فرنسا – كشفت صحيفة “الغارديان” في مقال أن فرنسا وألمانيا تخاطران بفقدان موقعهما المهيمن في الاتحاد الأوروبي بسبب سعي الولايات المتحدة إلى تحويل مركز الثقل الجيوسياسي إلى أوروبا الشرقية.
وقالت الصحيفةالبريطانية في المقال إن بولندا وأوكرانيا الواقعتين في أوروبا الشرقية أكثر دولتين فقيرتين مقارنة بفرنسا وألمانيا، متسائلة كيف يمكن لهما أن تصبحا قوة فاعلة في الاتحاد الأوروبي!.
وجوابا على ذلك قالت الصحيفة إن تحويلهما إلى قوة أمر ممكن، واستشهدت في ذلك بـ”العديد من المعجزات الاقتصادية بعد الحرب، مثل كوريا الجنوبية واليابان وألمانيا الغربية، ومن المرجح أن تتم رعاية هذا (بولندا وأوكرانيا) أيضا من قبل قوة عظمى، ستستفيد كثيرا من إعادة تقسيم النظام السياسي”.
وكدليل على ذلك قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة “تضخ الأموال والتكنولوجيا” بالفعل في أوروبا الشرقية، مشيرة إلى أنه في مقابل ذلك تطالب واشنطن بما لا تستطيع باريس وبرلين تقديمه لها، أي “موقف واضح في العلاقات مع الصين”.
كذلك أشارت الصحيفة إلى مواقف بعض الدول مؤخرا في العلاقة بذلك وقالت إن “ليتوانيا كانت مستعدة للمخاطرة بعلاقات تجارية مع الصين لإرضاء واشنطن، وأوكرانيا وجمهورية التشيك تحولتا إلى إمدادات الوقود النووي من الولايات المتحدة، فيما وقعت بولندا مؤخرا عقدا مع شركة أمريكية لبناء أول محطة للطاقة النووية لديها”.
وأضافت الصحيفة أن دول أوروبا الغربية ليست على استعداد لقبول تحول مركز الثقل الجيوسياسي الأوروبي إلى الشرق وتعزيز النفوذ الأمريكي في القارة، مشيرة إلى الأحكام العامة لاستراتيجيات السياسة الخارجية لفرنسا وألمانيا وروسيا.
وفي هذا السياق قالت الصحيفة إن “فرنسا وألمانيا تدعمان حاليا سياسة الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا، وهي فكرة تمس ايضا السياسة الدفاعية والأمنية ويمكن أن تؤدي يوما ما إلى إنشاء جيش الاتحاد الأوروبي”.
كذلك أشار المقال إلى سياسة روسيا وقال إن روسيا أعلنت عن تشكيل اتحاد أوراسيا الذي يمتد من فلاديفوستوك إلى لشبونة”.
وخلصت الصحيفة إلى أن “كلتا الاستراتيجيتين تشترك في النفور من الهيمنة الأنجلوساكسونية في أوروبا”.
المصدر: نوفوستي