تقرير أميركي: فساد وعزلة ومخاوف واقع لحال المرتزقة السوريين في ليبيا

ليبيا – سلط تقرير إخباري نشرته مجلة “ذا ناشيونال إنترست” الأميركية الضوء على نشاطات المرتزقة السوريين المقاتلين في ليبيا بتوجيه وتمويل من الحكومة التركية.

التقرير الذي تابعته وترجمت أبرز ما فيه صحيفة المرصد، نقل عن أحد المرتزقة من “فرقة الحمزات” الممولة من تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا لمحاربة عدة جهات بمرور الوقت تأكيده قيامه بعد إرساله إلى ليبيا في العام 2020 برفض القتال وإبلاغه المسؤول عنه ذلك ليجد الرد حاضرًا.

ووفقا لهذا المرتزق كان الرد: “قرار القدوم إلى هنا كان خيارك أما العودة فهو ليس لك”. مشيرا إلى انتقاله ومن معه من مرتزقة آخرين إلى مبنى ضخم فارغ بالقرب من خط المواجهة العسكرية في جنوب العاصمة طرابلس، في وقت ستكون أول دفعه من ثمن ارتزاقه في غضون 3 أشهر وعند عودته إلى سوريا.

وأكد المرتزق اليائس في حينها أن الوقت لم يكن طويلًا بالنسبة له لفهم الكيفية التي تسير بها الأمور، فالسوق السوداء مآل رصاصهم وأسلحتهم المباعة فيها لدفع أثمان الطعام والشراب عبر وسيط يملك متجرًا، مؤكدًا عودته بعد شهرين لمنزله مع إصابة بمنطقة الحوض وربع المال الموعود البالغ 10 آلاف دولار.

وأضاف المرتزق: إن الرد على شكواه بشأن تلقى قرابة الـ2500 دولار كان: “هذا ما لدينا لك، وإن لم يعجبك الأمر إذهب لتشكونا”. فيما أكد التقرير أن حال هذا الشخص يبين حجم الكسب غير المشروع والفساد في ملف التجنيد والتمركز والعودة بالنسبة للمرتزقة السوريين في ليبيا.

وبين التقرير أن “الحمزات” قاتلت على التوالي ووفقًا لتتابع تمويلها الأميركي والبريطاني والتركي نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومن ثم تنظيم “داعش” الإرهابي ولاحقًا قوات سوريا الديموقراطية الكردية “قسد” قبل الانتقال إلى ليبيا للعمل لصالح الأتراك فيها.

وأضاف التقرير: إن هذه الميليشيا المسلحة حافظت من خلال حرب ليبيا على تمويلها الفاسد فقادتها وقادة المجاميع العسكرية السورية غير النظامية الأخرى يصادرون الأموال المخصصة لدفع رواتب المرتزقة السوريين ممن طالبت تركيا لاحقًا بألفين منهم في وقت كان المتوافر في أحد هذه الجماعات 500 فقط.

وبحسب التقرير، أرسلت هذه الجماعة صغارًا لا خبرة عسكرية لهم أعمارهم تقل عن 18 عامًا، فشحن أي من المتاحين بات السمة الأبرز للمرحلة وعبر التواصل مع المخابرات التركية، مشيرًا إلى إرداك العديد من المرتزقة السوريين وهم في ليبيا أنهم من دون تجهيز عسكري ولوجستي كاف.

ووفقًا لمرتزق آخر، فقد حصلوا على بنادق آلية قديمة ليس بسبب نقص الأسلحة عالية الجودة بل لبيع الأسلحة المخصصة لهم في السوق السوداء في وقت اندفع هؤلاء إلى ليبيا لغياب فرص العمل بالنسبة لهم ورغبة منهم في الحصول على رأس مال صغير وبدء عمل تجاري صغير في الوطن.

وبين التقرير أن ذوي المرتزقة السوريين تلقوا وعودا بنيلهم الجنسية التركية في حال مقتل أبنائهم، وهو ما جعل قادة الجماعات المسلحة المرتزقة تمنح حق المواطنة في تركيا لكل من يدفع المال وليس لأسر القتلى، ما قاد لقيام المخابرات التركية بوقف ذلك بالكامل.

ونقل التقرير عن بعض المرتزقة تأكيدهم لعزلتهم وأن لا عمل كثيرًا لهم، وأنهم نادرًا ما يغادرون قواعدهم خشية من الاختطاف لكراهية الليبيين لهم بوصفهم مخربين من وجهة نظر الناس، فضلًا عن كره الميليشيات المسلحة لهم؛ إذ شهد أغطس الماضي مقتل 2 منهم بالقرب من مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس على يد مجهولين.

ترجمة المرصد – خاص

Shares