فلسطين – أستطاع الفلسطيني فايز الكركي، من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، تحقيق حلم طفولته بإنتاج أفلام رسوم متحركة، طامحا بالوصول إلى العالمية.
الشاب الكركي (25 عاما)، اضطر لترك الدراسة عام 2009، غير أنه صب جل اهتمامه على صناعة الأفلام المتحركة، حيث يعد أول صانع أفلاح متحركة في فلسطين.
وبدأ الكركي مشروعه في غرفة صغيرة ببيت عائلته، حتى بات اليوم يملك شركة متخصصة بإنتاج الأفلام المتحركة، إلى جانب تخصصات أخرى، اسمها “Fab Lab Pal Motion”.
** هواية تحولت لمشروع
وقال الكركي في حديث للأناضول: “منذ صغري لدي هواية الرسم، طورتها باستخدام هندسة الرسومات وتحويلها إلى مجسمات من كرتون وملتينة (معجون سلس)”.
وأردف: “بعد أن وصلت مرحلة امتلكت خلالها كاميرا وبدأت التقاط صور لمجسمات من مختلف الزوايا ظهر أن تلك الصور عندما يتم تحركيها تصبح لقطة فيديو، وهو ما يعرف بتقنية (stop emotion/ فن التصوير المتعاقب)”.
وتابع: “بدأت الشركة من رسمة صغيرة وصلت لمجموعة تخصصات منها هندسة الرسم، الحرف اليدوية، الأشغال الفنية والميكانيك”.
وأفاد بأنه يعمل على إنتاج أفلام ينشرها عبر المنصات الاجتماعية ومنصة “يوتيوب”، إلى جانب إنتاج أفلام للشركات والمؤسسات، منها محلية وأخرى عالمية.
وأشار إلى تلقيه تدريب لمدة 6 أشهر في جامعة “بوليتكنيك” فلسطين في مدينة الخليل، حول تحويل الأفكار إلى مشاريع.
** إنتاج ومهارات متعددة
وذكر المتحدث، أن “فيلم بطول 30 ثانية يحتاج إلى عمل قد يأخذ أسابيع، وذلك بحسب البيئة التي تصنع الشخصيات والديكور والتصوير والتأثيرات السمعية والموسيقية والمونتاج (تعديل وتركيب الصور ومقاطع الفيديو)”.
ينحت الكركي وطاقمه المكون من 7 أشخاص بين شركاء ومتدربين، الشخصيات من الصلصال و”الملتينة” والصلصال الحراري، كما يعمل على إعادة تدوير المواد من أخشاب وكرتون و”نايلون” ومعادن، حيث يستخدم الفريق تقنيات متقدمة في التصوير والمونتاج والتأثيرات الصوتية.
واستطاع الشاب الفلسطيني، الوصول إلى مرحلة تحريك المجسمات آليا، قائلا إنه “يمضي أياما في الشركة لإنتاج الأفلام”.
تعلم الكركي فنون التصوير، وهندسة الصوت، واستخدام برامج التصميم الرقمي المتنوعة بالإضافة إلى المونتاج، مشيرا إلى أن “مرحلة التصوير هي أصعب وأطول مرحلة في العمل”.
وتنتج شركته، إعلانات تجارية وأفلام خاصة بالشركات والمؤسسات محلية وأخرى دولية، بأسلوب يقول إنه “بسيط يلامس واقع الجمهور (..) هذا العمل بحاجة إلى فن والكثير من الصبر والتركيز”.
وعن الأفكار، يقول: “إنها مستوحاة من البيئة المحيطة، وغالبيتها تعالج ظواهر مجتمعية بطريقة كوميدية”، موضحا أنه واجه في بداية مشواره صعوبات مادية، وأخرى في توفير مستلزمات الإنتاج.
** جوائز وطموحات
في عام 2020، حصلت شركة الكركي على جائزة “مؤسسة التعاون الفلسطينية للإبداع”، وقيمتها 20 ألف دولار.
وقبلها في 2016، حاز الكركي على جائزة أفضل فيلم “أنيميشن” (رسوم متحركة) بفلسطين من خلال مشروع “الشراكة من أجل التنمية” الذي أطلقته مؤسسة العمل التنموي “معا” (غير حكومية).
وقال الكركي، إنه يطمح بالوصول إلى العالمية، معتبرا نفسه “يسير بخطى ثابتة نحو هدفه”.
وفي مقر الشركة عدة أقسام، منها مشغل خاص للنحت، والرسم، وآليات لقص الخشب والبلاستيك، والألوان، وغيرها، وقسم خاص عبارة عن مسرح تصوير سينمائي، وكأنه مدينة متكاملة من غابات وطرقات وحدائق ومنازل ومرافق ومركبات ووسائل ترفيه.
** تحويل الفكرة إلى واقع
فراس التميمي، المختص في التأثيرات الصوتية بالشركة، أفاد بأنها توفر مساحات ومختبرات عملية ومعدات وخبراء لكل من يريد أن يحول فكرة مشروع إلى واقع على الأرض ينطلق من خلالها إلى سوق العمل.
وأضاف التميمي للأناضول، أنهم يعملون في الشركة على فتح أقسام حديثة منها إنتاج الأفلام الوثائقية، وصناعة التأثيرات الصوتية والموسيقية.
الأناضول