أوغلو: تركيا حليف نزيه ومخلص لن يتخلى عمن يوقع معه اتفاقيات

ليبيا – علق المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو على توقيع الاتفاقية بين الجانب الليبي والتركي، مبرزًا الفرق بين الاتفاقية التي وقعت فيما مضى والمذكرة الحالية، مشيرًا إلى أن الاتفاقيات وقعت في أكتوبر 2019 وكانت اتفاقية أمنية، والثانية اتفاقية بحرية، وهذه الاتفاقيات اتفاقيات دول تخضع للقوانين الدولية وما تم توقيعه هي مذكرة تفاهم، والفرق بينهما أن مذكرة التفاهم تأتي تحت الاتفاق الدولي، أي أنها ليست اتفاقية دولية بل تتبع الاتفاقية السابقة وهي البحار، وهذا رد حاسم وقوي لكل من يدعي أن الحكومة الحالية التي انتهت صلاحياتها غير مؤهلة لتوقيع الاتفاقيات.

أوغلو قال خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “التناصح” التابعة للمفتي المعزول الغرياني الثلاثاء وتابعته صحيفة المرصد: إن هذه ليست اتفاقية بل مذكره تفاهم ملحق باتفاقيات سابقة. لافتًا إلى أن مذكرات التفاهم هذه تؤطر كيفية الاستفادة من الاتفاقيات السابقة، حيث يجب أن يكون هناك آليات عمل وتنفيذ الاتفاقيات وهذه تأتي من خلال مذكرات التفاهم التي يتم توقيعها.

وأضاف: “بالأمس كانت إحدى هذه الآليات توقيع المذكرة بتحديد النشاط اللازم للاستفادة من الاتفاقية، تركيا هي الدولة الوحيدة التي تشاطر ليبيا مبدأ الكل رابح، هي عبارة عن شراكات وتبادل خبرات ومعلومات وهي ربح مشترك ومشاركة تركية ليبية ومشاركة القطاع العام والخاص وهذا يعود فائدته على جميع أطياف الشعب الليبي وليس فئة معينة”.

ونوّه إلى أن تركيا دولة ذات سيادة وليبيا ذات سيادة والحكومتين وقعتا اتفاقيات معترف بها ومذكرة تفاهم بين طرفين ذوي سيادة، وبالتالي ردود الأفعال التي تأتي من هنا وهناك لخلق الأزمات والتصعيد واستغلال ما يحصل الآن من أجل إرباك المشهد السياسي والتصعيد للعودة للخلف.

وشدد على أن تركيا قادرة على أن تكون صمام أمان وتنزع فتيل الأزمات، موضحًا أن تركيا على حق ودولة ذات سيادة لا تنتظر إذًا من أيد وسيتم التنسيق المشترك مع الإخوة في الحكومة الوطنية وتنفيذ هكذا مذكرات تفاهم تعود بنتائج إيجابية على الشعبين، وتركيا تملك القوة لتحمي الحق.

وأردف: “تركيا لماذا تكون بحاجة لضوء أخضر من أمريكا؟ من قال إن أمريكا وصي على العالم؟ تركيا وليبيا دولتان مستقلتان والاتفاقية تمت مع دولتين ذواتي سيادة. على الجميع أن يحترم هذه الاتفاقيات. تركيا تريد الأمن والاستقرار وتبحث عن السلام ولا تريد الصدام مع أحد ولا تبحث عن تفعيل الأزمات وصدامات عسكرية هنا وهناك، لكن في المقابل لن تتنازل عن أي حقوق ومكتسبات، وهذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تم توقيعها لإنجازها والاستفادة منها ولم يتم توقيعها من أجل أن تبقى حبرًا على ورق، وردود الأفعال لا قيمة لها”.

كما أفاد أن تركيا واضحة المعالم وقالها رجب طيب أردوغان مرارًا لن تسمح تركيا لأحد أن تثنيها عن تحقيق أهدافها ومكاسبها، وهذا حقها الطبيعي، وإن كانت هناك تدخلات يونانية ومصرية وغيرها كيف سيتم الاستفادة من هذه الاتفاقيات والجعجعات ستختفي عند أول تحدي حقيقي تقوم به كل من تركيا وليبيا في تحقيق هذه المذكرة والعمل عليها.

وكشف أن من أهم بنود المذكرة هي تفعيل القطاع الخاص والعام، وبالفعل تركيا نجحت في هذا النموذج الاقتصادي في أثناء حكم حزب العدالة والتنمية ولديها خبرة طويلة في كيفية أن يكون هناك تأهيل ودعم وتقوية ما يسمى البنية التحتية للدولة دون أن يكون هناك تبعات وقروض وإسراف وهدر، مؤكدًا أن تركيا قامت بمشاريع عملاقة 450 مليارًا طيلة 20 عامًا دون أن تقوم حكومة تركيا بصرف دولار واحد.

وأوضح خلال حديثة أن تركيا تنتظر من الحكومة والشعب الليبي الإسراع في وضع أطر سليمة لانتخابات نزيهة غير مؤجلة ومحمية من أي تزوير وتدخلات أجنبية، وهذه المرحلة المؤقتة يجب التركيز على إنهائها، معتبرًا أن تركيا حليف نزيه ومخلص لن يتخلى عمن يوقع معه اتفاقيات.

وفي الختام أكد على أن تركيا لديها مبدأ واحد، وهو أن ليبيا لليبيين وضرورة المحافظة على وحدة الأراضي الليبية وأن يكون هناك تمثيل حقيقي لكل أطياف الشعب الليبي سياسيًا في برلمان منتخب بناء على انتخابات نزيهة، بدليل أنها ساهمت في وقف إطلاق النار بين الفرقاء السياسيين، وفي فتح قنوات الحوار مع الشرق ودعمها للغرب وتركيا مع الشرعية وحكومة الوحدة الوطنية، بحسب قوله.

Shares