روسيا – تحدث محللون سياسيون مختصون بالشأن الروسي عن ضربات روسيا ضد أوكرانيا، بعد قيام الجانب الأوكراني بعمل إرهابي بتفجير بجسر القرم الروسي.
وقال الخبير في الشأن الروسي نور ندا في حديث لـRT إن “الضربات العسكرية الروسية على مدن أوكرانية جاءت مختلفة في الوسط والغرب الأوكراني، وهي بمثابة رد فعل لعملية ضرب جسر القرم، وقد أوضح ذلك بوضوح تام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوله إن هذه الضربات بمثابة تحذير وفي حال تجديد الهجمات والعمليات التخريبية في أراضي روسيا فإن الرد من جانب موسكو سوف يكون قاسيا جدا”.
وأوضح ندا أن “نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميترى ميدفيدف حدد هدفا جديدا للعملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية الدونباس وهو تفكيك السلطة الأوكرانية في كييف والتي باتت تمثل تهديدا مباشرا على أمن وسلامة الوطن الروسى”.
وتابع: “طبقا لتصريح دميترى ميدفيدف أصبحت خريطة الأهداف للعملية العسكرية الروسية الخاصة تشتمل على ضرب عمق مؤسسات وأجهزة الدولة الأوكرانية وتدمير كافة مرافق البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وعدم ترك أية مساحة للتفكير أو للحركة للجانب الأوكراني”.
ويرى الخبير المصري أن “صبر الجانب الروسي قد طال فعلا مما شجع الجانب الأوكراني على التمادي في ضرباته داخل الأراضي الحدودية الروسية وخاصة أقاليم شبه جزيرة القرم وبيلغورد، وتوسعت عمليات المخابرات الأوكرانية في عملياتها الأرهابية داخل ضواحي موسكو بأغتيال داريا دوغين، ابنة الفيلسوف والمفكر الروسي، ألكسندر دوغين والتي قتلت في تفجير في ضواحي العاصمة موسكو كان موجه إلى المفكر الروسى شخصيا”.
ونوه بأن الضربة العسكرية الروسية قد جاءت متأخرة بسبب عقلانية وصبر القيادة الروسية، وجاء الرد الروسي على تفجير القرم قويا، والقوات الروسية اليوم لمن يفهم تدك أوكرانيا والضربات الروسية تزلزل كييف ووسط وغرب أوكرانيا بضربات موجعة.
من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية والخبير فى الشؤون الروسية حامد فارس، إن “لا أحد ينكر أن الضربات الصاروخية التي انطلقت من روسيا اليوم نحو كييف وعدة مدن أوكرانية تعتبر نقطة تحول واضحة في المشهد الأوكراني المتوتر والمتصاعد على اعتبار أنها جاءت بشكل واضح بعد القيام بعملية إرهابية استهدفت منشأة مدنية وهو جسر كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا وأظن أن هذه الضربات حملت الكثير من الرسائل للجانب الأوكراني”.
وأشار فارس إلى أن أول هذه الرسائل أنه لا تهاون في الحفاظ على الأمن القومي الروسي وأنكم لستم بعيدين عن الأزرع الروسية حتى لا تتكرر هذه الأفعال الإرهابية مرة أخرى، وأن استفزاز روسيا يكلف أوكرانيا الكثير وثانيها أنه يظهر القدرة الروسية على سهولة الوصول إلى قلب كييف وبأن سمائها في قبضة بوتين وبالتالي هذه الهجمات تأتي في سياق حق الرد على العمل الأوكراني في القرم بعد تجاوزها الخط الأحمر التي حذرت منه موسكو مرارا وتكرارا.
وفي نفس السياق، قال الباحث والكاتب الصحفى مصطفى السعيد في حديث لـRT إن التغطية الإعلامية الغربية المضللة في الحرب الأوكرانية قدمت الفضائيات الغربية ووكالات الأنباء صورة غير حقيقية عن الضربات الروسية للمدن الأوكرانية، وأرادت تصويرها بأنها لا تستهدف سوى المدنيين، خاصة الأطفال والنساء والمدارس، لتلعب على المشاعر، وامتنعت عن تصوير المواقع الحقيقية للضربات، بل قدمت صورا وفيديوهات منتقاة لبعض الدمار في الشوارع والحدائق والسيارات، وهي آثار جانبية، معظمها ضحية منظومات الدفاع الجوي، التي تطلق عدة صواريخ على أي صاروخ روسي، وأغلبها لا يصيب الصاروخ المستهدف ويسقط بشكل عشوائي، وتوقع إصابات جانبية في المناطق السكتية.
وتابع: “شاهدنا ذلك في إسرائيل أثناء إطلاق الصواريخ غير الدقيقة من غزة، وكانت إسرائيل تعترف بأن حرائق وإصابات نتجت عن إطلاق صواريخها المضادة للصواريخ، لكن نظام كييف والإعلام الغربي أكثر كذبا وتضليلا من نظام كييف والإعلام الغربي، فهو لا يذكر أن معظم الإصابات في الشوارع وبعض البنايات والحدائق وغيرها ناتج عن منظومات دفاعها الجوي الأقل تطورا من الصهيوني، وتطلق دفعات أكبر من الصواريخ لمنع الصواريخ الروسية من الوصول إلى أهدافها، ثم ينشر الصور الناجمة عن سقوط صواريخها المضادة للصواريخ على أنها صواريخ روسية استهدفت مدنيين أو فشلت في الوصول إلى أهدافها، بينما تخفي صور الضربات الروسية التي أصابت أهدافها”.
وأشار إلى أنه لتحقق بذلك أكثر من فائدة كاذبة، أولها أن تقول إن هدف روسيا ضرب الأطفال والنساء بالأساس، أو أن الأسلحة الروسية متخلفة وغير دقيقة، وأن روسيا دولة إرهابية وفاشلة، بينما نظام أوكرانيا إنساني ومناضل وضحية، وينقل الإعلام التابع ويجاري السقوط الإعلامي الغربي.
المصدر: RT