ليبيا – تطرق تقرير نشرته “وكالة التعاون الفني والتنمية” الفرنسية لمواجهة الآثار السلبية العميقة على نظام تعليم ليبيا ورفاهية الأطفال العقلية والنفسية والاجتماعية.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد أن مدينة درنة الأكثر تضررًا بأزمة طال أمدها بمعنويات المعلمين ودوافعهم، مما منعهم من ضمان جودة التعليم في بيئة آمنة ومحمية، رغم اعتراف الأطفال بالمدارس على أنها أماكن آمنة بعد إبلاغ الطلاب أحيان كثيرة عن بعض حالات سوء معاملة من قبل المعلمين.
وأضاف التقرير: إن الوكالة أطلقت برنامجا تدريبيا لـ60 معلما في 4 مدارس في مدينة درنة والمناطق المحيطة بها لتعزيز معرفة المعلمين حول حماية الطفل والدعم النفسي والاجتماعي ولتعزيز قدرتهم على إدارة الإجهاد في الفصول الدراسية، خاصة خلال أوقات القلق تفشي وياء كورونا.
ونقل التقرير عن أمينة غفير المعلمة في مدرسة إبراهيم بكار قولها: “يعتقد معظم المعلمين أن العقوبة هي الطريقة الصحيحة لتأديب الأطفال وكان رأيي أيضًا قبل أن أشارك في التدريب وفي المجموع شارك 15 معلمًا في التدريب من المدرسة”، فيما قالت فريحة وهي طالبة في مدرسة دار السلام.
وقالت فريحة: “أدت الصراعات المتكررة إلى صدمات نفسية بين الأطفال فالتنمر منتشر وخاصة في المدارس وفي درنة الأطفال لديهم فرص ترفيهية محدودة وغالبا ما يفتقرون إلى الرعاية العاطفية والدعم في المدرسة والمنزل”، فيما تحدث التقرير عن معاناة فتيان وفتيات المدينة.
وتابع التقرير: إن هذه الشريحة تعاني من صعوبات نفسية واجتماعية مرتبطة بتجربة الصراع الحاد بين العامين 2016 و2019 مثل البكاء غير المعتاد والصراخ والسلوك المعادي للمجتمع وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة فيما يعبر الأولاد أيضًا عن السلوك العدواني والعزلة.
وبحسب التقرير شهدت الأشهر الماضية مشاركة المعلمين ما تعلموه مع زملائهم الآخرين، ما أدى إلى تحسن ملحوظ في بيئة الحماية العامة في المدارس مع اتخاذهم ومديري المدارس قرارات جديدة وتبادل المعلومات حول الطرق الجيدة للتعامل مع الأطفال.
وبالعودة إلى غفير فقد قالت: “خلال التدريب تعلمت عن الرفاه النفسي والاجتماعي للأطفال وكيفية معالجة التنمر والعنف بين الطلاب والآن أشعر بثقة أكبر في طريقة التدريس والتعامل مع الأطفال”، فيما قال مؤيد طرفاية من مدرسة مفتاح الماجري أنه شارك النتيجة الإيجابية لهذا النهج.
وأضاف طرفاية بالقول: “أنشأنا فرصًا تعليمية جديدة مثل افتتاح مختبرات الجغرافية والكيمياء في المدرسة، ما زاد من تركيز الطلاب وكان هناك أيضا تغيير إيجابي في سلوكهم فبعضهم كان منعزلًا، وأصبح الأطفال أكثر تنشئة اجتماعية ونشاطًا”، فيما اختتم التقرير بالإشارة للهدف العام للبرنامج.
وبين التقرير أن المشروع يهدف إلى الإصرار على علم أصول التعليم المتمحور حول المتعلمين، وهو ما يسلط الضوء على أهمية إنشاء مساحات يشارك فيها الطلاب بنشاط في عملية التعلم، فضلًا عن تمكينهم من الشعور بالأمان الجسدي والعاطفي.
ترجمة المرصد – خاض

