سياسيون عرب يؤكدون الحاجة لإحداث تغييرات في النظام العالمي

تركيا – شدد سياسيون عرب على ضرورة إجراء تغييرات في النظام الدولي القائم نتيجة التحديات التي يواجهها العالم، مؤكدين على أن التغيير يجب أن يكون في إطار التعاون والتنسيق بين جميع الدول.

جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية لفعاليات اليوم الثاني والأخير من “قمة البوسفور” بنسختها الـ13 المنعقدة في مدينة إسطنبول التركية، التي تبحث قضايا عالمية متنوعة بمشاركة دولية واسعة.

وأشار عمرو موسى، وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى أهمية القمة في مرحلة تتسم بازدواجية معايير ملحوظة في العالم.

وأوضح أن التحولات السياسية العالمية والإقليمية التي تهدد استقرار المنطقة والتطورات المتتالية طرحت سؤالا حول مدى صلاحية النظام الدولي القائم بآلياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف: “كذلك انتشار الفوضى الخلاقة وانفلات الأمور على المستوى العالمي، وعجز النظام الدولي عن القيام بوظيفته الأساسية في الحفاظ على الأمن والاستقرار العالمي”.

أفاد موسى أن الفشل الكبير لمجلس الأمن الدولي في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين سببه حق النقض (الفيتو) وسوء استخدامه، وازدواجية المعايير لدى الدول الكبرى صاحبة الفيتو.

وأكد أن الحديث يجب أن يكون عن “إعادة تأهيل” النظام الدولي وليس استبداله، وأن إعادة تعريف التهديدات الخطيرة للأمن والسلم الدوليين يأتي على رأس عملية إعادة التأهيل.

وحول الحرب الروسية الأوكرانية، ذكر موسى أنها لا زالت مستمرة منذ فبراير/شباط الماضي، وأن تداعياتها تتزايد خطورة على العالم، وخاصة أوكرانيا، لافتاً إلى أن الحرب أنتجت أزمات سياسية واقتصادية وغذائية في العالم.

وشدد على ضرورة العمل للتوصل إلى اتفاق إقليمي ينبع من المنطقة نفسها بعيدا عن التدخلات الأجنبية أو الوصاية الخارجية لوضع نهاية لهذه الحرب.

كما أكد موسى على ضرورة جعل الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية دون استثناء لأي دولة، والتحول إلى تعاون إقليمي للاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.

من جانبه، شكر نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، تركيا والقائمين على “قمة البوسفور”، معتبراً أن القمة “تؤكد على أهمية بذل المجتمع الدولي جهودا جادة في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية العالمية”.

وأشار الخريجي إلى جهود بلاده بجميع السبل لإحلال السلام والأمن والازدهار في مختلف دول العالم.

وذكر أن جائحة كورونا أجبرت العالم على تعزيز التعاون لمواجهة الأزمات الدولية، مشيراً إلى أزمة التجارة العالمية والتحديات الجديدة التي أنتجتها الجائحة والتي لم يشهدها العالم من قبل ومنها ما يتعلق بالأمن الغذائي.

وقال الخريجي إن السعودية تثمن جهود تركيا وروسيا وأوكرانيا في استمرار اتفاقية شحن الحبوب الموقعة برعاية الأمم المتحدة.

وذكر أن التحديات التي يوجهها العالم اليوم تحتم على النظام الدولي التعاون وبذل الجهود لتجاوز كافة الأزمات.

بدوره أوضح الأمير الحسن بن طلال، في كلمته أن هناك حاجة ماسة لتحول عالمي، لكنه لن يكون سهلاً، مشيراً أن العالم على أعتاب أزمة لا يمكن تجنبها.

وذكر ابن طلال مستشهداً بكلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “الدول الموجودة على أطراف النظام العالمي هي الأكثر تضرراً من هذا التحول”، داعياً إلى أخذ ذلك بالحسبان.

ولفت إلى أن الكثير من البشر يمكن أن يتضرروا من هذه الأزمة كون النظام البيئي العالمي في خطر، وهو ما يدفعنا للقدوم إلى هنا والتفكير سوية وهو ما يحتم علينا التوحد في الفترة القادمة.

وأوضح أنه يجب التفكير في كل التفاصيل في مجالات الماء والطاقة و الغذاء، والقيام بتحرك فوري وتحمل المسؤولية وعدم الاكتفاء بالكلام.

والخميس، انطلقت قمة البوسفور بتنظيم من منصة التعاون الدولي (UiP-ICP)، وعلى أجندتها مناقشة التحوّلات والتحديات العالمية، وفرص الاستثمار وقضايا الطاقة والمناخ.

وحضر القمة أكثر من 100 مشارك ومتحدث من 47 دولة، وتستضيف 23 ندوة تشمل مواضيع مختلفة في السياسة والاقتصاد والثقافة والفن وغيرها.

 

الأناضول

Shares