ليبيا – قال مفتي المؤتمر العام المعزول من قبل مجلس النواب الصادق الغرياني قوة “الثورة” تنادت من كل مدن الثورة من طرابلس ومصراته والزاوية والزنتان وكل المدن الليبية في المنطقة الغربية، وهذا في غاية الأهمية؛ لأنه هو صمام الأمان الذي يحفظ البلاد من الانزلاق لهوة الحرب. بحسب قوله.
الغرياني طالب خلال استضافته عبر برنامج “الإسلام والحياة” الذي يذاع على قناة “التناصح” التابعة له أمس الأربعاء وتابعته صحيفة المرصد عامة الناس والمجتمع المدني والكتائب بالنهوض يهمتهم والخروج بقوة، وأن تخرج البيانات وتترجم لعمل، والمطالبة بإجراء الانتخابات في شهر 6.
وأضاف: “المجتمع الدولي متربص، إن لم تخرجوا بقوة فإنه من السهل أن ينحاز لحفتر ويقول هذه حكومة وبرلمان، لا بد أن تضعوا حدًا وأوجه كلامي للحكومة، عليها أن تحافظ على وعودها وتبدأ بالكلام باستمرار، وتتواصل مع مفوضية الانتخابات والسجل المدني والرقم الوطني والتنسيق والكلام عن الإعداد للانتخابات؛ لأن الوقت ليس طويلًا ولا يسعفنا”.
كما رأى أن البرلمان ما زال يومًا بعد يوم يثبت عدم شرعيته واغتصابه للسلطة على خلاف القوانين، بل أصبح يتصرف تصرف فيه إمعان في الاستهزاء والسخرية من الشعب ويستهزئ بالمبادئ والأخلاق والقيم التي تعارف عليها الجميع.
وفيما يلي النص الكامل للحلقة:
أحيي الثوار كتائب بركان الغضب والامنية والعسكرية التي خرجت ليلة البارحة في بيان وضع النقاط على الحروف، وتنادت قوة الثورة من كل مدن الثورة، من طرابلس ومصراته والزاوية والزنتان وكل المدن الليبية في المنطقة الغربية، وهذا في غاية الأهمية؛ لأنه هو صمام الأمان الذي يحفظ البلاد من الانزلاق لهوة الحرب والتي يريد حفتر أن يشعلها في المنطقة الغربية، وهم بارك الله فيهم أدرى الناس بمكر حفتر وألاعيبه لأنهم فقدوا شهداء وإخوان أعزاء لهم ويشعرون بالآلام التي حصلت لهم بسبب الحرب التي شنها عليهم في 2019، ولذلك أشد على أيديهم وأحييهم وأحيي كل الكتائب الأخرى والتجمعات المدنية والبلدية وكل من انضم للوطن في هذا الوقت الحرج، ولكني أطلب منهم أن يترجموا البيان لعمل ولا يكتفوا بمجرد البيانات هم وغيرهم وأريدهم أن يحولوا البيانات لعمل.
بالنسبة للكتائب التي أخرجت البيانات عليها أن تنسق جهودها وتحافظ على مؤسسات الدولة ولا تسمح للانقلابين وجماعات حفتر أن ينقلبوا على المؤسسات واحدة واحدة ويستولوا عليها وذلك خطر عظيم، يجب ألا يسمحوا بذلك مهما كانت الظروف ولا ينخدعوا بالمنصات الاجتماعية التي تشيع الآن بإشراف المخابرات المصرية، والأمر منتهٍ، وهذه الحكومة حكومة حفتر مسيطرة وهذا كذب لا حقيقة له، ما يخطط له هم المخابرات المصرية ويملون عليهم الكلام؛ لأن لها غرض في هذا المشروع لأنه إذا تمكن حفتر وحكم فيها بالاستبداد والقهر كحكم السيسي، هم يجهزون لليبيا 20 مليونًا لاحتلال ليبيا، وسيجهزون أسوأ الناس الموجودين في ذلك البلد لغزو ليبيا، بحجة أن سكانها قليل وخيراتها كثيرة ونحن شعب فقراء ويدفعون بالملايين لينتهكوا حرمة بلدكم.
