سوريا – أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الوجود التركي في شمال سوريا وما تقوم به أنقرة هناك،”عدوان واحتلال، وسعي تركي لإنشاء بؤر متوترة في المنطقة.
وفي عرض قدمه أمام مجلس الشعب، قال المقداد إن السياسة الخارجية لبلاده “ستبقى قائمة على أولويات السيادة الوطنية والاستقلال ووحدة الأراضي وسلامتها وتحرير كل شبر محتل والقضاء التام على المجموعات الإرهابية ورفض مشاريع التقسيم”.
وأضاف أن وزارة الخارجية السورية “مستمرة بإثارة موضوع الاحتلال والعدوان التركي في مختلف المحافل الدبلوماسية والدولية”.
وأوضح أن “العدوان والاحتلال هما التوصيفان القانونيان والواقعيان الوحيدان اللذان ينطبقان على الوجود التركي غير الشرعي على الأراضي السورية”.
وأضاف أن “الأفعال المدمرة التي يمارسها النظام التركي فوق الأراضي السورية ما هي إلا عمل من أعمال العدوان وسعي لإنشاء بؤر متفجرة دائمة داخل سوريا لضمان الاستمرار في سياسة رعاية وتسليح وتشغيل تنظيمات إرهابية بما يخدم السياسات المراوغة والانتهازية التي يتبناها نظام أردوغان والتي باتت تشكل خطرا مستفحلاً على السلم والأمن الإقليميين والدوليين”.
وقال المقداد إن صوت سوريا “وصل إلى كل أرجاء العالم حيث أكدت أن أي إجراءات أو أنشطة مارسها أو يمارسها النظام التركي على الأراضي السورية هي أفعال غير شرعية ولاغية ولا ترتب أي أثر قانوني أو واقعي بل وترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف أن تلك الأفعال تقوم “على العدوان والاحتلال وعلى ممارسات التطهير العرقي والاجتماعي وعلى نقل السكان وتهجيرهم من بيوتهم ومناطقهم الأصلية وعلى الاستيلاء على ممتلكاتهم وبيوتهم وأراضيهم وعلى تهديد حياتهم ومستقبلهم”.
وجدد التحذير من “العواقب القانونية الناجمة عن الانخراط في تمويل المشاريع والبرامج التي ينفذها الاحتلال التركي على الأراضي السورية المحتلة بذريعة معالجة الوضع الإنساني للاجئين السوريين وتأمين العودة لهم إلى أماكن تم تهجير وتشريد سكانها الأصليين والاستيلاء على ممتلكاتهم”.
وأعاد التذكير بما قاله الرئيس بشار الأسد “من أن كل أرض سورية محتلة هي خاضعة للخطط العسكرية والسياسية السورية من أجل التحرير وأن هذا الموضوع محسوم وأي أرض تحتلها تركيا أو الولايات المتحدة أو إسرائيل أو التنظيمات الإرهابية سيتم تحريرها”.
وربط المقداد بين ما تقوم به تركيا في الشمال، و”الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية” قائلا إن تلك الاعتداءات “عمل إرهابي وسعي مستميت لرفع معنويات الإرهابيين وإعادة تحريكهم وهي سلوك عدواني مرتبط بشكل عضوي بما تمارسه قوات الاحتلال التركي في شمال سوريا من أعمال احتلال وعدوان وتخريب وتهجير ومحاولات استيطان ودعم للإرهاب”.
وحسب المقداد فإن كل ذلك يأتي “في إطار السعي المحموم للإسرائيليين والأمريكيين والغربيين والنظام التركي إلى استدامة الفوضى والإرهاب في المنطقة وقطع الطريق أمام آفاق الحل السياسي الذي يختاره السوريون وحدهم في منأى عن مثل هذه التدخلات السافرة”.
ووصف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية بأنها “لا تعدو كونها حسابات خاطئة وحمقاء وتعكس نهجا تصعيديا ونمطيا خطيرا يزيد من مستوى التهديدات والتحديات التي تواجه السلم والأمن الإقليميين والدوليين ويفتح الباب على مصراعيه أمام احتمالات التوتر والتصعيد والفوضى في المنطقة”.
المصدر: “سانا”