سوريا – يعمل الفنان السوري شادي عيد على دمج الخط العربي بالفن السريالي، في محاولة للخروج عن القالب التقليدي لمخاطبة أوسع شريحة ممكنة لعشاق الفن والخط.
ولد “عيد” بحلب السورية ويقيم في تركيا منذ 10 سنوات، ويعمل على تطوير مهاراته عبر الدراسة الأكاديمية والممارسة الفنية والانشغال بدمج الخط مع الألوان.
وقال عيد للأناضول إنه درس الماجستير والدكتوراه في الفنون، استكمالا لموهبة الرسم والخط التي بدأها منذ صغره وحاول تنميتها بالتدرب على كبار أساتذة المجال.
وأضاف: “استفدت من إقامتي بتركيا في تطوير نفسي أكاديميا وفنيا وفتح آفاق لأعمال إبداعية مشتركة”.
** أسلوب سريالية الخط
وذكر أن مدارس الفن التشكيلي تنقّلت بين التعبيرية والتكعيبية والسريالية، في محاولات دائمة لتقديم إضافات في المجال، وأن الإبداع يكون بإيجاد جديد أو استخدام موجود بطريقة مختلفة.
وقال عيد: “عُرِف الخط العربي بتوجهه التقليدي واعتماده على قواعد قديمة دون إضافة أي تجديد لها، وكنت أقول لنفسي يمكن عمل شيء جديد بتقديم الخط بطريقة عصرية دون أن نخرجه من قوالبه التقليدية”.
وأضاف: “فكّرت بدمج الفن الحديث والألوان بتقليدية الخط العربي عن طريق الإمكانيات التي تتيحها المدرسة السريالية، لأن ذلك يمكن أن يقدم الخط العربي لجمهور أوسع لا يتقن اللغة العربية”.
وتابع: “أطلقت على طريقتي هذه الفن السوريالي بالخط، أي تقديم الخط العربي بطريقة سريالية تكسر القوالب المتعلقة بكتابة نص مقروء بشكل تقليدي بحت”.
وأوضح أنه ينشغل بعمل “حروفيات” عبر أحرف غير مترابطة يكون فيها شكل الحرف هو موضوع اللوحة.
وأردف: “شكل الألوان في الخط هي التي تعطي الطريقة الجديدة، وبالتالي نصنع شيئا قديما وجديدا بنفس الوقت، وهو ما أسميه سريالية الخط العربي”.
وأضاف: “أسلوب الحروفيات شائع، لكني أحاول دمج ما تعلمته أكاديميا مع خبرتي بالألوان والأشكال الهندسية في قواعد الخط التقليدية لإنتاج رسالة واحدة”.
** تركيا قبلة الخطاطين
وأفاد الفنان أن المهتمين بمجال الخط العربي يدركون أن تركيا عموما وإسطنبول خصوصا هي قبلة الخطاطين وموطنهم القديم، وإن مدارس الخط العربي المشهورة تنتسب كلها لخطاطين أتراك.
وأضاف: “وجودي بتركيا مكنني من رؤية أعمال الخطاطين العظماء، كما أنني تعلمت عند أحد الأساتذة الكبار وهو داوود بكتاش، وكنت منذ صغري أحلم بالتعلم على يديه”.
وزاد الفنان السوري: “تأثري الأساسي بالخطاطين الأتراك كان من الناحية الفلسفية العلمية، حيث استطعت عبرها توظيف المعارف القديمة في إنتاج أخرى جديدة”.
وأوضح عيد: “تركيا تعتبر أرض خصبة للمهتمين بالفنون الكلاسيكية من خلال مدارسها وجامعاتها التي تهتم بهذا التخصص”.
وأردف: “هذا الاهتمام يخلق مجالا واسعا لمن يرغب بالتعمق أكثر، والمساحة التي تمنحها تركيا للفنانين بالزيارات والمعارض تحوّلها لمنطقة جذب فني، حيث يلتقي فيها المبدعون وأصحاب الخبرات العالمية، الأمر الذي يشكل مناخا حضاريا مميزا”.
وذكر أن إحدى أعماله تمجّد شهداء ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف يوليو/ تموز 2016، مبيناً أنه أنتج اللوحة بأسلوبه الجديد بدمج الخط مع الرسم، وعرضها في 8 مدن تركية وهي حاليا في أنقرة.
** مشاريع فنية مشتركة
وقال الفنان السوري إن احتكاكه بالفنانين الأتراك أنتج أفكارا لمشاريع مشتركة تدمج بين أساليب مختلفة للخروج بإبداع جديد.
وأوضح عيد: “بالاستفادة من امتزاج الثقافتين العربية والتركية نحضّر مع زملاء أتراك لعمل فني جديد ومعرض مستقبلي”.
وأضاف: “افتتحت حتى الآن معرضا فرديا واحدا بعنوان (سرياليست)”.
وأردف: “أفكر مستقبلا بدخول المعارض وتجسيد الحروف وتوظيف الإضاءة في أعمال منحوتة، كما أفكر بالعمل في مجال الحركة”.
وزاد: “لدي مشروع لدراسة الفنون الكلاسيكية الإسلامية من وجهة نظر نفسية، ومشروع حول الأثر النفسي للفنون الكلاسيكية في المجتمع”.
الأناضول