ليبيا – علق عضو مجلس النواب جبريل اوحيدة على الحالة التي تشهدها طرابلس، مشيرًا إلى أن التحشيد الآن متوقع أن تشتعل بينهم شرارة الارتباك في أي لحظة.
اوحيدة قال خلال مداخلة عبر برنامج “ليبيا الحدث” الذي يذاع على قناة “الحدث” أمس الثلاثاء وتابعته صحيفة المرصد: “الخلاف من ناحية هم قلقون على مصيرهم وفي دمائهم المال الفاسد والدفع مستمر، والكل يريد أن يجني أكثر من هذا المال، أتوجه برسائل لأهلنا في الغرب الليبي أقول لهم خذوا عبرة مما جرى في الشرق الليبي، لو سكت أهل الشرق كما تسكتون الآن ما الذي كان سيحدث؟ درنة إمارة لداعش وبنغازي محتلة من الدروع والمجموعات المسلحة ومستمر قطع الرؤوس للآن، وقد وصل إليكم الآن لو لم ينتهِ في الشرق الليبي، وستكون إجدابيا مختطفة ولولا أن انتفض أهل بنغازي وحرروا مدنهم بالالتحام مع الجيش لكان مصيرنا ربما أسوأ”.
ووجه رسالة إلى قادة هؤلاء المليشيات قائلًا: “لمن له عقل يقدر العواقب أقول له إلى متى تستمرون في هذا الغي؟ هل تعتقدون أن الليبيين سيقبلون بالواقع لتكون ليبيا كلبنان؟ من عشر سنين وهي مأهولة بالليبيين وهذا لم يرضَ به أهل الغرب والليبيون ولن يصبروا على الوضع”.
وبشأن ما يقوم به عبد الحميد الدبيبة علق: “إذا ما زال عنده قليل من العقل، ما تقوم به شيء يخالف العقل والمنطق ولن يقبل الليبيون العقلاء بهذا الذي تقوم به، إلى متى تستمر في دفع المال الفاسد وشراء الذمم واختطاف الدولة وتقوية المليشيات”.
واعتقد أن الجيش سعيد الكرة ويدخل مرة أخرى لطرابلس؛ لأنه الآن الحرب ربما يقودها الدبيبة ضد المجموعة العقلانية التي أدركت ما يحدث ليحاول القضاء عليها لكن هذه مغامرة منه، خاصة أن هؤلاء مؤيدون لحكومة فتحي باشاآغا ولن يستسلمون بسهولة.
كما استطرد: “مصراته اعتقد وضعها حسم، من المجموعة المؤيدة للدبيبة قد أخرجوه من مصراته، والآن شبه حياد كامل لا تدعم الدبيبة، الآن يعول على المليشيات التي يدفع لها، يجب أن يكون لنا مخرج في الشرق الليبي ولا يمكن أن نرتهن للأبد إلى الاختطاف ونفكر بما فكرنا به في 2017، أن نقيم الدولة في المناطق المحررة. فالمراقب يعلم ما يدور ومجلس النواب ليسوا ملائكة وهم ليبيون من إفرازات الشعب الليبي وعندما تحدث الانتخابات سيأتي فيهم وأسوء منهم، لكن ما الذي تحمله لمجلس النواب؟”.
وأردف: “لو أردنا الحديث عن البداية لو حدثت انتخابات 2014 مجلس النواب من اليوم الأول تم الانقلاب عليه وأدخل جسم آخر وتنازل وتماهى مع هذه المجموعات، وربما هذا أكبر خطأ فعله من حوار مع مقاطعين. أهم بند في الصخيرات هو الترتيبات الأمنية وينص على إخراج المجموعات المسلحة خارج العاصمة لتمارس الحكومة عملها بأريحية. أعطينا الثقة لحكومة نعتقد أن رئيسها رجل دولة أتى ومد يد الصلح ووثقنا به حتى يثبت لنا العكس، وعطلته سيتفاني والمجتمع الدولي لأن الدول لا تريد لمشكلة ليبيا أن تنتهي”.
وتساءل خلال مداخلته: “هل مطلوب من مجلس النواب أن يخرج من الصورة؟ ونحن المؤسسة الوحيدة التي في توجهنا قاعدة في الشرق الليبي، الدولة والحكومة والأموال في طرابلس وستصدر قرارات من هناك، لو نقدر أن نخرج اليوم قبل الغد، ولكننا محسوبون على تيار وتوجه ومعنا شرفاء من الجنوب والغرب ونواب نعرفهم زملاؤنا، الحق سينتصر ومجلس النواب ليس في يده شيء”.
اوحيدة استبعد أنه بإمكان أي حكومة جديدة إنهاء المشكلة، فلا خيارات أخرى غير آخر ورقة المتمثلة بحكومة فتحي باشاآغا، لذلك عليها أن تتفاهم مع الموجودين في الغرب الليبي من عقلاء وحكماء متأملًا استلام الحكومة مهامها في أقرب وقت.
وتابع: “المناصب السيادية ستنتهي مشكلتها والقاعدة الدستورية سيتم التوافق عليها والانتخابات كذلك سيحدد موعدها، الآن عندنا مشروع وهي الحكومة، مصراته تحررت الآن، مدن الغرب والحوار الذي حدث فيها تأييد كبير، وهناك مجموعات مسلحة لا يستهان بها تؤيد التوجه. ولا أحد يجزم بما سيحدث تحديدًا في طرابلس، نحن الآن في المناطق المحررة أين أصبحنا وأين كنا، من كانوا هنا أقوى بكثير من المليشيات التي كانت في طرابلس والآن ليست مغلقة في وجوهنا، مناطقنا محررة ونشعر بالأمن وما زلنا نمد أيدينا لليبيا الواحدة، ولدينا القدرة أن نقيم دولة ونحرر مناطقنا وإجراء انتخابات في مناطقنا وتقوم الدولة ونستطيع أن نصدر نفطنا في مناطقنا”.
وحمّل مسؤولية فشل إجراء الانتخابات عبد الحميد الدبيبة ومن معه ممن يريد أن يستنزف أموال ليبيا وما يفعله في ليبيا كارثة، لافتًا إلى أنه الآن أصبح هناك توافق ليبي ليبي، والمجتمع الدولي لا يدعم هذا التوافق، وبعض الدول مستعدة أن تتدخل عسكريًا في سبيل أن يبقى الوضع كما هو عليه، لكنهم سيتم فضحهم ذات يوم. بحسب قوله.
وأضاف: “في نهاية الـ 40 عندما تحررت برقة ودستور أتوا الطرابلسية وقالوا نحن معكم ورحبنا بهم وأصدرنا دستورًا وأقمنا الدولة، فإن كانوا عاجزين عن تحرير أنفسهم من الهيمنة أو راضين بها فنحن لن نرضى أن تكون ليبيا لبنان الثانية، نحن تحررنا ولا مشكلة لدينا وجيشنا متفاهمون معه ونستطيع إجراء انتخابات وهذا ليس تقسيم”.
وفي الختام اعتبر أن محاولة الاتفاق على حكومة ثالثة هو “لعب” فقط، والمقصود به إجهاض الاتفاق الذي لن يتكرر، حتى أعضاء مجلس الدولة يعون ذلك، مبينًا أن الخيارات تتمثل، إما الجميع يضع عقله في رأسه ويساعد على بناء دولة أو الأمل في باشاآغا وبإمكانيته من السيطرة والوصول لانتخابات عامة ووضع مستقر، خاصة في ظل التقارب العسكري الذي وصفه بـ “الايجابي”.

