حرشاوي: لين واشنطن مكن أنقرة من الاستمرار بتحقيق مصالح تركيا الخاصة في ليبيا

ليبيا- سلط تقريران تحليليان الضوء على تبعات استمرار الدعم التركي المقدم إلى حكومة تصريف الأعمال من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات العسكرية والأمنية.

التقريران اللذان نشرهما موقع “المونيتور” الإخباري الأميركي ومجلة “أتالايار” الإسبانية الناطقة بالإنجليزية تابعتهما وترجمتهما صحيفة المرصد، أكدا أن الصفقات الجديدة التي أبرمتها أنقرة مع هذه الحكومة مؤخرًا بالمجال العسكري مؤشر لاستخدام الأتراك الانقسامات الداخلية في ليبيا لتحقيق مكاسب استراتيجية.

وبحسب التقرير، سعت تركيا لتحقيق صيغة حل سياسي للتنافس القائم بين رئيسي حكومتي تصريف الأعمال والاستقرار برئاسة عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاآغا من خلال تعيين الثاني نائبًا للأول، أو تولي كلاهما موقع رئاسة الحكومة في ليبيا وفقًا لمبدأ التناوب.

ونقل التقرير عن المحلل السياسي جليل حرشاوي قوله: “استغلت أنقرة اعتماد الدبيبة المتزايد عليها بعد دورها في منع معسكر باشاآغا من دخول العاصمة طرابلس للاستيلاء على السلطة، ولم يبرم الأول اتفاقيات إستراتيجية مع الأتراك خلال فترة ولايته الرسمية وفعلها في ظل شكوك بشأن شرعيته داخليًا وخارجيًا”.

وقال حرشاوي: “هذا الاتجاه غير مستدام ومثير للقلق مع الافتقار إلى الشفافية بشأن عدد وتكلفة الطائرات من دون طيار التي يخطط دبيبة لشرائها وبالنسبة لتركيا، فإن موقفها في ليبيا طموح وأناني صادم بالتأكيد للكثيرين فيما التزمت واشنطن الصمت حيال ذلك”.

وتابع حرشاوي قائلًا: “هذا اللين الأميركي يسهل على تركيا الاستمرار في تحقيق مصالحها الخاصة في ليبيا متجاهلة الجهود الأممية والدولية لصنع السلام، في وقت لا تستطيع فيه أنقرة تجاهل الشرق لأسباب اقتصادية فالشركات التركية ما زالت تطالب بأكثر من 15 مليار دولار”.

وأضاف حرشاوي بالقول: “لم تقدم حكومة الدبيبة سوى القليل من هذه الأموال حتى الآن ولا يمكنها فعل المزيد في المستقبل القريب، وإذا اقتصرت أنقرة على حماية وإرضاء الدبيبة الذي لا يسيطر إلا على جزء صغير من ليبيا فلن تحقق أهدافها الاقتصادية”.

وقال حرشاوي:”أدرك الأتراك ذلك تماما وقد بذلوا جهودا كبيرة في التحدث مباشرة إلى باشاآغا وورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح إذ لا يمكن تحقيق طموحاتهم الاقتصادية في ليبيا من دون إيجاد أنقرة طريقة للشراكة مع خصوم الدبيبة بما فيهم القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر”.

وبين حرشاوي بالقول: “قد تنجح تركيا وقد لا تنجح لكن إستراتيجيتها ليست مبسطة لتضمنها، ما يعبر عن مأزق زيادة الاعتماد المتبادل ومن خلال الضغط الشديد على انتزاع صفقات إستراتيجية من الدبيبة لا تروج تركيا بالتأكيد للسلام أو المصالحة أو الانتخابات”.

وأضاف حرشاوي قائلًا: “ومع ذلك يمكن لتركيا أن تبدأ بسهولة في الضغط على الدبيبة إذا خلصت إلى أنها استولت على كل ما يمكنه تقديمه، وإذا ضغطت عليه فقد يسقط بسرعة كبيرة، في وقت يبقى فيه إضفاء طابع رسمي على نظام الطائرات من دون طيار احتمالًا واقعيًا للغاية”.

واختتم التقريران بالإشارة إلى مخاوف من تسبب توقيع الدبيبة بالأحرف الأولى على صفقتين عسكريتين مع تركيا إلى تقويض جهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي لتمهيد الطريق لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية من خلال محاولات رئيس حكومة تصريف الأعمال لعرقلة هذا للبقاء في السلطة.

ترجمة المرصد – خاص

Shares