ليبيا – اتهم عضو المؤتمر العام السابق منذ عام 2012 وعضو جماعة الإخوان المسلمين محمد مرغم المجتمع الدولي بتعميق الأزمة الراهنة في ليبيا من خلال السماح بتنازع السلطات، داعيا إلى إطلاق ثورة جديدة تخلص البلاد من “الاحتلال”، وتمكن الليبيين من إقامة نظامهم الديمقراطي الخاص دون تدخل دولي.
مرغم وفي مقابلته الخاصة مع “عربي21″ عن الاتفاقية البحرية المبرمة بين تركيا وليبيا، شدد على أنها في مصلحة الطرفين، قائلاً:”بل تستفيد منها أطراف أخرى كمصر، وإن تنفيذ الاتفاقية على أرض الواقع يتطلب إصرار الطرفين على تنفيذها وتطويرها”.
وألقى مرغم باللائمة على المجتمع الدولي، واتهمه بإذكاء الأزمة في ليبيا، قائلا: “إن الغرب لن يسمح لليبيا أن تقيم نظامها وتحل مشاكلها، فإذا تدخلوا فلمزيد من التأزيم”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن حكومة فتحي باشاآغا ستواصل تنازع السلطات مع حكومة تصريف الأعمال، مذكرا بتجربة حكومة عبد الله الثني الموازية في الشرق .
ودعا مرغم إلى إطلاق ثورة جديدة في ليبيا وحركة تحرير وطني لتخليص ليبيا من الاحتلال، مضيفا: “كما تحررنا من القذافي يجب أن نتحرر من المرتزقة كالفاغنر وغيرها، وبعد ذلك ستزول العوائق ويمكن للشعب الليبي أن يقيم نظامه”.
وزعم أن المخابرات المصرية تسيطر على المنطقة الشرقية ولا صوت يعلو هناك سوى صوت المؤيدين لحفتر (القائد العام للقوات المسلحة) ، مضيفًا:”مناطق نفوذ حفتر تعاني من انعدام الأمن والبلطجة والناس هناك تقتل في الشوارع”.
وحول الاتفاقية البحرية الموقعة مع تركيا، قال مرغم:” إنها وفرت مساحة كانت مفقودة في السابق، بعد أن وقعت كانت اليونان ومصر وقعتا اتفاقا لتحديد المنطقة الاقتصادية بينهما تحرم ليبيا من المساحة الإضافية”.
وشدد على أن ليبيا ليست وحدها المستفيدة من الاتفاقية البحرية مع ليبيا، بل مصر أيضا التي أضيفت مساحات جديدة لها،وذلك باعتراف وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي صرح بذلك سابقا،على حد قوله.
ورأى أن سبب الرفض المصري للاتفاقية البحرية يكمن في أن النفوذ التركي سيكون حجر عثرة أمام النفوذ المصري، ولن يسمح له بالاستحواذ والتوسع في ليبيا.
وأضاف :” أن طرابلس يجب أن تقيم تحالفات مع الدول الصديقة، لدعم الاستقرار والازدهار في البلاد، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة من المقدرات الموجودة في البلاد داخل المناطق التي لا تخضع لسيطرة حفتر، وذلك في خطوة قد تدفع إلى تطبيق ما حصل بين ألمانيا الشرقية والغربية، بحيث يتخلص الشرق من حفتر وظلمه لصالح توحيد البلاد تحت سلطة شرعية ديمقراطية واحدة”.
كما دعا مرغم إلى مزيد من التعاون بين ليبيا وتركيا في المجالات كافة خاصة الأمني، مشددا على أن أنقرة قد تساعد ليبيا في وقف عمليات التهريب لموارد الطاقة الليبية عبر البر والبحر، إذ تخسر ليبيا سنويا ما يزيد عن خمسة مليارات دولار جراء هذه التجارة غير المشروعة.