وحفتر لا يحلم بفترة انتقالية لعام أو خمسة كالسراج بل بحكم ليبيا لعشرات السنين هو وأولاده، والحكومة التي يرشحها هي مجرد أداة فقط، كالتزوير الذي حصل في البرلمان لإعطائها الثقة نفس الأمر يحصل تزوير آخر لنزع الثقة منها، عندما يقضي حفتر حاجته منها، أنصحهم ألا يغتروا به؛ لأن تاريخه معروف بالخداع وسفك الدماء والمكر ولدغوا من طرفه مرارًا، والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، لذلك أطلب أن يستيقظوا وينتبهوا ويلتفتوا لأمتهم ويتركوا الترهات، الآن أقول للناس لا بد أن تقفوا في وجه مشروع حفتر بكل قوة ولا تتساهلوا فيه أبدًا، لأن الكلام ليس بين شخصين ورئيس حكومة الوحدة الوطنية والحكومة التي عينها البرلمان، الخلاف والنزاع والمشكلة القائمة هي بين مشروعين، مشروع وهذا الذي ينبغي على الناس أن يعقلوه ويفهموه ولا يتغاضوا عنه ويغفلوا عنه، إلا أن يجرفهم السيل.
هناك مشروعان الأول الانتخابات يريد أن يخرجكم من هيمنة المجتمع الدولي وتتحصلوا على حريتكم وتملكوا أمركم وتستلموا أمانتكم وتعينون من يحكمكم، هذا المشروع الذي تنادي به حكومة الوحدة الوطنية، هناك مشروع آخر الذي يعده حفتر يقول بعظمة لسانه، بعد التوافق مع مجلس الدولة على القاعدة الدستورية وقد تأخذ 10 سنوات لأنهم يمددون لأنفسهم، يقول بعد التوافق أحتاج 14 شهرًا لإجراء انتخابات! هل هناك عاقل يبقى عنده غبش في عقله لا يعرف أين يتجه؟ الذي يتجه لتمديد الفترة الانتقالية والدخول تحت حكم حفتر وهيمنته وسلطانه هذا أقول له ولهم هم يحفرون قبورهم بأيديهم وسيقفون على ذلك، وأرجوا أن ينتبهوا قبل فوات الآوان، ولذلك على جميع الفعاليات كالكتائب والمجتمع المدني والبلديات وعامة الناس أن ينهضوا همتهم ولا يتواكلوا، وعليهم الخروج للشوارع بالأعداد الكبيرة ليحرجوا المجتمع الدولي الذي عهدناه منذ انقلاب حفتر عام 2014 وهو منحاز له بقوة.
ويغض النظر عن كل ما يفعله من جرائم هذا يعرفه كل أحد والمجتمع الدولي لا يحرجه إلا خروج الناس واجب عليهم في هذا الوقت أن يقطعوا الطريق على حفتر قبل أن يدلس على الناس ويزور عليهم، المزورون من أذنابه وأتباعه بأن الأمر منتهٍ، والحكومة متمكنة، وهذا غير صحيح وكلام خداع، وأقول وأؤكد للناس الذين يقفون موقف المتفرج فضلًا عن المنحازين لحفتر، المنحازين لحفتر يسعون لخراب بيوتهم وأولادهم وأحفادهم وسيعضون أصابع الندم، يوم لا ينفعهم شيء، لكن أوجه كلامي للناس الذين يزعمون أنهم حكماء وأن هذه فتنة وكذا أقول: إن هذا ليس موقف المؤمن الذي له بصيرة الذي يميز الحق من الباطل والغث من السمين، والمؤمن لا يمكن أن يكون مذبذبًا لا لهؤلاء ولا هؤلاء. من يقف متفرجًا هو منافق وفي قلبه دخل وفساد، هو إذا زعم أنه عندما يقف على الحياد يمكن أن يحل مشاكل الناس، فيما بعد أقول انك بوقوفك على الحياد تمكن للظالم وينبغي أن تحول بين الظالم وبين أن يتمكن، هذا ما يجب عليك، لا تنتظر حتى الظالم يشعل المعارك وبعدها تقول سيكون لي دور، هذا ليس كلام المؤمنين.
على الناس أن تكون لديهم الشجاعة؛ لأن حفتر لما جاء في 2019 لم يأتِ بنفسه، عندك نور الله أعطاك إياه وتستطيع أن تعرف وتميز فيه، في 2019 عملاء حفتر من المنطقة الغربية هم الذين كانوا يقاتلونكم، لا يختلف، من كان يقاتلكم اشتراه حفتر من المدينه الفلانية، يجب أن تكونوا كلكم كلمة سواء، كما صدر في البيان ليلة البارحة من الكتائب الأمنية والعسكرية لتمنع وقوع المواجهات والحرب.
