ليبيا – قال المحلل السياسي عادل خطاب إن المجتمع الدولي يتعامل مع الأزمة الليبية بازدوجية معايير مفرطة، وأن كل ما يهمه هو النفط الليبي فقط، بينما الشعب في آخر اهتمامته.
خطاب وخلال مداخلة هاتفية عبر قناة “الغد” أمس الأربعاء، أوضح أنه في ظل ما تعيشه ليبيا من أحداث وتطورات متسارعة، تتواصل المظاهرات في عدد من المدن والمناطق الليبية، والتي بدأت ليلة الجمعة الماضية، احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية، ورفضًا لاستمرار أطراف الأزمة الليبية في المشهد السياسي، مشيرًا إلى تدهور الحالة المعيشية للمواطن الليبي بشكل كبير بعد إسقاط نظام القذافي في عام 2011، إثر قصف حلف الناتو للبلاد وإشاعة الفوضى الخلاقة فيها. فقد انخفض سعر الدينار الليبي، وضعف الاقتصاد ونُهبت ثروات ليبيا.
وبين أن ما يزيد على 40% من المواطنين غير قادرين على تلبية احتياجاتهم اليومية وارتفعت معدلات الفقر، وتفشت ظواهر الفساد والنهب، واستنزاف وتهريب المال العام، في ظل فساد وتنازع سياسي مستمر بين الأطراف السياسية.
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يتربصون بخيرات ليبيا ومواردها، عبر وضع دمى تابعة لهم في السلطةتنفذ أجندتها فقط، مشيرًا إلى أنه لا يخفى على أحد، أن حكومة عبد الحميد الدبيبة التي وعدت الليبيين بالكثير، جاءت عن طريق ملتقى الحوار الوطني في جنيف، والذي أدارته الأمريكية ستيفاني ويليامز كمبعوثة للأمم المتحدة، وفرضت فيه الأجندة الأمريكية ومارست ضغوطًا وتهديدات على المشاركين لتحقيقها.
وأشار إلى أن واشنطن هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن الفقر والفوضى السياسية في ليبيا، كونها تتبع نهجًا معاديًا، وتفرض شخصيات وأفكار وخطط على الليبيين، لتحقيق مصالحها في المقام الأول.
وأردف: ” طالما صرح السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند، عن النفط الليبي وعن ليبيا، إلا أنه لم يذكر أبدًا بأن الواقع الخدمي والمعيشي السيئ الذي تعاني منه البلاد، ينبع بشكل كبير من سياسات الحكومة، التي اتضح بأن معظمها كان مجرد هراء علني غير مصحوب بأفعال على الأرض، وأن الصفقات التي أبرمتها حكومته ليست سوى صفقات فساد وهمية تنعكس آثارها على المواطن الآن”.
وألمح خطاب إلى أن المشكلة الإقتصادية التي تعاني منها ليبيا اليوم ليست في الانتخابات، أو توقف الحقول والموانئ النفطية وإعلان حالة القوة القاهرة، بل تكمن في هذه النخب السياسية ومن يمتص من خلفها ثروات الليبيين على مدار الساعة.
خطاب أشار إلى أنه في المقابل، هناك أطراف سياسية شريفة في البلاد والتي لطالما رفضت الانصياع للرغبات الأمريكية وبقيت ذممها شريفة يضرب بها المثل، من بينها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وغيره من القوى الوطنية الفاعلة. فصالح مثلًا ورغم منصبه القوي، إلا أنه يعيش حياة بسيطة، كسائر الليبيين ويمتلك منزلًا متواضعًا، ليس كالقصور التي يتباهى بها الدبيبة وغيره من مسؤولي طرابلس.