تشخيصًا دقيقًا لمشاكل ليبيا وتوصيات جيدة حول المضي قدمًا في إجراءات تحسين أداء وشفافية المؤسسات الاقتصادية والمالية الليبية.

وأشار التقرير إلى أن الكتاب دليل رسمي يبين حالة التعقيد المكثفة في ليبيا ما بعد الإطاحة بالعقيد الراحل القذافي، فضلًا عن عالم السياسة المتشابك الذي يخدم الذات الليبية في واشنطن؛ لأن الفشل العالمي في هذه الحالة نموذج ممتاز لإظهار أهمية إصلاح الأمم المتحدة والمؤسسات المتعددة الأطراف على نطاق أوسع.

ترجمة المرصد – خاص

Shares