ليبيا – علق المحلل السياسي عبدالله الكبير على التقارب التركي – الإيطالي الأخير ،بالقول إن الموضوع سيكون مستفزاً لفرنسا نظراً للتنافس الفرنسي – الإيطالي حول النفوذ والاستثمارات في قطاع الطاقة بين إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية، بالإضافة إلى الخصومة الفرنسية التركية وهي خصومة تاريخية يمتزج فيها السياسي بالديني بالجيوسياسي.
الكبير وفي حديثه إلى “اندبندنت عربية” نوه إلى أن فرنسا ستنظر إلى هذا التعاون الثنائي كتهديد محتمل لمصالحها التي ستتقلص في ليبيا مقابل تعزيز تركيا وإيطاليا لنفوذهما وتعظيم مصالحهما بخاصة في مجال الطاقة والهجرة غير الشرعية والدفع بالعملية الانتخابية تحت مظلة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وتابع الكبير حديثه :”أن باريس ستتخوف من امتداد التقارب التركي – الإيطالي إلى شرق المتوسط في مواجهة اليونان التي تدعمها ضد تركيا، لذلك ستعمل على الاستنجاد بألمانيا لكبح جماح هذا التقارب الطارئ بين البلدين”.
وأوضح أن الاهتمام الأميركي المتنامي بالملف الليبي بدوره سيحد من قدرة فرنسا من التأثير في الحل السياسي في البلاد لذلك ستجد نفسها مضطرة للتفاوض مع إيطاليا بخاصة أنه من المتوقع أن ترحب ألمانيا بأي تفاهمات إيطالية – تركية يمكن أن تؤدي إلى تخفيض معدلات الهجرة غير النظامية التي أرهقت الحكومة الألمانية منذ سنوات.
واستدرك الكبير قائلاً :”إنه على رغم تراجع الدور الفرنسي في ليبيا لمصلحة لاعبين يملكون النفوذ على الأرض مثل روسيا وتركيا وفشل رهاناتها السابقة على قدرة المشير خليفة حفتر في السيطرة على كامل البلاد إلا أن نفوذها التاريخي في الجنوب الليبي ما زال حاضراً عبر علاقات وطيدة مع المكونات السكانية وهذا النفوذ لن يكون بوسع إيطاليا وتركيا اختراقه”.