هذا رجل جربتموه وليس هناك ليس في هذه المسألة، جربتموه ولا عذر لأحد أن يقول أن أتحلى بالحكمة وأن هذه فتنة! هذه ليست فتنة ومن يقول هذا فقد سقط فيها، وقع فيها وعليه أن يحمي نفسه منه؛ لأن عاقبته ستكون وخيمة، وأطالب عامة الناس والمجتمع المدني والكتائب أن ينهضوا همتهم ويخرجوا بقوة وتخرج البيانات وتترجم لعمل، وأطلب الناس أن يخرجوا ولا يبقوا في بيوتهم وينصروا الحق ويطالبوا بالانتخابات في شهر 6؛ ولأن المجتمع الدولي متربص، إن لم تخرجوا بقوة فإنه من السهل أن ينحاز لحفتر ويقول هذه حكومة وبرلمان، لا بد أن تضعوا حدًا وأوجه كلامي للحكومة عليها أن تحافظ على وعودها وتبدأ بالكلام باستمرار، تواصل مع مفوضية الانتخابات والسجل المدني والرقم الوطني والتنسيق والكلام عن الاعداد للانتخابات لأن الوقت ليس طويلًا ولا يسعفنا.
والناس حتى لا تفقد الثقة بكلام الحكومة يجب أن تخرج وتتكلم عن الانتخابات وتعمل على إنجازها في موعدها، وأدعوها إلى أن تنفتح على النخب السياسية التي تخرج على القنوات والنخب المخلصة لوطنها وتتواصل معهم؛ لأن التواصل يبين لها الطريق، وألا تبقى منغلقة بحيث يلتبس عليها الأمر كما حصل في 2011. أحمد الله أن كتائب بركان الغضب اجتمعت وألف الله بين قلوبهم وأخرجوا هذا البيان القوي الذي ينصر الحق وينحاز له.
البرلمان هذا في طبرق ما زال يومًا بعد يوم لا يثبت عدم شرعيته واغتصابه للسلطة على خلاف القانون، بل صار يتصرف تصرفًا فيه إمعان في الاستهزاء والسخرية من الشعب والناس الذين انتخبوه، وهو أصبح يستهزئ بالمبادئ والأخلاق والقيم التي تعارف عليها الناس.
هناك تسجيل صوتي من بعض أعضائه قبل الجلسة بيومين، يقول أحدهم إننا اجتمعنا أعضاء البرلمان عند عقيلة في مربوعته وتقاسمنا المناصب! كل واحد أخذ حصته لذلك الموضوع محسوم ونحن راضون، عندما يقول الإنسان أريد أن أعطي صوتي للحكومة مقابل أن أكون وزير أو نائب رئيس أو أخي وزيرًا، مقابل ماذا؟ مقابل ذمته وضميره وشهادته! من يقول هذا هؤلاء أقسموا عندما تولوا العضوية ورشحهم الناس وخانوا اماناتهم، واقسموا أن يؤدوا الأمر ويحافظوا على القانون والدستور والوطن ولا يخذلوا الناس، هذا قالوه وهم الآن تركوه كله وصاروا يبيعون ويشترون في البلاد.
المصيبة الأخرى عندما أجروا الاقتراع أجروه بطريقة لا يمكن أن تخطر على بال إنسان، مقرر المجلس عنده قائمة يقرأ منها وهو الذي يقول موافق أم غير موافق وليس الأعضاء، الأعضاء كأنهم لا يسمعون ولا يبصرون من يصوت عنهم المقرر، فضحهم الله وخرج أحد الأعضاء ليقول أنا في طرابلس هم ذكروني أني موجود في الجلسة وأعطيت الثقة، هذا يضرب مصداقية الجلسة لأن هذا الشخص شجاع وخرج وتكلم لكن غيره قد يكون كثيرًا وهم يخافون على أنفسهم ولم يتكلموا، هل في بداية الجلسة تم عد الأعضاء الموجودين حتى نعلم أنهم استوفوا النصاب أم لا؟ لم يحصل هذا.
الوزراء لما خرجت التشكيلة عدد منهم إما أخوه نائب أو ابن عمه في الوزارات المهمة، وكذلك بعض أعضاء البرلمان أنفسهم طمعوا فيها واعطوهم وزارات ونائب رئيس وكلها رشاوى صاحبها ملعون، أقول للناس إذا سكتوا عن هذه الترهات والفساد والسخرية والضحك على الناس فأنهم يستحقون ما يجري لهم، والواجب أن يخرجوا بأعداد كبيرة ليحرجوا المجتمع الدولي، الخطورة الآن من المجتمع الدولي.
أدعو من خرج للوقفات الاحتجاجية اليوم إلى أن يطالبوا بفتح العدالة، أشد على أيديهم وأقول لهم يجب أن تستمروا في هذا الضغط المدني والسلمي بالوقوف أمام المحكمة العليا كل يوم حتى يغيروا الحال الرديء المؤسف الذي لا يرضى به أحد، ما الذي يخيفهم من فتح الدائرة الدستورية؟