مادلين أولبرايت والدبابيس… القصّة بدأت مع صدّام حسين!

الولايات المتحدة – بعد صراع مع مرض السرطان، توفيت الممثل الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مادلين أولبرايت، الدبلوماسيّة التي شغلت حكّام العالم بدبابيس الزينة التي كانت ترتديها.
فكرة استخدام الدبابيس كأداة دبلوماسية غير موجودة في أي دليل لوزارة الخارجية أو في أي نص يؤرخ السياسة الخارجية الأميركية.
لكنّ اختيار ألبرايت المتأني لشكل هذه الدبابيس لم يكن اختيارًا عبثيًّا أو جماليًّا.
فاختياراتها حولت رمز الزينة والأناقة  إلى أدوات لطيفة في فن الحكم، وأدوات تعليمية، وشكل مختلف من أشكال الاتصال، في معظم الأوقات وأدوات تفاوضيّة فعّالة.
لكنّ ما يجهله البعض هو أن من دفع أولبرايت إلى  اللجوء إلى هذا السلاح التفاوضي هو صدّام حسين.
فمع نهاية حرب الخليج، عام 1993، كانت  التعليمات التي تلقتها أولبريت سفيرة بلادها في الأمم المتحدة تقضي بإبقاء العقوبات على العراق.وهو الأمر الذي استدعى أن تصف حسين بسمات “مريعة” على حدّ تعبيرها.
وأثار تعليقها على وفاة أكثر من نصف مليون طفل من جراء الحصار الاقتصادي على العراق بأنه ” ثمن مناسب للحصار” جدلًا كبيرًا ، الأمر الذي استدعى اعتذارًا منها.
أمّا الرد على هذه التصاريح، فكان من خلال نعتها بـ”الأفعى التي لا مثيل لها” من قبل صدام حسين والصحف البغدادية.
عندها اشترت أولبرايت دبّوسًا على شكل أفعى وبدأت ترتديه في كلّ مناسبة تتحدّث فيها عن العراق.
وجدت الأمر ممتعًا ومنذ ذلك الحين، تبنّت ارتداء الدبابيس لتوجيه رسائل دبلوماسيّة معيّنة وللكشف عن مسار المفاوضات التي تجريها.
فعندما يكون مزاجها جيّدًا، كانت ترتدي دبابيس الورود، الفراشات والبالونات أمّا في الأيام صعبة فكانت تلجأ إلى دبابيس على شكل حيوانات مفترسة أو حشرات.

وأشهرها دبوس النحلة الذي ارتدته خلال لقائها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات عام 1999. “النحلة تلسع” على حدّ تعبيرها وهي كانت تودّ توجيه رسالة حادّة إلى الشخص الذي تقابله.
خيارات ألبرايت كانت محطّ أنظار أهمّ حكام ورؤساء العالم لا سيّما الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين الذي اعترف للرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون بأنه كان يتفقد بشكل روتيني ما هو البروش الذي كانت ترتديه محاولًا فهم معناها.
وأثار ارتداؤها دبوس القردة الثلاثة في إشارة لعبارات “لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم” غضب بوتين  خلالها لقائهما. واختارته خصيصًا لانتقاد سياسته في الشيشان.

وجمعت أولبرايت أكثر من 200 دبوس، عرضت في 22 متحفًا ومكتبة رئاسية، حتى أصبحت الآن جزءًا من معرض المتحف الوطني للدبلوماسية الأميريكية.

يذكر أن عام 1997 عيّن الرئيس بيل كلينتون أولبرايت وزيرةً للخارجية جاعلًا منها أوّل امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة. وكنت قبل ذلك تشغل منصب الممثلة الدائمة لبلادها لدى الأمم المتحدة.

وكالات
Shares