تقرير : إجراء الانتخابات في ظل النزاعات الحالية ليس حلًا لأزمة ليبيا

ليبيا – سلط تقرير تحليلي لموقع “إستونيان فري بريس” الأخباري الإستوني الناطق بالإنجليزية الضوء على استمرار الفوضى وعدم اليقين في ليبيا منذ العام 2011.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد أن ليبيا تشهد بعد الإطاحة بالعقيد الراحل القذافي مرحلة من فراغ انتهازي ومستهلك للسلطة وحلقة مفرغة من الحرب والتطرف والتنافس الداخلي وانتهاكات حقوق الإنسان والموت في ظل غياب أي احتمالات للسلام والاستقرار.

وأضاف التقرير إن ذلك التغيير كبد البلاد مقتل الآلاف وإجبار الكثيرين على اللجوء إلى الخارج واشتعال الخصومات الداخلية من خلال المزيد من التأثيرات الخارجية للجهات الأجنبية المتنافسة المنخرطة في الصراع المحلي واللاعبة لأوراقها الخاصة في لعبة لم تجلب أي مكاسب للشعب الليبي.

وتابع التقرير إن هذا كله رافقه تأخير مستمر في تنفيذ العملية الانتخابية ما قاد لزيادة العنف بين الجماعات المتنافسة وتشكيل تهديد متزايد للأمن في العاصمة طرابلس وما حولها وأثر على المدنيين والبنية التحتية المدنية مشيرا إلى عدم وجود ما يشير إلى مصلحة حقيقية بإنهاء الصراع في داخل البلاد وخارجها.

وأضاف التقرير إن العنف بات عملا معتادا على حساب السكان ما يثير القلق ويهدد بالتأثير على دول البحر الأبيض المتوسط ​​وشمال إفريقيا في وقت غاب فيه الإجماع على إطار دستوري للانتخابات الرئاسية والتشريعية مع استمرار ارتكاب الانتهاكات لحقوق الإنسان في ليبيا.

وبحسب التقرير غابت أيضا وحدة الموقف الدولي بسبب المنافسة الجيوسياسية بين فرنسا وإيطاليا فلكل منهما طريقة مختلفة تماما في التفكير التكتيكي عندما يتعلق الأمر بالوضع في ليبيا محذرا من تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية مربحة قصيرة المدى بسبب العنف والفوضى.

وبين التقرير إن الثمن الباهظ لذلك يدفع مرة أخرى السكان المحليون ممن يتم التلاعب فيهم مثل البيادق من قبل كل الأطراف موضحا الحاجة إلى اتفاق سلام يعزز نظاما جديدا لتقاسم السلطة قائم على اللا مركزية الكبيرة ما يوفر الفرصة لتفويض السلطات للمشاركين المحليين والتغلب على خصومات إقليمية.

وأضاف التقرير إن تحقيق ذلك يتم عبر تطوير فهم معقد وتاريخي ومجتمعي وموجه نحو السياق للديناميكيات المحلية مبينا إن إجراء الاستحقاقات الانتخابية في ظل النزاعات الحالية وبلا اتفاقية سلم جيدة الصياغة لا يمثل الحل للأزمة في ليبيا وفشلا في فهم الواقع على الأرض.

ترجمة المرصد – خاص

Shares