قزيط: القوة التي تملك السلاح والمال والسلطة تخشى من تغير خارطة النفوذ ودخول أطراف جديدة

ليبيا – قال عضو مجلس الدولة الاستشارية بلقاسم قزيط إنه لا يوجد حل سهل لمشاكل ليبيا المعقدة. مشيرًا إلى أن إنجاز الانتخابات هو بالأساس مهمة مناطة بمجلسي النواب والدولة ودور الحكومة مقارنة بالمجلسين هو دور ثانوي.

قزيط لفت خلال مداخلة عبر برنامج “حوارية الليلة” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتمولها قطر أمس الأحد وتابعته صحيفة المرصد إلى أن أفضل حكومة في العالم لن توصل البلاد للانتخابات إذا كان المجلسان غير راغبين في الوصول لها.

وتابع: “للوهلة الأولى الحل المناسب هو التحرك في كل المسارات، لكن أعتقد هناك وضع شبيه عشناه كذا مرة قبل نشكل حكومة للذهاب للانتخابات وتتولد قناعة أن بشكل ما هذه الحكومة لا تعمل على الانتخابات وتقوم الأجسام بتغيرها وهي تقوم بإسقاط عيوبها على الحكومة، ولا أقول إن الحكومة جيدة، ولا حتى التي قبلها ولكن مجلسي النواب والدولة يمارسان الإسقاط بما هي آلية إسقاط العيوب على الخصم وتنزيه النفس، نرفع شعارات ومقولات خاطئة”.

كما أردف: “هناك الآن إحساس أن الحكومة فعليًا لا تعطي الانتخابات أولوية، حتى لو أعطتها أولوية في حال أن المجلسين لم يتوافقا الحكومة لن تستطيع أن تنجز الانتخابات منفردة، والحكومة تستطيع أن تجهز جزءًا من المشهد الذي هو إمكانات لوجستية وأمنية لكن المسار الأهم هو المسار السياسي والقانوني وهذا مناط بالمجلسين وهو العقبة في هذا المسار. إذا شكلنا حكومة بتوافق واسع وأن هناك نصابًا لمجلس النواب ومجلس الدولة يوافق ويقوم بالاستشارة الملزمة وتكون إيجابية والبعثة تؤيد المسار، لا أتصور أن تكون هناك مشكلات، لكن يجب ألا يكون هناك رفع لسقف التوقعات، الانتظار أن حكومة قادمة ستنجز الكثير هذا انتظار غير واقعي”.

واعتبر أن أي تغيير للحكومة لن يكون كبيرًا، لأن ذات المعطيات ما زالت موجودة والقوة السياسية الآن ومسار الانتخابات تعثر؛ حيث كان مفترضًا أن يكون هناك انتخابات وهذه الأجسام التي بالفعل أطالت البقاء وأفسدت الحياة السياسية.

وأكد على أنه كان ينبغي الذهاب لانتخابات برلمانية ويكون هناك برلمان واحد ويتم إزالة الأجسام والحكومة، لكن هذا لم يحصلـ بالتالي الآن الممكن بوجود هذه الأجسام هو تغيير الحكومة، فهي ليست مقدسة لكن هناك إشكالات في مسألة خارطة الطريق والـ 18 شهرًا.

واعتقد أن الذهاب الآن بشكل سريع للحكومة دون مناقشة الرؤيا الاستراتيجية التي تتكلم عن الانتخابات لن تكون هي البداية الحسنة فينبغي الذهاب لمسارات بشكل متوازٍ، لأن الإسراع في الحكومة سيدخل المشهد في دوامة الحكومة والوزراء والثقة والكثير من الوقت وقد يكون الأهم هو المسار الدستوري.

