الدبيبة: رئاسة البرلمان أطلقت رصاصة الرحمة على نفسها.. وحكومة باشاغا لن تعمل ولن يكون لها مكان

ليبيا- تحدث رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة عما جرى في جلسة مجلس النواب الثلاثاء من منح الثقة لرئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاآغا.

الدبيبة وصف في كلمة له تابعتها صحيفة المرصد ما حدث في هذه الجلسة بإزاحة آخر وأصعب عقبة في طريق الوصول إلى الانتخابات التشريعية التي ستكون في يونيو المقبل على حد وصفه، محييًا في ذات الوقت ما وصفها بـ”الأغلبية” من أعضاء مجلس النواب ممن رفضوا المشاركة في الجلسة الأخيرة على حد قوله.

وأضاف الدبيبة: إن هؤلاء الأعضاء انحازوا لأهلهم ومناطقهم الذين قالوا لا للتمديد ونعم للانتخابات، ما جعل رئاسة مجلس النواب مضطرة لانتهاج طرقها المعهودة المتمثلة بـ”التزوير” و”التدليس” بسبب عدم توفر العدد اللازم لتمرير مشروع التمديد والانقلاب على حق الناس في قول صوتها وتقرير مصيرها من خلال الانتخابات.

وتابع الدبيبة بالقول: إن هذا النهج لرئاسة مجلس النواب ليس أمرًا جديدًا، فهو قد نبه إليه وتوقعه قبل حدوثه في جلسة الثلاثاء؛ لأن ما يحدث منذ سنوات في ليبيا من فوضى في برلمان الشعب ممنهج من خلال إقفال الدائرة الدستورية التي يقع على عاتقها إيقاف المخالفات والتزوير.

وبشر الدبيبة الشعب الليبي بالقول: إن البلاد أصبحت الأقرب إلى الانتخابات من أي وقت سبق بعد أن أطلقت رئاسة مجلس النواب الثلاثاء رصاصة الرحمة على نفسها ما يعني أنها أعلنت بوضوح أنها خارج التاريخ والمشهد، ولن تستطيع عرقلة الانتخابات مرة أخرى وهو ما تفعله دائمًا.

وقال الدبيبة: إن مؤامرة الثلاثاء كانت الأخيرة لإفشال الانتخابات من خلال محاولة إيجاد العدد اللازم من أعضاء مجلس النواب لمنح الثقة شكليًا لحكومة موازية بهدف شرعنة التمديد، رغم مخالفة كل المسار الدستوري والتوافق والقوانين والاختصاص إلا أن من قام بهذا فشل ولم يتحصل على العدد الذي كان يطمح إليه.

وتابع الدبيبة: إن هذا الفشل اضطر القائمين عليه للتزوير والتدليس الفاضح على الشاشات وعلى مرأى ومسمع الجميع بضمنهم المتابعين دوليًا، لا سيما البعثة الأممية التي ينتظرها الليبيون لتحمل مسؤولياتها في إيصال الصورة الحقيقية إلى المجتمع الدولي.

وأبدى الدبيبة استغرابه وشفقته في ذات الوقت على من قام بذلك؛ إذ كيف يرضى لنفسه في هذا العمر أن يكون مزورًا أو مشاركًا في تزوير على الهواء مباشرة وأمام كل الناس من دون أن يخجل من أهله أو أبنائه أو جيرانه، وكل ذلك أمام ربه، ما مثل مشهدًا من الكوميديا السوداء المنقولة بشكل مباشر.

وأوضح الدبيبة أن هذا ظهر من خلال وجود صوت من الخلف لا يظهر صاحبه يكرر القول نعم ثقة تم تنسيبه لنائب معين، وهو للأسف موجود في العاصمة طرابلس، فيما يصيح نائب آخر بالنيابة عن زميل له في القاعة بتكرار ذات القول والمعني موجودة في بلدته في مدينة غريان.

وأضاف الدبيبة: إن هذا تلاه القيام بالعد والقفز بالأرقام والأسماء لتلفيق الفرق في الأعداد عبر رسائل صوتية لشخصيات مجهولة تدعي عضوية مجلس النواب مع تبني الكذب المفضوح أمام جميع الناس من دون أي خجل أو الخشية من محاسبة القانون، مع الاعتقاد أن هذه الأرض من دون شعب.

وتابع الدبيبة: إن هذا الشعب تعرض للظلم من القائمين على ما حصل وتم استباحة رزقه والعبث بمستقبله مع التزوير باسمه والتمديد لأنفسهم على حسابه وتشكيل حكومة لتوزيعها على شخوصهم أو أخوتهم أو أبناء عمومتهم من دون أن يفكروا بما سيفعله الشعب الذي لن يسكت عليهم وسيثور لملاحقة حقوقه وانتزاعها منهم.

وخاطب الدبيبة هؤلاء بالقول: إن إقدامهم على خطوة الإعلان عما أسموه بحكومة لم يجعلهم يفكرون بأنها لن تعمل يومًا في الواقع ولن يكون لها مكان، بالرغم من سيطرة قادة الحرب على العاصمة طرابلس في العام 2019 وأهم المسميات فيها مسلمين مفاصل الدولة في يد طرف تورط في الدماء والقتل.

وأضاف الدبيبة بالقول: إن من نشأ في الخرب لا يمكن أن يعيش إلا فيها ولا يعرف إلا لغة البارود والنار، وللأسف لن توقفه إلا الهزيمة العسكرية التي يسعى المهزوم فيها للعودة بطرق ملتوية نهايتها الفشل والهزيمة، بعد أن قالها الليبيون في كل مكان نعم للانتخابات ولا للتمديد مع التعبير عن ذلك في كافة ربوع ليبيا.

وتابع الدبيبة: إن الليبيين من أقصى الشرق والجنوب والغرب عبروا عن إرادتهم فالكل سيكونون خارج المشهد وأولهم حكومة تصريف الأعمال التي ستواصل عملها حتى تنفيذ الانتخابات التشريعية في يونيو القادم والتسليم لسلطة منتخبة. متوجهًا في ذات الوقت بالكلام إلى أهل برقة ممن تواصلوا معه سرًا وعلانية.

وبين الدبيبة أن هؤلاء عبروا عن دعمهم للانتخابات وبادروا بحراك سلمي سيزداد ويأخذ صداه بما يليق بالمنطقة وأبنائها، مخاطبًا إياهم بالقول: إن الموعد يا أهل برقة فيها قريب بحول الله مع تبشيره بالانتخابات وإن صوتكم الآن مسموع، وإن آخر عقبة في طريق الانتخابات قد رحلت من دون رجعة.

Shares