ليبيا – قال المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو إن تركيا تنظر لليبيا على أنها دولة شقيقة، والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة هي أساس العلاقة بين دولتين لهما تاريخ طويل، مؤكدًا على أن الوضع في ليبيا تم تدويله وهناك من يريد أن يعبث بالقرار السياسي ويحاول إعادة الوضع للخلف.
أوغلو المقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا اعتبر خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “التناصح” التابعة للمفتي المعزول الغرياني الثلاثاء وتابعته صحيفة المرصد أن البعض يريد أن يكون هناك نزاع داخلي أو اقتتال وتقسيم سياسي داخلي، والمناكفات السياسية طرف محق ويجب أن تكون هناك قوة تحمي هذا الحق وتحافظ عليه.
وأشار إلى أن تركيا حاولت وما زالت تحاول أن يكون هناك رأب للصدع بين الفرقاء الليبيين، والمضي بشكل سريع في تعجيل الانتخابات، استنادًا على الشرعية التي كانت مع الحكومة الوطنية وقبلها حكومة فائز السراج، والاتفاقات الأمنية التي وقعت بين تركيا والحكومة، لكن ومع ذلك هناك من يعيق الانتخابات من خلال الإصرار على مواقف معينة، وهناك من يريد إعادة إنتاج خليفة حفتر وما ينسب له، والبرلمان الناقص الشرعية والتأييد المختزل في البرلمان الشرقي الذي للآن لم يحظَ بالقبول العام. بحسب زعمه.
وأكد على أن هناك من يضع العصا في الدواليب في قضية الانتخابات التي يجب أن تقام بأسرع وقت ممكن، فتركيا لن تعود للوراء وتترك استغلال هذه الحالة غير المستقرة في ذاتها.
كما تابع قائلًا: “الاتفاق الذي عقد بين تركيا وليبيا تبقى مستمرة حتى يتم عكس ذلك، ولا تلغى الاتفاقات مع تغير الأوضاع السياسية الداخلية، تركيا ماضية إلى أن يستمر جميع انواع الدعم بناء على الاتفاقية الأمنية. وتركيا لا تريد استمرار المناكفات والصراعات واستغلال الدول لما يحدث في المنطقة”.
وفيما يتعلق بأداء البعثة الاممية في ليبيا نوّه إلى أن السياسة والديبلوماسية تقول إنها عبارة عن غطاء دولي أساسي لأي عملية سياسية داخل ليبيا، لكن لولا التدخل الأممي لما طالت المدة، مستغربًا من الدعم الخفي الذي كان من ستيفاني ويليامز لما سمي حكومة فتحي باشاآغا، واصفًا أنه كان بذور للتقسيم واستمرار النزاع وهو ما يتعمق الآن أكثر وأكثر.
وبيّن أنه حاليًا هناك ازدواجية في المعايير، حيث يتم الحديث عن الوحدة الوطنية ووحدة التراب الليبي والحل السياسي الليبي الليبي، لكن يتم تعليق كل الأمور التي تبقى بأيدي الآخرين وليس الليبيين.
أوغلو أوضح أن التدخل الأمريكي أو البريطاني لضرب الفاغنر لن يكون ألا بالتنسيق مع الحكومة الشرعية في ليبيا، والتدخل إن كان ولا بد كان المفروض عندما بدؤوا الدخول لليبيا وليس الآن، مشيرًا إلى أنه هناك تفاهمات روسية ليبية بشأن الملف الليبي وخليفة حفتر ما زال “ابن أمريكا المدلل” بغض النظر عما يجري. وفقًا لوصفه.
وشدد على أنه لا يمكن تهميش دور تركيا، وما يزعج الغرب حاليًا هو وجود تركيا في ليبيا، وربما إذا أرادت أمريكا ضرب الفاغنر فإن التنسيق مع ليبيا سيكون أسهل، مضيفًا: “الفاغنر تعلم وروسيا التي تخلت عن اعترافها الرسمي بما تقوم به الفاغنر ولكن هي الأداة الخفية لروسيا في ليبيا”.
وأفاد أن تركيا ما زالت مصرة على فتح قنوات الحوار وهو الذي سيعطي النتائج الإيجابية بغض النظر عن ماهيتها، مبينًا أن تركيا تثق بنضج الشعب الليبي، لكن وجب الحذر أن يكون هناك تدخلات لدول ما محسوبة على منافع اقليمية ودولية وليس من مصلحة الشعب الليبي، الاجتماعات التي تمت قبل ذلك والتي تتم في القاهرة حبلى بالمفاجآت.
وفي الختام أكد على ضرورة عدم إعطاء التنازلات من أجل الوصول لحل، فربما طال الأمر وبسبب الإطالة يتم الرضوخ لبعض الحلول المرقعة أو أنصاف الحلول، بحجة أنه يجب أن يكون هناك حل أفضل من اللاحل وهذا حديث خطير جدًا.