تقرير هولندي: عمل أي مبعوث أممي في ليبيا أشبه بالسير في حقول الألغام

ليبيا – سلط تقرير تحليلي الضوء على ما ينتظر المبعوث الأممي الـ9 المؤمل أن يتم تعيينه من قبل مجلس الأمن الدولي للتعامل مع الأزمة الليبية الممتدة منذ عام 2011.

التقرير الذي نشره القسم الإخباري الإنجليزية بمنظمة “فنك” الهولندية المهتمة بقضايا منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتابعته وترجمته صحيفة المرصد، أكد أن إفريقيا على وشك فرض مرشحها لشغل هذا المنصب، في وقت سيواجه فيه شاغله تحديات بالجملة أخطرها احتمال اندلاع قتال بين طرفي النزاع.

وأضاف التقرير: إن المبعوثين الأممين السابقين الـ8 حملوا جنسيات أردنية ولبنانية لمرتين، وإسبانية وبريطانية وألمانية وأميركية وسلوفاكية، في احتكار أوشك على الانتهاك لطالما همش القارة السمراء، فالمتوقع الآن أن يتم إفساح المجال لاعتلاء إفريقي رئاسة البعثة الأممية.

وتابع التقرير: إن هذا التعيين المرتقب لا يعني بالضرورة انتهاء الهيمنة الأميركية التي دامت لنحو عامين على عمل البعثة الأممية. مستدركًا بالإشارة إلى إدراك واشنطن بمرور الوقت أن الوقت قد حان لتجربة خيار إفريقيا رغم شدة التنافس بين أدوار الجهات الدولية في ليبيا مقارنة بدور الاتحاد الإفريقي.

واستبعد التقرير قدرة الاتحاد على لعب بدور أكثر حيادية أو التأثير على أطراف الأزمة لجملة من التحديات ولالتزامه بالحياد المطلق متهما الجهات الفاعلة بما فيها الأمم المتحدة التي تدفع هذه الأطراف إلى طاولة المفاوضات بدعم طرف على حساب الآخر.

وبين التقرير أن تعدد الفاعلين الدوليين يمثل تحديا مهما في ضوء التساؤلات حول طبيعة الدور الذي تريده القوى الغربية للاتحاد الإفريقي ومدى رغبتها في عمله على تسوية شاملة للأزمة أو معالجة تدفق المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة الذين يمثلون إرهابيين محتملين بالنسبة للدول الأوروبية.

ونبه التقرير لرؤية نخب سياسية ليبية حول غياب دور إفريقيا الفاعل بمعالجة الأزمة رغم كونها محورًا مهمًا في القمم الإفريقية، مؤكدًا أن على الاتحاد الافريقي تجاوز خلافاته بشأن ليبيا والخروج بوثيقة حوار إطارية ببنود محددة لرعاية انتقال ديمقراطي وبناء الدولة وإشراك الجميع.

وشدد التقرير على وجوب قيام الاتحاد الإفريقي بالتواصل مع كافة الأطراف الليبية من دون استبعاد لأي طرف والعمل في إطار تنسيق إقليمي أوسع يشمل جميع الداعمين لهذه الأطراف، بالإضافة لدول الجوار الليبي المباشر في وقت سيواجه المبعوث الأممي الجديد وضعا على وشك الانفجار.

وأرجع التقرير هذا الوضع إلى لعبة القط والفأر بين رئيسي حكومتي تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة والاستقرار فتحي باشاآغا، ناقلًا عمن وصفه بالمسؤول الرفيع في مجلس النواب قوله: إن باشاآغا لن يفلح مطلقًا في مهمته شبه المستحيلة بعد أن أضاع الفرصة لفعل ذلك فور تكليفه بتولي منصبه.

ووفقا لهذه المسؤول شرع مجلس النواب جديًا في البحث عن حلول أخرى، فزيارة رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح الأخيرة إلى تركيا لا تأتي فقط في إطار انفتاح شرق ليبيا على أنقرة، بل لحث الأخيرة على دعم خيارات صالح في حل معضلة الصراع على السلطة.

وأضاف التقرير: إن نفوذ تركيا على الدبيبة وباشاآغا يضعها في موقع اللاعب النافذ ضمن عملية تسوية النزاع في ليبيا، في وقت أعاد فيه الصراع بين حكومتيهما على السلطة تشكيل خارطة توزيع الولاءات لمختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية في المنطقة الغربية.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن عمل أي مبعوث أممي في ليبيا أشبه بمهمة السير في حقول الألغام أو قصة حزينة قصيرة.

ترجمة المرصد – خاص

Shares