خبير ألماني: الدولة الليبية غير موجودة حاليًا.. والليبيون يدمرون بلدهم بأنفسهم

ليبيا – قال الخبير الألماني أندرياس ديتمان إن النقاش كان يدور منذ أشهر من زاوية عما إذا كانت ليبيا في طريقها لتكون “دولة فاشلة” أم أنها أصبحت “دولة فاشلة” بالفعل، مضيفًا :” وللأسف تمت الإجابة على هذا السؤال بشكل سلبي، فالدولة الليبية غير موجودة حاليًا، عدا على الخارطة السياسية فقط، فيما لا تجد مؤسساتها نفسها قادرة على أداء وظائفها”.

ديتمان إعتبر في حوار مع صحيفة DW الألمانية تابعت المرصد أبرز ما جاء فيه بأن ليبيا تواجه عدة أزمات في آن واحد، فالأزمة الأولى تتمثل بالعلاقة المتأزمة المزمنة بين شرق البلاد وغربها، أي العلاقة بين طرابلس والجزء الشرقي، إضافة إلى ذلك هناك أزمة أخرى تتمثل بالقيم الدينية حسب تعبيره.

وقال :” في الحقيقة تتوفر في ليبيا وبشكل جيد كل المستلزمات الأساسية للتنمية. وهي البلد الوحيد من بين دول الربيع العربي الست التي تملك أفضل الشروط والمستلزمات لتحقيق مستقبل زاهر. فعدد سكان البلاد قليل نسبيا، لا يتعدى ستة ملايين نسمة. كما أن ليبيا تملك احتياطا نفطيًا سيستمر في التدفق لأكثر من ستة عقود قادمة. بيد أن الدولة، في واقع الأمر، لا تمارس إلا وظائف متواضعة جدا، بل وفقدت السيطرة تمامًا على أجزاء من البلاد كالمناطق الجنوبية مثلا”.

وبشأن وضع المؤسسة العسكرية علق بالقول :” أما المؤسسة العسكرية فقد ضعفت هي الأخرى أو أصبحت أسيرة الصراع مع الميليشيات. في وقت بات فيه الجيش منشغلا بالتوتر بين الجزء الشرقي والغربي من البلاد ما يكلفه الكثير من الطاقة والجهد. أما الوظائف الأخرى للدولة، مثل التعليم وتوفير الخدمات الصحية فهي مهملة بشكل كبير. كما قامت المليشيات بتجميد العملية السياسية بعد انتخابات ديمقراطية، بما في ذلك منع الرئيس من تولي مهامه، فإذا كانت هذه الميلشيات غير راضية على نتائج الانتخابات، فإنها ترفض الاعتراف بها مع محاولتها فرض إرادتها وتصوراتها بقوة السلاح”.

ليبيا تفشل نفسها بنفسها

 

وأكد الخبير الالماني بأن العوامل الخارجية قد ساهمت أيضًا في الوضع الذي تشهده ليبيا اليوم، خاصةً بعد إسقاط نظام العقيد الراحل القذافي “بسرعة نسبيًا”، مضيفًا :” لكن الأخطاء الحالية في البلاد هي صناعة ليبية بحتة وهي مسؤولية ليبية بحتة أيضًا. ونظرًا للتطور الراهن في ليبيا فلا يمكن تحميل الظروف الخارجية مسؤولية التطورات في البلاد، على الأقل حاليًا، فالليبيون يدمرون بلدهم بأنفسهم”.

 

 

 

 

 

 

Shares