ليبيا – اعتبر المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، أنه بات على فتحي باشاغا العمل سريعاً لتوسيع تحالفاته مع القوى الفاعلة محلياً ودولياً بما يضمن تمكنه من فرض حكومته بالعاصمة في أقرب وقت، فضلاً عن تنشيط ماكينته الإعلامية بما يتلاءم مع ما يبذل من جهود.
المهدوي وفي تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية اليوم الإثنين، أوضح أن الدبيبة يحظى حتى الآن بدعم نسبي واضح من بعض الدول للبقاء في منصبه، مضيفًا: “توجد دول كبرى تراهن على باشاآغا، بما يمتلكه من خبرة سياسية وأمنية وترى أن مصالحها في ليبيا قد تتزايد عبر توافر الأمن والاستقرار الذي ستحققه حكومته، وإن كان ليس من مصلحتها الإعلان مبكرًا عن الطرف الذي اختارت الانحياز إليه”.
واعتبر أن حوار المسؤولين الأميركيين مؤخرًا مع وزيرة الخارجية بحكومة تصريف الأعمال المنتهية ولايتها نجلاء المنقوش جاء معبرًا عن البراغماتية الأميركية في التعامل مع من يتواجد في السلطة والعاصمة باللحظة الآنية، متابعًا: “هذا لا يعكس حكمًا قطعيًا من قبل الإدارة الأميركية باستحالة تغيير موازين القوة بالعاصمة”.
وقال المهدوي: إن أكبر التحديات التي تواجه عمل حكومة الاستقرار يتمركز في إرضاء حلفائها المحليين بالمنطقتين الشرقية والغربية.
ونوه إلى أن أول تصريح لـ احميد رحمة وزير الدفاع بتلك الحكومة حول قضية دمج الثوار ضمن برامج إعادة تنظيم وتوحيد الجيش، لم تمض ساعات إلا وسارعت القيادة العامة للجيش بالتأكيد على أن الثوار الوارد ذكرهم بهذا البيان يُقصد بهم الميليشيات غير المؤدلجة، ممن لا يعتنقون فكرًا متطرفًا، أو صدرت بحقهم أحكام قضائية، وأن الدمج بالجيش سيتم بشكل فردي ووفقًا للشروط العسكرية.
ولفت المهدوي إلى أن المعيار الحقيقي للفصل في شعبية كل من الدبيبة وباشاآغا لن يعتمد على مقدار تفاعلهما مع الأوضاع المعيشية والأحداث والفعاليات كتقديم التهنئة لفريق رياضي أو تأييد موقف البعثة الأممية أو القيام بموقف إنساني، وإنما بالقدرة على الإصلاح الاقتصادي، وإصدار القرارات التي تلبي بشكل كبير احتياجات الشارع الذي يكتوي بنيران ارتفاع الأسعار.