ليبيا – استبعد المستشار السياسي السابق في مجلس الدولة الاستشاري أشرف الشح عقد اللقاء المنتظر الذي سيجمع خالد المشري وعقيله صالح خلال الأيام القادمة؛ لأن المشري يعد لجلسه ليختار فيها بعض الأسماء للمناصب السيادية التي اتفق فيها مع عقيلة، لأنهم بحاجة لإنتاج عمل معين يظهر به وكأنه ما زال فاعل وقادرين على الاتفاق والوصول لتوافقات.
الشح قال خلال مداخلة عبر برنامج “حوار الليلة” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتمولها قطر السبت وتابعته صحيفة المرصد: إن حدود التوافقات ستكون بعض المناصب السيادية، وليست كلها وسيختارون الأبسط منها كالرقابة الإدارية ومفوضية الانتخابات وهيئة مكافحة الفساد، أما المؤسسات الأخرى فتخضع لحسابات أخرى لا يملكها المشري وعقيلة صالح.
وأشار إلى المشري مستفيد لأنه ما زال لاعب يستطيع التغيير والابتزاز والمناورة لكي يضمن بقاءه في المشهد السياسي، ولكيلا ينفذ التهديد الذي لمحت له أمريكا، وهو الذي كان من ضمن النقاط التي تم الاتفاق عليها في اجتماع لندن الأسبوع الماضي وهو أن الوقت الممنوح للمجلسين غير مفتوح، وكان ذلك بحضور المبعوث الأممي.
ورأى أن عقيلة والمشري بحاجة لإظهار أنهم قادرين على الاتفاق لكيلا يفلت الأمر من يدهم بدليل استعجال المشري خاصة بعد عدم حصوله على النصاب يوم الخميس ووجود مادة في اللائحة الداخلية لمجلس الدولة تمنحه حق إجراء جلسة بثلث الحاضرين، بالتالي سيسارع بالخطة ليخرج بأسماء يعطيها لعقيلة ليختار منها لبعض المناصب السيادية وبهذا تدعم مصر الخيار كونهما ما زالا قادرين على الاتفاق ما يعني عدم سحب البساط من تحتيهما.
واستطرد: “هناك الكثير من الأفكار التي تطرح هنا وهناك خاصة في اجتماعات التي يجريها باتيلي، ولكنه لم يخرج بمقترحه بعد، هو ما زال في مرحلة الاستماع وجس نبض الأطراف ودراسة مواقفها وكيفية تعاطيها مع الأحداث، لكن هناك مقترحات أن الاعتماد على هذين الجسمين مضيعة للوقت ويجب الخروج من هذه البوتقة بأفكار جديدة للوصول لانتخابات قد تكون باتفاق جنيف وليس تشكيل حكومة، بل على أساس إجراء انتخابات بمواعيد قطعية بضمانات، وهذه أفكار ما زالت لم تظهر للعلن”.
وبيّن أن موضوع إنتاج حكومة ثالثة سيواجه العديد من المشاكل؛ لأن الأطراف التي يجب أن تكون داعمة لهذا الاتجاه كثيرة وأن تتفق كلها على أسماء وشخصيات أمر صعب وهو ما مر به المشهد خلال الفترة الماضية، معتبرًا أنه مهما كان الحديث الآن عن حكومة ثالثة فهو صعب، لكن بالتوازي الدبيبة من كان يعتقد أنه سيكون أكثر تمكين بعد هزيمة باشاآغا من دخول طرابلس واليوم اتضح أن الدبيبه أصبح رهين الابتزاز.
وتابع: “تكليف الدبيبه بوزارة الداخلية لقادة المجموعات التي فرض عليه أن يكلفه في وزارة الداخلية ليتمكن من فرض سطوته على المجموعات الأخرى هذا سيسبب اصطدام مع آخرين، وأن الدبيبة أصبح تحت ابتزاز من يفر عليه شيء بقوة السلاح يستطيع أن يأخذه منه هذا دليل ضعف وانهيار وهو يقرب من عملية الانهيار التي لا نتمناها قبل الوصول لمسار سياسي يضمن إنتاج حكومة أو انتخابات ومن ثم حكومة جديدة، الكل الآن في مرحلة عدم الاستقرار وعدم ضمان المستقبل”.
واختتم بالقول: “ما زلت لم أفقد الثقة بأن الشعب سيتحرك في لحظة من اللحظات؛ لأن حالة الاستهزاء من قبل السياسيين ومتصدري المشهد السياسي اليوم أصبحت لا تطاق وإهانة لليبيين”.