كما رأى أن “التوافق صعب عندما يكون هناك ضغط، يتكلمون عن التوافق وعندما تذهب الكرب يعودون سيرتهم الأولى في الاختلاف على كل شيء، ولهذا لا ننتظر الكثير من التوافقات، اللقاء الذي جمع عقيلة والمشري رأيت الكثير من الكلام عليه، التوافقات في لقاء غير رسمي وغير علني لا قيمة لها، اللقاء جيد وهناك كلام عن زيارة ما بين اللجان في المجلسين وللمرة الأولى مجلس النواب بعد 6 سنوات يعترف أن مجلس الدولة شريك، هذا تطور ولكن أخشى أن ينكس على هذا الكلام مجلس النواب ونعود في حالة الاختلاف!”.

وبيّن أنه إذا تم اختيار رئيس حكومة دون موافقة مجلس الدولة المؤكد أنه ستكون هناك حكومتان لهذا المسار الأسلم لتشكيل الحكومة هو أن يحظى بأغلبية في مجلس الدولة وبدعم أممي من البعثة الدولية، غير ذلك ستكون البلاد في مأزق حقيقي، بحسب قوله.

واستطرد حديثه: “المشكلة في ليبيا كلها سياسية، ولها مظاهر، قانونية وأمنية وبرلمانية حتى البرلمان بالتأكيد يؤدي أداء سيئًا ومجلس الدولة ،لكن قوة الأمر الواقع أقوى وأعمق من مجلس النواب ومن مجلس الدولة، لهذا نقول إن مجلسي النواب والدولة عندما نصمت أو نجبن عن تسمية الأطراف الحقيقية وهكذا درج الإعلام لا أقول أن الدستور في غاية الروعة والجمال، لأنه وفي تقديري ليس نصًا قانونيًا بل توافقيًا وليست قوة حبك أو صياغة قانونية، بل الدستور مكتوب وكان ينبغي الاستفتاء عليه، لكن هناك قوة سياسية مهمة وربما قبلية وجهوية تعارض معارضة كبيرة لهذا العمل، لذلك لم يتم، وأنا شخصيًا أعتبر محاولة تذليل العقبات وتم إنجاز شيء في الغردقة وهذا أمر حسن”.

ورأى أن القوة التي تملك السلاح والمال والسلطة السياسية تخشى من تغير خارطة النفوذ، وأي انتخابات ستدخل أطرافًا جديدة لم تكن موجودة في السابق، بالتالي تقضم من الحصة السياسية للأطراف التي تشغل المشهد السياسي، أي أن هناك نوعًا من التواطؤ بين قوة الأمر الواقع في عدم تغير خارطة القوة وفقًا لقوله، وهذه القوة تملك القوة السياسية والمسلحة لكنها لا تتعرض للنقد.

قزيط قال: “بصراحة وصف ملتقى الحوار بالجسم الأصيل لا هو جسم بديل وجسم صناعي والجسم الأصيل هو مجلس النواب وبالمشاركة مع مجلس الدولة، ما يقوله المجتمع الدولي يتغير لا أدعو للاطمئنان للمواقف الدولية، لأنها سهلة التغير، لكن أطراف الصراع في ليبيا لا تتغير مواقفها بسهولة؛ لأنها مرتبطة بالمصالح والنفوذ السياسي”.

وأعرب عن تفائلة لغاية الآن لأنه على الأقل هناك حالة تبريد للخلافات أو فك الاشتباك في منطقة الشرق الأوسط وجزء من الحرب التي كانت في ليبيا هي حرب الحلفاء بدماء أبناء ليبيا وثروات البلاد، لافتًا إلى أن كل التدخلات الخارجية في ليبيا حتى من الدول الصديقة سلبية بالتأكيد وهناك الكثير من الشرور والعصبيه والفساد المالي وخبايا النفس الدنيئة.

واختتم بالقول: “إن التدخل الخارجي قيمة سلبية مضافة لذلك لا أقول أن المشاكل ستحل بين يوم وليلة، ولكن المشاكل بين الليبين أقل تعقيدًا بين الليبيين وحلفائهم”.

 

Shares