ليبيا – أعرب المستشار السياسي السابق في مجلس الدولة الاستشاري أشرف الشحّ الموالي بشدة لتركيا عن عدم استغرابه من أن تقوم تركيا أو أي دولة بمحاولة تهدئة أو رسم علاقات جديدة حتى مع أطراف كانت معادية في السابق؛ لأن المصالح السياسية تتطلب تحرك المواقف طبقًا لتلك المصالح.
الشح قال خلال مداخلة عبر برنامج “حوارية الليلة” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتمولها قطر السبت وتابعته صحيفة المرصد: إن السؤال الأهم هو طريقة استقبال الطرف الآخر الذي كان يعادي تركيا ويقول في تركيا ما قاله “مالك في الخمر” -وفقًا لتعبيره- خاصة وبعد هزيمة ما وصفه بـ “العدوان على طرابلس” الذي ساعدت تركيا خلاله حكومة الوفاق على رد هجوم القوات “المتعددة الجنسية والمرتزقة” الذي استعان بها حفتر، خاصة روسيا والجنجويد، وغيرها حسب زعمه.
وأشار إلى أن الأطراف السياسية المتصدرة اليوم والتي تحاول فتح صفحة جديدة مع الأتراك هي دليل على أن ما فشلوا في تحقيقه عن طريق السلاح والهجوم ومحاولة السيطرة العسكرية اليوم يحاولون تحقيقه عبر عقد صفقات، سواء مع أطراف غربية وأطراف دولية كانت معادية لهم، وهذه لعبة سياسية مفهومة لكن لا يجب أن يتم تزيينها بأن الطرف التركي هو من يسعى ويحاول الإرضاء، وفقًا لتعبيره.
وتابع: “باعتراف بعض أعضاء البرلمان في المنطقة الشرقية كبدر النحيب قالوا إن البضائع الموجودة في المنطقة الشرقية تأتي من تركيا، وحجم التجارة مع تركيا أثناء الحرب والعدوان أعلى بكثير من حجم التجارة مع مصر البضائع اغلبها تركية والقوة الناعمة التي تحاول اليوم تركيا تحصينها وادخالها والتمكن بها بشكل رسمي هو هذا الهدف، الطرف الآخر يحاول استغلال التقارب من أجل تمرير صفقة سياسية يحاولون بها الدخول من النافذة لما لم يستطيعوا الدخول من الباب عن طريق القوة العسكرية”.
وأكد على أن البلاد تعيش حراكًا سياسيًا أبرز مشهد له محاولة عقيلة وحفتر وباشاآغا عقد صفقات لتشكيل حكومة جديده والاستمرار في المرحلة الانتقالية والسيطرة على البلاد بشكل أو بآخر، وهذا يستدعي دعم الدول من الطرفين، بالتالي استقبال الطرف المؤيد لعقيلة لتركيا اعتقادًا منهم بهذه الطريقة سيتم دعم هذه الصفقة ويتمكن الفريق من الوصول لغايته السياسية.
كما أضاف: “الأتراك بالطبيعي أنهم سيسعون للدخول بقوتهم الناعمة، وكما يدخل الآخرون لمناطق أخرىـ والسياسة لها أدواتها وأسلوبها، والطرف الآخر، بعض المراهقين قصار النظر الذين يحاولون عقد الصفقات مع عقيلة وحفتر، ألا يعتبرون؟ هل سيكون باشاآغا أعز على حفتر وعقيلة من إسماعيل الشتيوي الذي دعمهم بكل ما يستطيع ليتمكن حفتر من الوصول لأحلامه؟ لن يكون، وسيدوسون عليه في أول محطة عندما يحققون لهم أول أهدافهم، بالتالي الشخصيات التي تسيطر على المنطقة الشرقية وأنا أحاول أو أرجو من كل الأطراف في المنطقة الشرقية عدم الاختباء وراء الجهوية، المعركة عمرها ما كانت بين ليبين شرقًا وغربًا وجنوبًا، بل هي استغلال لبعض الحالمين في السيطرة على ليبيا رغم أنف شعبها واستعمال بعض الأطراف واستغلالهم أو إدخال معلومات خاطئة في أدمغتهم وتوجيههم للتضحية بأبنائهم في معارك ليست معركتهم وليس لهم صالح بها”.
وأبدى تمنياته بالوصول لانتخابات تنهي هذه الأجسام والمعرقل الذي عرقل هذا المسار طوال الـ 8 سنوات السابقة والذي يعرفه كل ليبي، معتبرًا أن الاجسام الموجودة اليوم هي المعرقل للانتخابات.
وأردف: “نتمنى أن نتخلص من حكومة الدبيبة لكن بانتخابات، هذه الحكومة جاءت بآلية جنيف التي وافق عليها كل من شارك فيها، وأنا كنت معترضًا على المسارات هذه، أن نكيل كل السباب والاتهامات للدبيبة وأنها أتت بالرشاوى، طالما أنكم تعرفون أنها أتت بالرشوى لماذا عقيلة والأعضاء أعطوه الثقة في سرت؟ هذا يعني أنكم موافقون على الرشاوى أو أخذوا رشوى، هذه تهم لا يمكن القطع بها إلا بعد إثباتها عن طريق حكم محكمة،”.
الشح قال: “اليوم لن يسمح بأي صفقات جديدة مهما حاولتم. حكومة بطريقة الصفقات لن تقبل ولن تتمكن من الحكم إلا إذا أذعن الجميع بإجراء انتخابات برلمانية وإنهاء كافة الأجسام معدومة الشرعية، والبرلمان الجديد ينتج حكومة شرعية من خلال البرلمان الشعبي، أما أن نقول إن الدبيبة لن ينفع، من سيأتي بعد الدبيبة أسوأ منه، والوزراء المسجونون سماهم حفتر وأعضاء برلمان والتاريخ موجود وقبل بهم الدبيبة لأنه جاء بالطريقة التي كانت موجودة في جنيف وهو ملزم أن يرضي الجميع، لكن لو جاء عن طريق الانتخاب لكان من يحاسبه الشعب وليس مجموعة مساومين يسترزقون على معاناة الشعب الليبي”.
واختتم حديثه: “صفقات لسرقة حق الليبين، أن يقوم عقيلة وحفتر وباشاآغا يقولون إن هذه هي الأطراف التي ستحقق المعادلة، لا وليس لديهم قدرة، واحد مهزوم والآخر فاشل والآخر غير قادر على جمع البرلمان وليست لديه شرعية. كل الشخصيات مستهلكة، اليوم الحل الوحيد لإزاحة حكومة الدبيبة أن تسعوا لإجراء الانتخابات وغير ذلك لن يتحقق شيء إلا هدر الأموال والوقت”.