جاء ذلك بعدما استأنفت البعثة، السبت، أعمال موسم الحفر السادس لها بمنطقة آثار سقارة، وأسفر عملها عن اكتشاف مجموعة من الأواني الفخارية، عليها كتابات باللغة المصرية القديمة في صورة خطوط ديموطيقية.

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للآثار مصطفى وزيري، أن “داخل هذه الأواني عثر على مجموعة من قوالب من الجُبن الأبيض، التي من المرجح أن ترجع إلى العصر المتأخر في الفترة الزمنية للأسرتين 26 و27”.

وأشار وزيري في بيان إلى أن “المصري القديم كان يطلق على الجُبن الأبيض اسم (حرم)، وهي كلمة تغيرت خلال العصور القبطية إلى (حلوم) ثم أصبحت تعرف الآن باسم (الجُبن الحلوم)”.

وأضاف: “لا يزال هناك مجموعة أخرى من الأواني مغلقة تماما، وستفتحها البعثة قريبا لمعرفة ما تحويه من أسرار، كما ستستكمل أعمال الحفر للكشف عن المزيد من كنوز هذه المنطقة”.

تاريخ الجُبن

• قال خبير الآثار المصرية مدير منطقة آثار وادي الملوك في الأقصر علي رضا، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الأسرتين 26 و27 تعودان إلى عام 664 قبل الميلاد تقريبا، أي أن عمر هذا الجبن المكتشف يتخطى 2500 عام.

• تابع رضا أن “المصري القديم عرف الجُبن وصنعها من لبن الماعز، وقبل الكشف الذي أعلن عنه السبت، عثر في منطقة سقارة أيضا على إناء فخاري كبير به قالب من الجُبن يعود عمره لأكثر من 3200 عام”.

• أوضح المسؤول أن “الجُبن ليس من المحتويات الشائع العثور عليها في المقابر. هذا أمر نادر ويدل على كيفية استغلال الفراعنة لكل موارد الطبيعة في الغذاء”.

• أضاف أن “الفراعنة كانوا يصنعون الجُبن بالطريقة البدائية المعروفة المستخدمة في بعض البيوت الريفية المصرية حتى الآن، وهي تصفية اللبن من خلال قطعة قماش لعزل الحليب عن الشرش واستخراج الجُبن، لكن لم يعثر على أي آثار حتى الآن توحي بإقامة مصانع أو أماكن مخصصة لصناعة الجُبن ومنتجات الألبان”.

• أكد رضا أن “الكشف الجديد الذي عثر عليه في سقارة لم تعرف كامل تفاصيله بعد، وبعد أن تترجم البعثة كل الرموز الموجودة على الأواني ستكون لدينا معلومات أكثر عن كيفية صناعة الجبن ومنتجات الألبان لدى الفراعنة”.

ليس الكشف الأول

تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2018 عثر فريق من باحثي الآثار على عدد من الجرار المكسورة في قبر فرعوني قديم، وفى صدفة مثيرة وجدوا مادة بيضاء غامضة تطلبت إجراء دراسات وبحوث لكشف مكوناتها.

وأسفرت البحوث عن اكتشاف نوع من الجُبن هي أقدم مادة من نوعها في العالم، رغم العثور على مواد غذائية مشابهة في قبور فرعونية، حسبما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية آنذاك.

وحسب المعلومات المتاحة، فقد عثر على قطعة جُبن لأول مرة داخل قبر شخصية مرموقة عاشت في مصر خلال القرن الثالث عشر قبل البلاد، واكتشفت المقبرة لأول مرة سنة 1885 لكنها اختفت بعدها بسبب حركة الرمال، وأعيد اكتشافها مرة أخرى سنة 2010.

واعتاد المصريون القدماء على حفظ الأغذية في قبور الموتى لا سيما من الملوك والوجهاء، لاعتقادهم في وجود حياة أخرى بعد الموت، وعثر باحثون على مواد غذائية متنوعة، منها العسل والخبز، خلال عمليات استكشاف سابقة.