المونيتور: بعد الاشتباكات الاخيرة تركيا دخل على خط الصراع بين الدبيبة وباشاآغا لتهدئة التوترات

ليبيا – كشف تقرير استقصائي أبرز ملامح الجهود التركية الأخيرة للوساطة بين رئيسي حكومتي تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة والاستقرار فتحي باشاآغا.

التقرير الذي نشره موقع “المونيتور” الإخباري الأميركي وتابعته وترجمته صحيفة المرصد، نقل جانبًا مما دار خلف كواليس اجتماعات تم عقدها في هذا السياق مؤخرًا بمدينة أسطنبول التركية وما قبلها من أحداث ذات صلة، مبينًا أن الاشتباكات المسلحة الأخيرة بين الموالين للرجلين حملت الأتراك على التوسط فيما بينهما.

وبين التقرير أن الجانب التركي دخل على خط الصراع بين الدبيبة وباشاآغا من خلال استضافة اجتماعات رفيعة معهما في محاولة لتهدئة التوترات، مشيرًا إلى أن الأول من سبتمبر الجاري شهد عقد اجتماعات منفصلة في مقر المخابرات التركية بمشاركة رئيسها هاكان فيدان.

ونقل التقرير عن مصادر مطلعة رفضت الإفصاح عن هويتها تأكيدها مشاركة ووزيري الخارجية والدفاع التركيين مولود جاويش أوغلو وخلوصي أكار في هذه الاجتماعات، مبينة أن الدبيبة الذي رافقه محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير خلال زيارته لتركيا تجنب الإقامة في ذات الفندق المستضيف لباشاآغا.

وبين التقرير أن زيارة باشاآغا لم يتم الإعلان عنها في وقت تم فيه تسريب صورة لوسائل الصحافة والإعلام في ليبيا وفيها الدبيبة وأوغلو وأكار وفيدان، ما أثار تكهنات بشأن دعم الأتراك لرئيس حكومة تصريف الأعمال في الصراع المستمر على السلطة.

وبحسب مصدر تركي مطلع، غادر باشاآغا القادم من مدينة سرت لمدينة أسطنبول التركية الاجتماع خاصته وهو مستاء، فيما أشارت ذات المصادر إلى توجيه الجانب التركي الدعوة إلى رئيسي مجلسي النواب المستشار عقيلة صالح والدولة الاستشاري خالد المشري لزيارة أنقرة.

وأكد التقرير أن تركيا التي تربطها علاقات وثيقة بالدبيبة وباشاآغا تحاول الحفاظ على صورتها الحيادية وتضغط باتجاه المصالحة وصياغة خارطة طريق لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، متطرقًا لما قاله اللواء أسامة الجويلي آمر غرفة العملية المشتركة التابعة لرئيس حكومة الاستقرار فتحي باشآاغا بالخصوص.

وأضاف التقرير: إن الجويلي تحدث عن تعرض الجماعات المسلحة الموالية لباشاآغا وهو في طريقها إلى العاصمة طرابلس لضربات من نظيرتها الموالية للدبيبة باستخدام طائرات مسيرة تركية من طراز” بيرقدار”، في وقت ما زال فيه من غير الواضح حدوث ذلك من عدمه.

وأشار التقرير إلى صور نشرها القادة العسكريون الداعمون لباشاآغا لأجزاء صاروخ يقال أن إطلاقه تم بواسطة “بيرقدار” من دون تحديد مكان وزمان التقاط هذه الصور، مؤكدًا أن الجويلي نفى في البداية هذه المعلومات ليؤكد لاحقًا الصحفي سامر الأطرش من صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية خلاف ذلك.

وبين الأطرش أن الجويلي أخبره أن “بيرقدار” قد تم استخدامها فعلًا في الهجوم، وهو ما جعل مفتي المؤتمر الوطني العام المعزول من قبل مجلس النواب الصادق الغرياني يقدم عبارات الثناء لمن استخدموا هذه المسيرة التركية، فيما كان لمصدر في العاصمة طرابلس رأيه هو الآخر.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته: سواء تم استخدام “بيرقدار” أم لا، فهذا سيبقى في طي الكتمان، ومع هذا فإن مجرد تسريب الأحاديث بصوت منخفض جدًا بشأن استخدامها كان كافيًا لإنهاء الاشتباكات المسلحة وتذكير الجميع بشأن تحذيرات تركيا ومفادها أن أمن العاصمة طرابلس هو خطها الأحمر.

وبين التقرير أن هذه التحذيرات تم نقلها مؤخرًا إلى الجهات العسكرية الفاعلة المتنافسة عن طريق جمال الدين جليك نائب رئيس وكالة المخابرات الوطنية التركية الزائر إلى ليبيا في الـ18 من أغسطس الماضي، فهذا المسؤول الأمني التركي كان يعني كل ما قاله على ما يبدو.

وبحسب التقرير حذر جليك الأطراف المتنافسة كافة من أن أي محاولة لدخول العاصمة طرابلس بالقوة سيتم اعتبارها عملًا عدائيًا، داعيًا إياها إلى دعم حكومة تصريف الأعمال برئاسة عبد الجميد الدبيبة في مساعيها لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.

وأوضح التقرير أن رؤية أنقرة تتمحور حول سماح اتفاق التعاون العسكري الذي وقعه معها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج في العام 2019  لها بالتدخل العسكري للدفاع عن العاصمة طرابلس، في وقت شدد فيه جليك على استمرار التواصل التركي مع مختلف الممثلين الفاعلين في ليبيا.

ونقل التقرير عن مصادر ليبية تأكيدها إن التدخل العسكري التركي الأخير الذي قلب ميزان القوى لصالح الدبيبة لا يعني أن باشاآغا سيستسلم للأمر الواقع على الأرجح في وقت قريب، مشيرًا إلى أنقرة ابتعدت عن رئيس حكومة الاستقرار رغم عمله القريب منها حينما كان وزيرًا للداخلية بحكومة الوفاق.

وأرجع التقرير هذا الابتعاد لمواقف باشآاغا منذ كان وزيرًا، فتركيا منزعجة منه بعد أن صور نفسه القائد الوحيد لليبيا ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحذيره شخصيًا بشأن ذلك، وفقًا لمصادر مطلعة في وقت أسهم فيه تقاربه مع فرنسا ومصر لزعزعة أكبر في الثقة التركية به.

وتحدث التقرير عن مساعي تركيا للتقارب مع شرق ليبيا بهدف تأمين مستقبل اتفاقيها العسكري والاقتصادي لترسيم الحدود البحرية مع البلاد المبرمان في العام 2019، مؤكدًا تضاءل فرصة لعب باشاآغا دورًا تسهيليا في ذلك بعد أن واجه عسكريًا وعلنا الدبيبة منحازًا بذلك للمعسكر الشرقي.

واختتم التقرير بالإشارة لصعوبة تمكن أنقرة من المحافظة على الحيادية، ما يعني أن عليها اختيار الجانب الذي ستقف معه، مبينًا أن باشاآغا حظوظه ضئيلة في هذا السياق، لا سيما بعد الاشتباكات المسلحة الأخيرة وما تلاها من إصدار حكومة تصريف الأعمال مذكرة توقيف بحقه.

ترجمة المرصد – خاص

Shares