ليبيا – اعتبر المستشار السياسي السابق في مجلس الدولة الاستشاري أشرف الشح أن الخطاب الأسبوع الماضي في إعلان القاهرة بين عقيلة صالح وخالد المشري كان مختلفًا عما هو اليوم، والسبب قد لا يكون ظاهرًا للمشاهدين، لكن لكل من تتبع الخطوات السابقة وتتبع تفاصيل الأحداث يعلم أن هناك جديدًا، والجديد هو دعوة المخابرات المصرية لعقيلة وخليفة حفتر ومحمد المنفي للقاهرة دون الإعلان بشكل رسمي.
الشح قال خلال مداخلة عبر برنامج “حوار الليلة” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” الثلاثاء وتابعته صحيفة المرصد: إن عقيله خرج بخطاب مختلف عن الاسبوع الماضي وكأنه يعود للسنوات الماضية التي يتخذ فيها قرارات احادية وأمر واقع ويحاول عرقلة المسار.
وأشار إلى أن السبب وراء هذا أن المصريين من خلال النقاشات الأخيرة دوليًا اقتنعوا أن عبد الله باتيلي والغربيين لن يقتنعوا ويمرروا اتفاقات عقيلة والمشري التي الغرض منها التسويف وإطالة المدة، لذلك البيانات الغربية مركزه على الانتخابات في أسرع وقت وقاعدة دستورية ذات مصداقية، وما يحاول عقيلة الاتفاق عليه مع المشري في القاهرة هو محاولة لتمطيط وإطالة للوقت ومحافظة على مواقعهم وتشكيل حكومة جديده.
وأضاف: “المصريون عندما اقتنعوا أن أي اتفاف بين الرجلين لن يكون له دعم غربي أو من باثيلي قرروا أن يستدعوا المنفي خوفًا أن يستعمل الرئاسي في إجراءات وخطة بديلة، ويبدوا أنهم أعادوا ترتيب الأوراق بين الثلاثة، مما دفع عقيلة اليوم للتراجع عن كل الاتفاقات السابقة وضرب شريكه المشري على وجهه، وأنهى المسار الذي طالما تشدق به المشري وحاول تمريره عند معسكره”.
واستبعد أن يكون عقيلة جاد في طرحه اليوم أنه يريد الانفراد ويتبع نفس الاستراتيجية التي اتبعها في صياغة قوانين 2021 والتي الغرض منها تعطيل الانتخابات، وبالفعل قام وزملاءه بإيقافها -بحسب قوله- بالتالي من المستبعد تكراره لنفس العملية.
كما شدد على أن اتفاق الصخيرات يحتم عليه أن يكون التعديل الدستوري مع مجلس الدولة والواضح أن اجتماع القاهرة بالأمس فيه أفكار جديدة، ولكنها لم تنضج بعد.
وتابع: “الورقة التي وقعها عقيلة والمشري قبل يوم من خروج حفتر في لقاء في بنغازي وكان يتوقع البعض أنه سيعلن بها حكم ذاتي الليلة التي قبلها وقع المشري وعقيلة بالهاتف أنهم متفقون؛ لأنهم خافوا من سحب البساط من تحتهم في تلك الفترة والكلام في القاهرة الذي خرج به عقيلة والمشري والمسؤول المصري واضح أنهم متفقون، وأن هناك نقاطًا بسيطة قد ترحل، ما الذي جعل عقيلة يخرج ويقول هذا الكلام؟ هو اجتماعه بعباس كامل وحفتر والمشري”.
وفي الختام بيّن أن الاستراتيجية الجديدة لم تكتمل وهم يحتاجون للوقت وعقيلة يتكلم عن نهاية مارس، أي أنه يعطي نفسه أكثر من شهرين وقت؛ لأنه يعلم بأن الموضوع ليس سهل ويحتاج تنسيق وترتيب على المستوى الدولي، وهذا لا يستطيعون أن يقوموا به بوقت قصير حسب النصائح المصرية وكل ما قام به شراء الوقت فقط.