الكويت – نجح مركز الشيخ عبد الله السالم الثقافي خلال فترة وجيزة من إنشائه في استقطاب ما يزيد على نصف مليون زائر محلي وأجنبي، باعتباره أحد أكبر مناطق العرض المتحفي في الوطن العربي.
ويضم المركز ستة متاحف، ويقدم لزواره عدة فعاليات ثقافية وعلمية تعكس واقع النهضة الحضارية، التي شهدتها الكويت منذ ستينيات القرن الماضي، على يد المؤسس الشيخ عبد الله السالم الصباح (1895 ـ 1965).
بدأ تأسيس مركز الشيخ عبد الله السالم، في 2014، واستغرق بناؤه 4 أعوام، ليتم افتتاحه رسميا في فبراير/ شباط 2018، ومنذ ذلك الوقت، استضاف العديد من الندوات والأحداث الفكرية والعلمية والفنية.
ويحتل المركز مكانة كبيرة في البلاد نظرا لأنه يحمل اسم شخصية قدمت إسهامات ملموسة حُفرت في تاريخ الكويت المعاصر.
** مركز عالمي
في الوقت ذاته يشغل المركز الثقافي مساحة كبيرة نسبيا، تبلغ 127 ألف متر مربع، تشكل المباني 30 ألفا منها.
بينما استحوذت الحدائق والمساحات الخضراء على 97 ألف متر مربع، تتوزع حولها 25 نافورة للمياه، لترسم لوحة بهية من الجمال الذي يمزج بين الأشجار والماء المنساب من النوافير المحيطة بها.
وشأنه شأن كثير من المراكز العالمية، تأثر المركز سلبا بجائحة كورونا، وأغلق أبوابه خلال فترة تفشي الوباء.
ورغم الوباء نجح في تنظيم حوالي 90 فعالية ما بين محاضرات ومهرجانات ومخيمات ومعارض ومسرحيات، تناولت مجالات عديدة في الساحة الثقافية والإنسانية والفنية وعلوم الطبيعة والفلك والفضاء.
ويتألف مركز عبد الله السالم، من ثمانية مبان، منها ستة مخصصة للمتاحف، ومبنى للوثائق وقاعة مؤتمرات، ومبنى للخدمات العامة ومركز معلومات ومرآب يتسع لأكثر من 1200 سيارة.
وفي هذا الإطار، يسعى القائمون على أنشطة المركز إلى استقطاب كافة شرائح المجتمع ومختلف اهتمامات الفئات العمرية، وذلك عبر تقديم العروض الفنية والثقافية المبهرة التي تجتذب محبي الترفيه.
كما ينظم المركز ورش رسم مخصصة للأطفال، وغيرها مما ينظم لرصد الحيوانات والبحث عن الكنوز، إضافة إلى أنشطة مسلية أخرى.
** متاحف متخصصة
تعتبر المتاحف المكون الأبرز داخل المركز، إذ تضم 22 قاعة تعرض أكثر من ألف قطعة، عمل على إعدادها قرابة 100 جهة متخصصة في مجالها من 13 دولة.
ويعكس ذلك مدى التعاون الدولي المميز في إقامة المركز الثقافي الأبرز كويتيا، والذي يعد كذلك أحد أبرز المراكز الثقافية في الخليج العربي.
المتحف الأول في مركز الشيخ عبد الله السالم، هو متحف “النظم البيئية” الذي يسلط الضوء على أهمية التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية والحياة البحرية، فضلا عن بيئة الكويت، وما تعيش فيها من كائنات حية.
أما متحف “التاريخ الطبيعي” فيستعرض عالم الزواحف والثدييات قبل نحو 65 مليون سنة، ويشرح كيف أثر مناخ الكويت على العالم، وسبل الحفاظ على البيئة وما تزخر به من موارد.
ويلقي “متحف العلوم والتكنولوجيا”، نظرة فاحصة على تطور العلوم في العالم عبر الأزمنة، إلى جانب استعراض الثورات الصناعية التي شهدها العالم.
ويمكن لزائر متحف “جسم الإنسان” الاطلاع على أسرار الجسم البشري، وكيفية الحفاظ على الصحة العامة، والتغلب على ما قد يواجهه من مخاطر.
ويسلط متحف “العلوم العربية والإسلامية” الضوء على ابتكارات العلماء العرب والمسلمين في مختلف العلوم التطبيقية والنظرية.
إلى جانب متحف “الفضاء”، والذي يمكن لزائريه التعرف على عجائب الكون وأسرار النجوم والمجرات.
** جائزة دولية
إلى جانب ذلك، يمكن للسياح والزوار في مركز الشيخ عبد الله السالم، أخذ قسط من الراحة من خلال تناول الوجبات في المطاعم والمقاهي، التي تمنحهم تجربة سياحية رائعة.
هناك أيضا قاعات للمؤتمرات والتدريب، يمكن من خلالها اكتساب المعارف من خبراء المجال، إلى جانب مركز للفنون وقاعات عرض، فضلا عن مكتبة تضم كتبا كثيرة تناسب مختلف الأعمار والاهتمامات.
ونظرا لمساهماته الثقافية على الصعيد المحلي والإقليمي ودوره منارة ثقافية، تُوج المركز بعدة جوائز منذ تأسيسه منها جائزة “أوسكار المتاحف” الدولية من ألمانيا لعام 2021، عن فئة “أفضل وجهة ثقافية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وهي جائزة تساوي في أهميتها بين الأوساط الثقافية والفنية جائزة الأوسكار في عالم السينما.
الأناضول