ليبيا – قال الناطق الرسمي باسم مجلس البحوث بدار الإفتاء عبدالله الجعيدي إن دار الإفتاء مؤسسة دينية يقودها علماء الشريعة لا تخضع لهوى الحكومات ولا للبرلمانات ولا لعامة الناس ولا تنتظر من يُملي عليها مواقفها، وهذا ما اعتاده الشعب الليبي منها، مشيرًا إلى أن الدار لاتستجيب لخصومها ولا تهمل القضايا الشرعية من أجل إرضاء الحكومة أو البرلمان أو عامة الناس، بل تقدر الأمور بقدرها وتنظر مآلاتها وتقرر بحسب اجتهاد علمائها ما يمكن أن يُقال وما يمكنها أن تفعل أيضًا، فالقول للبيان والفعل لإزالة المنكر بحسب الاستطاعة، على حد تعبيره.
الجعيدي وفي منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، رأى أن محاولة كسب المواقف والمتاجرة بالحالات الإنسانية لإحراج دار الإفتاء، فهذا دونه خرط القتاد وجري خلف السراب هو من الخذلان الذي عاقبته وخيمة على صاحبه ولا يضر إلا نفسه.
وأضاف الجعيدي: “يجب إنكار المنكر والبراءة من الباطل أيًّا كان المجرم سواء في طرابلس أم في الرجمة؟ والمطالب بالالتزام بالمبادئ هو المسلم المؤمن بالله مهما كانت منزلته أو وظيفته، أما التفريق بين المؤسسات الدينية والمسؤولين البرلمانيين أو التنفيذيين فهذه من رواسب العلمانية ما أنزل الله بها من سلطان أو هي من لوثات الممارسة السياسية التي تُؤخذ بالمخالطة”.
وادعى : “بعض البرلمانيين يسارعون للانضمام لبيانات عقيلة صالح التي يزعم أنه حريص على السيادة الوطنية عندما يكون منتهكها عبد الحميد الدبيبة ويحشد وراءه من يسمون أنفسهم بنواب الشعب”، مردفًا: “لا نرى أو نسمع لهؤلاء الأتباع حسًا عندما يبيع عقيلة وحفتر البلد للمخابرات المصرية وينفذ مخططاتهم في تفكيك الدولة وقضمها قطعة قطعة”.
وواصل الجعيدي مزاعمه : “ولا نرى منهم هذا التباكي على تسليم بوعجيلة في الجرائم التي تكتشف يومًا بعد يوم في مقابر جماعية بترهونة، ولا يرفعون صوتهم بالمطالبة عن كشف مصير زميلتهم سهام سيرقيوة التي لا تكفي فيها البيانات، وكل هذا يريدون دار الإفتاء تجرى وراء لهاثهم بكسب مواقف على حساب قضية إنسانية يتعاطف معها عامة الناس، فالهدف هنا يا صديقي هو سياسي لا علاقة له بالمبادئ وتجزئتها، بل مكاسب آنية ورد اعتبار بأسلوب أقل ما يقال فيه: منحدر أخلاقي”.